طور فريق من العلماء في الصين والولايات المتحدة شريحة صغيرة تعتمد تقنية 6G يمكنها أن تُحدث نقلة نوعية في سرعات البيانات، خصوصا في المناطق الريفية التي تعاني من ضعف الشبكات، الشريحة الجديدة تُعد أسرع بمئات المرات من سرعات التنزيل الحالية في الهواتف الذكية، وتمثل خطوة كبيرة نحو مستقبل الاتصالات اللاسلكية فائقة السرعة.
تُعد شبكة الجيل الخامس 5G حاليا المعيار الذهبي للاتصالات اللاسلكية، وتعمل عادة على ترددات أقل من 6 غيغاهرتز، مع اختلاف هذا النطاق بين الدول. وسجلت أعلى سرعات 5G في الولايات المتحدة خلال النصف الأول من 2025 معدل تنزيل يبلغ نحو 299 ميغابت في الثانية. بالمقابل، يُتوقع أن تستخدم شبكات 6G عند طرحها عام 2030 نطاقات ترددية متعددة، مع إمكانية الوصول إلى سرعات تفوق 5G بحوالي 10000 مرة، إلا أن الأجهزة الحديثة لا تمتلك المكونات اللازمة للوصول إلى هذه النطاقات المتعددة، وفقا لموقع livescience.
وقد تمكن الباحثون من دمج الطيف اللاسلكي الكامل، الذي يغطي تسعة نطاقات ترددية من 0.5 إلى 110 غيغاهرتز، في شريحة صغيرة بحجم 1.7 × 11 ملم. وتمكنت الشريحة من تحقيق معدل نقل بيانات يزيد عن 100 غيغابت في الثانية، بما في ذلك على النطاقات المنخفضة المستخدمة في المناطق الريفية، مع الحفاظ على استقرار الإشارة عبر الطيف الكامل، وفقا لدراسة نُشرت في مجلة Nature في 27 أغسطس الماضي. وتشير تقديرات وسائل الإعلام الصينية إلى أن ألف هاتف ذكي مزود بهذه الشريحة يمكنه بث فيديو بدقة 8K في الوقت نفسه دون تراجع في الأداء.
وأكد الباحثون أن الشريحة قادرة على إدارة الطيف الترددي بشكل تكيفي، مما يتيح للإشارات التبديل بين الترددات المختلفة دون التأثير على جودة الاتصال، ويقلل من التداخل في الأماكن المزدحمة أو خلال الفعاليات الكبيرة. كما يمكن إعادة تكوين الشريحة ديناميكيا لتلبية متطلبات التطبيقات المختلفة، من الذكاء الاصطناعي عالي السرعة إلى الاستشعار عن بعد.