أ ف ب
أقيل رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان من منصبه، الأحد، بعدما خسر تصويتاً في البرلمان على حجب الثقة، بعد أزمة سياسية استمرّت أسابيع عدة.
وصوت مجلس النواب الباكستاني الأحد، بالموافقة على إقالة خان، بعد مواجهة بدأت في صباح السبت بين المعارضة والحزب الحاكم بزعامة خان، واستمرت قرابة 14 ساعة.
وقال رئيس مجلس النواب، إن أحزاب المعارضة تمكنت من الحصول على 174 صوتاً في مجلس النواب المؤلف من 342 عضواً لدعم اقتراح سحب الثقة، مما جعل لها الأغلبية في التصويت. ولم يحضر عملية الاقتراع سوى عدد قليل من النواب من حزب خان الحاكم.
من جهة ثانية، قال القائم بأعمال رئيس البرلمان سردار أياز صادق إنه ستعقد جلسة الاثنين لاختيار رئيس جديد للوزراء.
ومن شبه المؤكد أن زعيم المعارضة شهباز شريف سيخلف خان في رئاسة حكومة باكستان، الدولة التي تمتلك السلاح النووي والبالغ عدد سكانها 220 مليون نسمة.
وبعيد منتصف الليل نزل مناصرو المعارضة إلى الشوارع للاحتفال بحجب الثقة عن خان ملوّحين بالأعلام الباكستانية والحزبية، وسط انتشار أمني مكثف في العاصمة إسلام أباد.
تعطيل التصويت
وحاول خان بشتى السبل البقاء في المنصب، بما في ذلك حل البرلمان والدعوة إلى انتخابات مبكرة، لكن المحكمة العليا أصدرت قراراً اعتبرت فيه أن كل التدابير التي اتّخذها الأسبوع الماضي باطلة، وأمرت الجمعية الوطنية بالانعقاد وبإجراء تصويت على حجب الثقة بحلول السبت.
وبقي التوتر سائداً حتى منتصف الليل، مع انتهاء المهلة التي حدّدتها المحكمة العليا لإجراء تصويت على حجب الثقة. وقبل دقائق من التصويت أعلن رئيس المجلس الأدنى بالبرلمان استقالته، وهو حليف لخان، الأمر الذي ترتب عليه ترك مقعده شاغراً، إلا أن الجلسة استمرت حتى الأحد وترأسها بالوكالة سردار أياز صادق.
ولم يحضر خان الجلسة، وهو خسر الأغلبية في المجلس بعد انشقاق بعض حلفائه في الائتلاف الحاكم، كما أعلن أعضاء في حزبه "حركة انصاف" انهم سيصوتون لصالح تأييد حجب الثقة عنه.
وفي وقت سابق السبت، نقلت وكالة "رويترز" عن مصدرين مطلعين، أن قائد الجيش الباكستاني الجنرال قمر جاويد باجوا التقى برئيس الوزراء عمران خان، بعد ساعات من تعليق مفاجئ لجلسة البرلمان قبل إجراء التصويت.
كان أعضاء في حزب خان قد ألمحوا الجمعة إلى أنهم سيحاولون تأخير التصويت قدر الإمكان، قائلين إن هناك مؤامرة خارجية لعزله. وتعهد نجم الكريكيت السابق خان بأن "يناضل" ضد أي تحرك للإطاحة به.
وتصاعد التوتر منذ صباح السبت بعدما طلب زعيم المعارضة شهباز شريف إجراء التصويت بلا تأخير، قائلاً "يجب أن تجرى العملية في الجمعية الوطنية بموجب قرار المحكمة العليا".
وشهباز زعيم "حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية" والشقيق الأصغر لنواز شريف الذي تولى رئاسة الحكومة ثلاثة مرات.
ورد وزير الخارجية شاه محمود قريشي باتّهام المعارضة بجر البلاد إلى مسار خطير، قائلاً إن "التاريخ سيكشف كل من مهدوا للإطاحة بهذه الحكومة"، وسط صيحات استهجان من المعارضين الذين هتفوا "تصويت، تصويت".
خان والجيش
وانتُخب عمران خان (69 عاماً) في 2018 مستفيداً من نفور الناخبين من "حزب الشعب الباكستاني" و"حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية" المؤسسين حول سلالات عائلية كبيرة هيمنت على الحياة السياسية الوطنية لعقود قبل أن تصبح رمزاً لفساد النخبة.
كما حظي خان عند توليه السلطة بدعم من الجيش. لكنه فقد في الآونة الأخيرة أغلبيته البرلمانية عندما انسحب حلفاء له من حكومته الائتلافية.
وتقول أحزاب المعارضة إنه أخفق في إنعاش الاقتصاد الذي تضرر من جائحة كورونا، ولم يف بوعوده لاستئصال الفساد من البلاد وبجعل باكستان أمة مزدهرة تحظى بالاحترام على الساحة العالمية.
تقول المعارضة وبعض المحللين إن خان على خلاف مع الجيش وهو اتهام ينفيه هو والجيش. ولم يتدخل الجيش في الأيام الأخيرة، علماً أنه مفتاح السلطة السياسية في البلاد.
واعتادت باكستان الأزمات السياسية. وشهدت أربعة انقلابات عسكرية وأمضت أكثر من ثلاثة عقود تحت الحكم العسكري منذ استقلالها عام 1947.
"حكومة مستوردة"
والجمعة، قال خان الذي حظي بدعم شعبي واسع عندما تولى منصبه، إنه يشعر بخيبة أمل من قرار المحكمة لكنه وافق عليه. وكان قد دعا إلى إجراء انتخابات بعد حل البرلمان. لكنه أوضح أنه لن يعترف بأي حكومة من المعارضة تحل محله.
وأضاف في خطاب للأمة في ساعة متأخرة الجمعة "لن أقبل حكومة مستوردة"، مشيراً إلى أن خطوة الإطاحة به جزء من مؤامرة أجنبية، ودعا إلى احتجاجات سلمية الأحد. وقال "أنا مستعد للنضال".
ويتهم خان الولايات المتحدة بدعم مؤامرة للإطاحة به دون تقديم دليل على اتهامه. وتنفي واشنطن هذا الاتهام. وعارض خان التدخل الذي قادته الولايات المتحدة في أفغانستان وعزز العلاقات مع روسيا منذ أن أصبح رئيساً للوزراء، ويرى أن واشنطن انزعجت من انتقاداته المتكررة للسياسة الأميركية في العراق وغضبت من زيارته لموسكو في اليوم الأول من بدء الحرب على أوكرانيا.
واتهم خان حزبا "الشعب" و"الرابطة الإسلامية" بالتواطؤ مع الولايات المتحدة للإطاحة به. ونفت واشنطن أن تكون ضالعة في ذلك.
ولم يكمل أي رئيس حكومة في باكستان ولايته، إلا أن خان هو أول رئيس للوزراء يقال من منصبه بحجب الثقة.
تحديات كبيرة
وأياً تكن هوية خلف خان، فإن المهمة التي تنتظره ضخمة. والتحديات كثيرة بدءاً بتصحيح مسار الاقتصاد الذي يعاني من معدل تضخم مرتفع، وتراجع متواصل لسعر صرف الروبية وعبء مديونية مقلق.
ويشهد الوضع الأمني تراجعاً أيضاً. فحركة "طالبان" الباكستانية كثفت هجماتها في الأشهر الأخيرة مدعومة بعودة حركة "طالبان" إلى الحكم في أفغانستان في أغسطس الماضي.
أقيل رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان من منصبه، الأحد، بعدما خسر تصويتاً في البرلمان على حجب الثقة، بعد أزمة سياسية استمرّت أسابيع عدة.
وصوت مجلس النواب الباكستاني الأحد، بالموافقة على إقالة خان، بعد مواجهة بدأت في صباح السبت بين المعارضة والحزب الحاكم بزعامة خان، واستمرت قرابة 14 ساعة.
وقال رئيس مجلس النواب، إن أحزاب المعارضة تمكنت من الحصول على 174 صوتاً في مجلس النواب المؤلف من 342 عضواً لدعم اقتراح سحب الثقة، مما جعل لها الأغلبية في التصويت. ولم يحضر عملية الاقتراع سوى عدد قليل من النواب من حزب خان الحاكم.
من جهة ثانية، قال القائم بأعمال رئيس البرلمان سردار أياز صادق إنه ستعقد جلسة الاثنين لاختيار رئيس جديد للوزراء.
ومن شبه المؤكد أن زعيم المعارضة شهباز شريف سيخلف خان في رئاسة حكومة باكستان، الدولة التي تمتلك السلاح النووي والبالغ عدد سكانها 220 مليون نسمة.
وبعيد منتصف الليل نزل مناصرو المعارضة إلى الشوارع للاحتفال بحجب الثقة عن خان ملوّحين بالأعلام الباكستانية والحزبية، وسط انتشار أمني مكثف في العاصمة إسلام أباد.
تعطيل التصويت
وحاول خان بشتى السبل البقاء في المنصب، بما في ذلك حل البرلمان والدعوة إلى انتخابات مبكرة، لكن المحكمة العليا أصدرت قراراً اعتبرت فيه أن كل التدابير التي اتّخذها الأسبوع الماضي باطلة، وأمرت الجمعية الوطنية بالانعقاد وبإجراء تصويت على حجب الثقة بحلول السبت.
وبقي التوتر سائداً حتى منتصف الليل، مع انتهاء المهلة التي حدّدتها المحكمة العليا لإجراء تصويت على حجب الثقة. وقبل دقائق من التصويت أعلن رئيس المجلس الأدنى بالبرلمان استقالته، وهو حليف لخان، الأمر الذي ترتب عليه ترك مقعده شاغراً، إلا أن الجلسة استمرت حتى الأحد وترأسها بالوكالة سردار أياز صادق.
ولم يحضر خان الجلسة، وهو خسر الأغلبية في المجلس بعد انشقاق بعض حلفائه في الائتلاف الحاكم، كما أعلن أعضاء في حزبه "حركة انصاف" انهم سيصوتون لصالح تأييد حجب الثقة عنه.
وفي وقت سابق السبت، نقلت وكالة "رويترز" عن مصدرين مطلعين، أن قائد الجيش الباكستاني الجنرال قمر جاويد باجوا التقى برئيس الوزراء عمران خان، بعد ساعات من تعليق مفاجئ لجلسة البرلمان قبل إجراء التصويت.
كان أعضاء في حزب خان قد ألمحوا الجمعة إلى أنهم سيحاولون تأخير التصويت قدر الإمكان، قائلين إن هناك مؤامرة خارجية لعزله. وتعهد نجم الكريكيت السابق خان بأن "يناضل" ضد أي تحرك للإطاحة به.
وتصاعد التوتر منذ صباح السبت بعدما طلب زعيم المعارضة شهباز شريف إجراء التصويت بلا تأخير، قائلاً "يجب أن تجرى العملية في الجمعية الوطنية بموجب قرار المحكمة العليا".
وشهباز زعيم "حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية" والشقيق الأصغر لنواز شريف الذي تولى رئاسة الحكومة ثلاثة مرات.
ورد وزير الخارجية شاه محمود قريشي باتّهام المعارضة بجر البلاد إلى مسار خطير، قائلاً إن "التاريخ سيكشف كل من مهدوا للإطاحة بهذه الحكومة"، وسط صيحات استهجان من المعارضين الذين هتفوا "تصويت، تصويت".
خان والجيش
وانتُخب عمران خان (69 عاماً) في 2018 مستفيداً من نفور الناخبين من "حزب الشعب الباكستاني" و"حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية" المؤسسين حول سلالات عائلية كبيرة هيمنت على الحياة السياسية الوطنية لعقود قبل أن تصبح رمزاً لفساد النخبة.
كما حظي خان عند توليه السلطة بدعم من الجيش. لكنه فقد في الآونة الأخيرة أغلبيته البرلمانية عندما انسحب حلفاء له من حكومته الائتلافية.
وتقول أحزاب المعارضة إنه أخفق في إنعاش الاقتصاد الذي تضرر من جائحة كورونا، ولم يف بوعوده لاستئصال الفساد من البلاد وبجعل باكستان أمة مزدهرة تحظى بالاحترام على الساحة العالمية.
تقول المعارضة وبعض المحللين إن خان على خلاف مع الجيش وهو اتهام ينفيه هو والجيش. ولم يتدخل الجيش في الأيام الأخيرة، علماً أنه مفتاح السلطة السياسية في البلاد.
واعتادت باكستان الأزمات السياسية. وشهدت أربعة انقلابات عسكرية وأمضت أكثر من ثلاثة عقود تحت الحكم العسكري منذ استقلالها عام 1947.
"حكومة مستوردة"
والجمعة، قال خان الذي حظي بدعم شعبي واسع عندما تولى منصبه، إنه يشعر بخيبة أمل من قرار المحكمة لكنه وافق عليه. وكان قد دعا إلى إجراء انتخابات بعد حل البرلمان. لكنه أوضح أنه لن يعترف بأي حكومة من المعارضة تحل محله.
وأضاف في خطاب للأمة في ساعة متأخرة الجمعة "لن أقبل حكومة مستوردة"، مشيراً إلى أن خطوة الإطاحة به جزء من مؤامرة أجنبية، ودعا إلى احتجاجات سلمية الأحد. وقال "أنا مستعد للنضال".
ويتهم خان الولايات المتحدة بدعم مؤامرة للإطاحة به دون تقديم دليل على اتهامه. وتنفي واشنطن هذا الاتهام. وعارض خان التدخل الذي قادته الولايات المتحدة في أفغانستان وعزز العلاقات مع روسيا منذ أن أصبح رئيساً للوزراء، ويرى أن واشنطن انزعجت من انتقاداته المتكررة للسياسة الأميركية في العراق وغضبت من زيارته لموسكو في اليوم الأول من بدء الحرب على أوكرانيا.
واتهم خان حزبا "الشعب" و"الرابطة الإسلامية" بالتواطؤ مع الولايات المتحدة للإطاحة به. ونفت واشنطن أن تكون ضالعة في ذلك.
ولم يكمل أي رئيس حكومة في باكستان ولايته، إلا أن خان هو أول رئيس للوزراء يقال من منصبه بحجب الثقة.
تحديات كبيرة
وأياً تكن هوية خلف خان، فإن المهمة التي تنتظره ضخمة. والتحديات كثيرة بدءاً بتصحيح مسار الاقتصاد الذي يعاني من معدل تضخم مرتفع، وتراجع متواصل لسعر صرف الروبية وعبء مديونية مقلق.
ويشهد الوضع الأمني تراجعاً أيضاً. فحركة "طالبان" الباكستانية كثفت هجماتها في الأشهر الأخيرة مدعومة بعودة حركة "طالبان" إلى الحكم في أفغانستان في أغسطس الماضي.