تزايدت خلال السنوات الأخيرة محاولات الاحتيال الإلكتروني التي تستهدف المستخدمين من خلال مواقع وتطبيقات مزيفة تُصمم لتبدو مطابقة للمنصات الرسمية.

ويقع ضحايا هذه المحاولات في فخ سرقة البيانات الشخصية، أو كلمات المرور، أو حتى معلومات الدفع الإلكتروني ما يسبب خسائر مالية وأمنية يصعب تداركها لاحقًا.

وتشير تقارير أمنية إلى أن المحتالين يعتمدون على تقنيات متطورة لخداع المستخدم مثل إنشاء مواقع وهمية تحمل عناوين مشابهة جدًا لعناوين المواقع الرسمية، أو إطلاق تطبيقات مزيفة تحمل أسماء وشعارات متطابقة مع التطبيقات الأصلية.

ويعد الوعي بكيفية اكتشاف هذه الأساليب أحد أهم وسائل الحماية الذاتية.

التحقق من عنوان الموقع الإلكتروني وشهادة الأمان

عند زيارة أي موقع إلكتروني يجب التأكد من صحة الرابط بالكامل، مع ملاحظة أي تغييرات طفيفة قد تشير إلى تزوير، مثل استخدام رموز أو ترتيب مختلف للحروف، وتوصي الجهات المختصة بعدم إدخال أي معلومات حساسة في مواقع لا تبدأ بعنوان "https" ولا تظهر بها علامة القفل في شريط المتصفح، فهي مؤشرات تدل عادة على استخدام اتصال آمن بشهادة موثوقة.

كما ينصح بعدم الضغط على روابط يتم إرسالها عبر الرسائل أو البريد الإلكتروني دون التحقق من مصدرها، وفي حال الشك يفضل دائمًا الدخول إلى الموقع يدويًا عبر كتابة العنوان الكامل، بدلًا من الاعتماد على الروابط المختصرة أو المشبوهة.

التأكد من مصدر التطبيقات قبل تحميلها

فيما يخص التطبيقات يجب تحميلها فقط من المتاجر الرسمية مثل Google Play أو App Store، إذ تخضع التطبيقات هناك لعمليات مراجعة أمنية.

أما التطبيقات التي يتم تحميلها من مواقع خارجية أو عبر روابط مباشرة فتحمل نسبة كبيرة من المخاطرة، إذ قد تحتوي على برمجيات خبيثة تعمل في الخلفية دون علم المستخدم.

وينصح الخبراء أيضًا بمراجعة اسم المطور وتقييمات المستخدمين وصور التطبيق قبل التثبيت، كما أن التطبيقات الرسمية غالبًا ما يكون لها عدد كبير من التنزيلات والتعليقات الموثوقة، في حين أن التطبيقات المزيفة تكون حديثة الظهور وتفتقر إلى تاريخ استخدام موثوق.

مؤشرات الاحتيال داخل المواقع أو التطبيقات

غالبًا ما تتسم المواقع المزيفة بتصميم غير متقن أو ترجمة ركيكة، كما تطلب إدخال معلومات شخصية بسرعة ودون خطوات تحقق فعلية.

كذلك قد تظهر رسائل تحذير وهمية تحث المستخدم على اتخاذ إجراء فوري مثل إدخال كلمة المرور مجددًا، أو تأكيد الدفع خلال وقت قصير، وهي أساليب نفسية معتادة في هجمات التصيد الإلكتروني.

في بعض الحالات تطلب أذونات غير مبررة داخل التطبيقات مثل الوصول إلى الرسائل أو سجل المكالمات أو الملفات رغم أن طبيعة التطبيق لا تتطلب ذلك، وهنا يجب التوقف عن استخدام التطبيق فورًا، وحذفه، وفحص الجهاز ببرامج الحماية.

أهمية استخدام أدوات الحماية والمصادقة

توفر بعض برامج الحماية من الفيروسات ميزات فحص تلقائي للمواقع والتطبيقات وتنبه المستخدم عند محاولة الدخول إلى موقع غير موثوق، كما ينصح بتفعيل المصادقة الثنائية (2FA) في الحسابات المهمة، ما يمنع الوصول غير المصرح به حتى في حالة تسريب كلمة المرور.

تعد هذه الأدوات حائط صد أولي لكنها لا تغني عن وعي المستخدم، خاصة أن كثيرًا من الهجمات الإلكترونية تبنى على استغلال الثقة أو قلة الانتباه وليس فقط على ضعف الأنظمة الأمنية.