فتحت حادثة تحطم طائرة كانت تقل رئيس الأركان العامة التابعة لحكومة الوحدة الوطنية المؤقتة الفريق محمد علي الحداد، والوفد المرافق له، وذلك بالقرب من منطقة هيمانا في ولاية أنقرة، باب التساؤلات عن نوعية الطائرة، وأبرز مواصفاتها.
وجاء الحادث، الذي أودى بحياة 4 عسكريين ومصور، بعد أن غادرة الطائرة من أنقرة، حيثُ التقى الوفد العسكري الليبي رئيس الأركان العامة في تركيا، الفريق سلجوق بيرقتار أوغلو، وُعثر على حطام الطائرة على ُبعد كيلومترين جنوب قرية كيسيكافاك.
سجل تاريخي عريق
والطائرة المنكوبة تنتمي لطراز "داسو فالكون 50 - Dassault Falcon 50" الفرنسي، واحدة من أبرز الطائرات في تاريخ طيران رجال الأعمال، وإحدى أيقونات الصناعة الجوية الفرنسية، التي طورتها شركة "داسو" للطيران.
وطائرة "داسو فالكون 50" ذات سجل تاريخي عريق؛ فهي أول طائرة أعمال في العالم قادرة على عبور المحيط الأطلسي (بمدى 6300 كم) وفق لوائح الطيران المدني الصارمة، بعد أن نفذت رحلتها الأولى، في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 1976، قبل أن يبدأ إنتاجها التجاري العام 1979.
واكتسبت طائرة "داسو فالكون 50" شهرتها العالمية بفضل تصميمها الفريد الذي جمع بين القوة، والأمان، والقدرة على قطع مسافات طويلة عابرة للقارات، وجاء تطويرها استجابة لطلب أمريكي متزايد على طائرات أعمال طويلة المدى قادرة على الطيران بين القارات دون توقف.
مواصفات فنية متقدمة
وتتميز الطائرة بتصميمها الثلاثي المحركات (Trijet)، حيث زُوّدت بثلاثة محركات نفاثة من طراز "Garrett TFE 731-3"، مع محرك ثالث مثبت في ذيل الطائرة.
ويوفر التصميم الثلاثي مستوى أمان إضافيًا، وقدرة أعلى على الإقلاع من مدارج قصيرة أو مرتفعة، إضافة إلى ثقة أكبر أثناء التحليق فوق المحيطات والمناطق النائية.
وكانت ف طائرة "داسو فالكون 50" أول طائرة مدنية في العالم تُزود بأجنحة فوق-حرجة (Supercritical Wings)، وهو ابتكار سمح لها بالتحليق بسرعة أكبر وكفاءة أفضل في استهلاك الوقود، وشكّل هذا التصميم نقلة نوعية مهدت، لاحقاً، لتطوير طرازات أكثر حداثة مثل "Falcon 900" و"Falcon 2000".
تتسع الطائرة عادة من 8 إلى 10 ركاب داخل مقصورة فخمة، ويصل مداها إلى نحو 6,300 كيلومتر، مع سرعة قصوى تقارب 870 كيلومتراً في الساعة (0.81 ماخ)، ويمكنها التحليق على ارتفاع يصل إلى 49 ألف قدم، ما يتيح لها تجاوز معظم الاضطرابات الجوية وحركة الطيران التجاري.
وبفضل قوتها واعتماديتها العالية، لم تقتصر استخدامات فالكون 50 على رجال الأعمال والمليارديرات، بل أصبحت خياراً مفضلاً في النقل الحكومي لكبار المسؤولين والقيادات العسكرية، والمهام العسكرية، بما في ذلك الاستطلاع البحري والإنقاذ، لدى القوات الجوية الفرنسية ودول أخرى، إلى جانب الإسعاف الجوي، والرحلات الإنسانية بعيدة المدى.
وفي التسعينيات، أطلقت "داسو" النسخة المطورة "Falcon 50EX"، بمحركات أكثر كفاءة وأنظمة طيران حديثة، واستمر إنتاجها حتى العام 2003، قبل أن تحل محلها طرازات أحدث ضمن عائلة "فالكون".