يعتبر التعرض للجروح والخدوش جزءا لا يتجزأ من حياة الشخص اليومية سواء كانت صغيرة أم كبيرة، وبالرغم من أن جسم الإنسان يمتلك قدرة طبيعية على الاستشفاء و التعافي، إلا أن هناك بعض الجروح التي تترك ندوباً تستمر لفترات طويلة من الزمن، بسبب عدة عوامل أو أسباب تعمل على تأخير التئامها.
أسباب تأخر التئام الجروح
تمر عملية التئام الجروح بعدة مراحل بداية من وقف النزيف، مروراً بمرحلة تنظيف وشفاء الجرح ثم عملية إعادة بناء الأنسجة، حيث يعمل الجسم على إنتاج الكولاجين لغلق الجرح وتشكيل أوعية دموية جديدة.
ويوجد العديد من أسباب تأخر التئام الجروح بسرعة مما يجعلها تستغرق وقتاً أطول للتعافي، وتشمل الأسباب الآتي:
العدوى
يمكن أن يؤدي تطور العدوى البكتيرية في الجروح المفتوحة إلى تركيز الجسم على محاربة العدوى بدلاً من التركيز على شفاء الجروح، مما يعمل على تأخيره.
جفاف الجلد
يسبب جفاف الجلد وتراكم الخلايا الميتة تأخراً في شفاء الجروح كما يتأخر التئام الجروح المعرضة للهواء بشكل دائم.
التقدم بالعمر
يستغرق التئام الجروح وقتاً أطول عند الأشخاص المسنين، فقدرة الجسم على إصلاح الجلد التالف تقل مع تقدم العمر كما تقل عوامل النمو والخلايا الجذعية في الجلد.
التغذية السيئة والسمنة
يعمل النظام الغذائي غير المتوازن والسمنة المفرطة إلى نقص تناول العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الجسم لعمليات الشفاء وإعادة بناء الأنسجة خاصة ما يتعلق بشفاء الجروح.
التدخين
يسبب التدخين في انخفاض وصول الأكسجين لأنسجة الجرح حيث تسبب المواد الموجودة في دخان السجائر في تقليل قدرة الهيموجلوبين على نقل الأكسجين في الجسم وتضييق الأوعية الدموية مما يؤدي إلى ضعف إمداد الجروح بالدم والأكسجين والمواد الغذائية اللازمة لعملية الشفاء.
التورم المفرط
من أسباب تأخر التئام الجروح التورم المفرط الناتج عن تجمع السوائل تحت الجلد والذي يعمل على تأخير قدرة الجسم على شفاء الجروح بكفاءة.
تعرض الجرح للإصابات المتكررة
عند تعرض الجروح لإصابات متكررة بشكل مستمر قد تطول بذلك مدة الشفاء، فالأشخاص الذين يعانون من الشلل النصفي أو إصابات بالحبل الشوكي يعانون من تقرحات الفراش ويواجهون خطراً أكبر لتعرض جروحهم لهذه الإصابات المتكررة مما يؤخر التئام الجروح.
نصائح عامة لتسهيل عملية التئام الجروح بشكل أسرع
• الحرص على تغطية الجروح بأغطية ومضادات خاصة، وذلك للاحتفاظ بها دافئة ورطبة لتسريع عملية التئام الجروح.
• عدم استخدام الغسولات أو الكريمات أو الضمادات المطهرة والمضادة للجراثيم فقد تكون سامة وتعمل على قتل الخلايا التي تساعد في علاج الجروح واستشفائها .
• الإقلاع عن التدخين وممارسة التمارين الرياضية بانتظام بعد استشارة الطبيب بنوع التمارين المناسبة حيث تزيد من تدفق الدم وتحسين الصحة العامة وتسرع من عملية استشفاء الجرح .
• السيطرة على الحالات الطبيبة المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم والعمل على تناول نظام غذائي صحي يتضمن عناصر وفيتامينات مهمة تعمل على إنتاج الكولاجين مثل فيتامين سي.
في النهاية، يعد تأخر التئام الجروح نتيجة لعوامل صحية أو سلوكية يجب الانتباه لها، مثل ضعف المناعة، أو الأمراض المزمنة، أو الإهمال في العناية بالجرح، ومع التشخيص الصحيح والرعاية المناسبة، يمكن تسريع الشفاء وتفادي المضاعفات.