الدم ليس مجرد سائل ينقل الأكسجين في أجسامنا، بل هو أساس حياتنا، ويؤدي وظائف حيوية تشمل الدفاع عن الجسم ونقل المواد الغذائية والمساعدة في التئام الجروح. لذلك، أي اضطراب في الدم يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الصحة العامة. في هذا المقال نستعرض أهم اضطرابات الدم، أعراضها، وكيفية تشخيصها من خلال التاريخ الطبي والفحوصات المخبرية.

كثرة خلايا الدم وتأثيرها على وظائف الدم

هناك اضطرابات دموية تؤدي إلى زيادة أعداد خلايا الدم، وتشمل: زيادة خلايا الدم الحمراء المعروفة بـ كثرة الكريات الحمر (Erythrocytosis)، وزيادة خلايا الدم البيضاء أو ما يُعرف بـ كثرة الكريات البيض (Leukocytosis)، وزيادة الصفائح الدموية المسماة كثرة الصفيحات الدموية (Thrombocythemia). كما يمكن أن تؤثر بعض اضطرابات الدم على البروتينات الموجودة داخل الخلايا الدموية أو في بلازما الدم، أي الجزء السائل من الدم، ما يؤدي إلى تغييرات في وظائف الدم الحيوية.

أعراض اضطرابات الدم

يمكن أن يسبِّبَ انخفاضُ خَلايا الدم الحمر والهيمُوغلُوبين أعراضَ فقر الدم، مثل التعب والضعف وضيق التنفُّس، وقد يسبِّب انخفاضُ الكريَّات البيض أو بروتينات الجِهاز المَناعيّ الحمَّى المتكرِّرة وحالات العَدوى، يمكن أن يسبِّبَ انخفاضُ الصُّفَيحات الدَّمويَّة أو عوامل تخثُّر الدم نزفًا غير مألوف وكدمات في بعض الأحيان، قد ترتبط الأعراضُ بالزيادات في مكوِّنات الدم.

قد تُسبب كثرة الكريات الحمراء لزوجة في الدم، ومن ثمّ الصداع والبشرة الحمراء أو القرمزية (التبيُّغ plethora)، كما يُمكن أن تُؤدِّي زيادة بروتينات الجهاز المناعيّ إلى زيادة سماكة الدَّم (زيادة لزوجة الدَّم)، قد تسبِّب كثرة الصُّفَيحات الدَّمويَّة أو زيادة عوامل تخثُّر الدم الخُثارَ (فَرط تجلُّط الدم غير المناسِب).

علامات يجب مراقبتها.. كيف تعرف أعراض اضطرابات الدم وتستعد للتشخيص المبكر؟
play icon
التاريخ الطبي للمرض وطرق الفحص والتشخيص

قد يشكُّ الأطباءُ في وجود اضطرابٍ دموي استنادًا إلى أكبر عددٍ من الأعراض المحتملة، وبالإضافة إلى ذلك، تشير بعضُ العوامل في التاريخ الطبي للشخص إلى أنَّ الشخص في خطر من مرض معيَّن، وتشتمل بعضُ الأمثلة على ما يلي:

وجود اضطراب دموي لدى شخص من عائلة الشخص، وُجود اضطراب آخر (مثل داء الكلية أو أمراض الكبد) يمكن أن يتسبَّبَ في حدوث اضطراب دَمَويّ.

عِرق الشخص أو منشؤه (فعلى سبيل المثال، يحدث مرضُ فقر الدم الِمنجلي عند الأشخاص من ذوي البشرة السوداء بشكلٍ رئيسي).

استخدام الأدوية التي قد تسبِّب النزف (مثل الأسبرين أو الأدوية المسكِّنة المضادَّة للالتهاب غير الستيرويديَّة).

حالات التعرُّض لبعض المواد أو الأشياء مثل التعرُّض المهني أو لمادَّة كيميائية يمكن أن تسبِّب النزف أو الضرر في نِقي العَظم.