في خطوة جديدة نحو توسيع هيمنتها الرقمية، أعلنت شركة ميتا عن إطلاق ميزة الإعلانات عالميًا عبر تطبيق ثريدز، بعد فترة من التجارب المحدودة في أسواق مثل الولايات المتحدة واليابان، وهذا التوسع يشير إلى استعداد الشركة لدخول منافسة مباشرة مع منصة إكس في سوق الإعلانات الرقمية.
تكامل ذكي مع إنستغرام يضمن أفضلية تنافسية الميزة الجديدة ستتيح للمعلنين الوصول إلى أكثر من 320 مليون مستخدم نشط شهريًا إذ يتصل التطبيق بشكل مباشر مع إنستجرام مما يضمن بناء قاعدة جماهيرية واسعة منذ اللحظة الأولى، ووفقًا لما نقلته تك كرانش فإن الإعلانات ستعرض تلقائيًا ضمن خلاصة ثريدز فيد للحملات الجديدة، بينما يمكن إزالتها يدويًا لمن يرغب من المعلنين.
الرهان على الإعلانات وولاء المستخدمين ثقة ميتا في المنصة تستند إلى معطيات قوية من بينها أن ثلاثة من كل أربعة مستخدمين لتطبيق ثريدز يتابعون علامة تجارية واحدة على الأقل، مما يعزز جاذبيته للشركات الراغبة في بناء تواصل مباشر مع الجمهور، وهذه الأرقام دفعت الشركة إلى إعلان نيتها التوسع التدريجي للإعلانات نحو أسواق جديدة، مما يعكس طموحها في الحصول على حصة أكبر من ميزانيات التسويق الرقمية.
زوكربيرغ يراهن على المليار مستخدم
مارك زوكربيرغ الرئيس التنفيذي لشركة ميتا أشار في تصريحات سابقة إلى أن التطبيق يشهد تسجيل أكثر من مليون مستخدم جديد يوميًا، مع طموح بالوصول إلى مليار مستخدم خلال السنوات القليلة القادمة، وهذا النمو لم يكن عشوائيًا، إذ إن التكامل مع إنستغرام ساعد بشكل كبير على استيراد جهات الاتصال، وتسريع بناء الشبكة الاجتماعية للمستخدمين الجدد.
خطوات نحو اللامركزية وتوسيع الأفق التقني تسعى ميتا إلى جعل ثريدز جزءًا من منظومة "فيديفيرس" اللامركزية عبر دعم بروتوكول ActivityPub ، مما قد يحوله إلى المنصة الأكبر ضمن هذا النظام متفوقًا على شبكات مثل "ماستودون" التي لا تزال صغيرة نسبيًا، كما أضافت الشركة ميزات جديدة شبيهة بتجارب "بلو سكاي" مثل الموجزات المخصصة وقوائم ترحيبية بالمستخدمين الموصى بمتابعتهم.
محدودية التحكم في المحتوى تظل نقطة ضعف رغم هذه التحديثات لا تزال خوارزمية "لك" (For You) تهيمن على تجربة الاستخدام في وقت لم تطرح فيه ميتا بعد خيارات تمنح المستخدم تحكمًا كاملًا بالمحتوى، كما هو الحال في بعض المنصات اللامركزية الأخرى، ويظل هذا التحدي قائمًا في سعي الشركة لخلق تجربة متوازنة تجمع بين التخصيص والشفافية.