صحيفة القبس الكويتية
موجة احتجاجات واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي في إيران، أثارها الكشف عن زيارة رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف وزوجته وابنته وصهره إلى تركيا، للتسوق بصورة باذخة.

كما نشر ركاب على متن رحلة جوية من إسطنبول إلى طهران صوراً ومقاطع فيديو لعائلة قاليباف خلال محاولتها إدخال عدد كبير من الحقائب، التي تحمل أغلى الماركات العالمية، إلى الطائرة، فرفض مسؤولو الرحلة، لكن بعد أن علموا أنها عائلة رئيس البرلمان الإيراني سمحوا لها بإدخال كل الحقائب.

وقال العديد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي إن تصرف عائلة قاليباف يتناقض مع شعاراته الداعمة للسلع المحلية، وأنه يعيش حياة بسيطة ومتواضعة كغيره من المواطنين الإيرانيين، داعين إلى إقالته، واستخدموا هاشتاغ «خطأ لا يُغتَفر»، في إشارة إلى الوضع المعيشي والاقتصادي السيئ في إيران.

نعتذر للشعب

في المقابل، أكد إلياس، نجل قاليباف، زيارة عائلته إلى تركيا، وكتب دفاعاً عن والده: «أمي وأختي وزوجها ارتكبوا خطأ كبيراً جداً. هذه الرحلة الخاطئة بالتأكيد في ظل هذه الظروف الاقتصادية المنهكة لغالبية الشعب تجعل كل اتهامات الفساد، التي وجهت ضد والدي في الماضي، حقيقية. نحن نعتذر من الشعب الإيراني عن هذا التصرف».

ودعا عباس عبدي، كبير منظّري التيار الإصلاحي، إلى استقالة قاليباف، قائلاً: «هذا الحدث مدمّر للغاية إلى درجة أنه يجب أن يستقيل رئيس البرلمان الإيراني من جميع مناصبه، إنه لأمر مؤسف، إنني متأكد من أن بديله سيكون أكثر ملاءمة. لكن كيف ينظر قاليباف إلى نفسه في المرآة بعد هذه الفضيحة؟».

وكان قاليباف من أكثر الشخصيات السياسية الإيرانية، التي تنتقد بذخ المسؤولين وعوائلهم في ظل تدهور الوضع الاقتصادي للبلاد، ففي عام 2017 عندما ترشح لمنافسة حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية، ادعى قاليباف أنه يمثل %96 من المجتمع، مقابل %4 من الرأسماليين، الذين يشترون ملابسهم وحاجاتهم من الماركات العالمية من إيطاليا.

وقاليباف من الشخصيات المحسوبة على المرشد علي خامنئي، وبعد فشله في الانتخابات الرئاسية، انتقل إلى البرلمان، بدعم قوي من مكتب خامنئي، ويعتبر مرشح خامنئي لرئاسة البرلمان.

أثر العقوبات

نتيجة العقوبات الأميركية، عجزت إيران عن جذب الاستثمارات الأجنبية في مشاريع الطاقة، مما أدى إلى ارتفاع معدلات البطالة والتضخم بشكل كبير، وزيادة نسبة الفقر، واحتكار قلة قليلة للثروات.

وحذّر جواد أوجي، وزير النفط الإيراني، من النقص في الكهرباء والغاز هذا الصيف بسبب عدم تلبية احتياجات البلاد من الإنتاج المحلي للغاز، مبيناً أن هناك حاجة إلى 80 مليار دولار على الأقل، على مدى السنوات الثماني المقبلة، لتأمين البلاد بالغاز الذي تحتاجه في جميع القطاعات.

وتمتلك إيران أحد أكبر احتياطيات النفط والغاز في العالم، لكن نقص الاستثمار لتحسين المنشآت أدى إلى مواجهة البلاد نقصاً في مجال الطاقة في الأشهر الماضية.

ويشير خبراء إيرانيون في مجال الطاقة إلى أن فشل المفاوضات النووية الإيرانية سيكون له تأثير سلبي للغاية على صناعات النفط والبتروكيماويات، بسبب ترهّل شركات النفط والغاز والبتروكيماويات، وخروج كبرى شركات النفط والغاز من إيران، وعدم تطوير مشاريع البنية التحتية للطاقة هناك.