في خطوة جديدة وغير متوقعة، قررت جوجل دخول عالم صناعة السينما والتلفزيون من خلال إطلاق شركة إنتاج تحمل اسم "100 Zeroes"، والهدف ليس مجرد التوسع في مجال جديد بل إعادة رسم صورة أندرويد ومنتجات جوجل التقنية كأدوات عصرية وجذابة تستحق مكانة مرموقة بين الشباب في مواجهة التفوق الثقافي الذي تتمتع به آبل منذ سنوات.

ما وراء الاسم الغامض "100 Zeroes "

قد يبدو الاسم بعيدًا عن هوية جوجل للوهلة الأولى لكنه يحمل إشارة ذكية إلى أصل اسم الشركة المستوحى من مصطلح "googol" الذي يعني الرقم 1 متبوعًا بـ100 صفر، وهذا النوع من التلميحات غير المباشرة يعكس استراتيجية جوجل الجديدة: التواجد داخل المشهد دون فرض الهوية بشكل فج على عكس آبل التي تضع اسمها بوضوح في كل إنتاجاتها تحت شعار "Apple Originals" .

تحول في الاستراتيجية.. من الأجهزة إلى القصص

الشركة الجديدة لا تكتفي بوضع هواتف بيكسل أو أجهزة Nest في خلفية المشاهد بل تسعى لخلق محتوى يحمل في طياته روح التقنية المتطورة، ومن خلال شراكة مع Range Media Partners ، وهي شركة لها باع طويل في الإنتاج الفني تعمل جوجل على تطوير أفلام ومسلسلات تتضمن تقنيات الواقع المعزز والافتراضي، والحوسبة المكانية بالإضافة إلى مزايا مبتكرة مثل "الدائرة للبحث" و"العرض الغامر".

هدف جوجل ليس شباك التذاكر فقط

رغم أن النجاح الجماهيري مطلوب، إلا أن الهدف الحقيقي من "100 Zeroes" هو تحسين الانطباع العام تجاه منتجات جوجل وزيادة جاذبيتها لدى الأجيال الجديدة، وفي ظل سيطرة آبل على هذا الجانب من خلال ظهور سلس لأجهزتها في أشهر الأعمال الفنية ترغب جوجل في أن تصبح التقنية التي تقدمها جزءًا من قصص يشعر الناس أنها تخصهم وتعبر عن تطلعاتهم.

أين سنشاهد محتوى جوجل؟

المثير للاهتمام أن جوجل لا تنوي بث هذه الأعمال عبر منصاتها الخاصة مثل يوتيوب أو Google TV ، بدلاً من ذلك ستسعى لبيع المحتوى لمنصات بث كبرى مثل نتفليكس أو حتى استوديوهات هوليوود التقليدية، وهذه الخطوة تؤكد أن الهدف ليس خلق منصة منافسة بل التسلل إلى وعي الجمهور من خلال القنوات التي يثقون بها أصلًا.