فيما تم رصد انتشار واسع للأجهزة الأمنية في بعض المدن الإيرانية بالتزامن مع استمرار الاحتجاجات المناهضة للنظام في إيران، أعلن اتحاد نقابات سائقي الشاحنات عن خطط لتنظيم إضراب عام على مستوى البلاد، معلنًا بأن الإضرابات والاحتجاجات هي "حق غير قابل للتصرف" لسائقي الشاحنات.
وفي إشارة إلى إضراب سائقي الشاحنات في جميع أنحاء إيران قبل أربع سنوات، كتب الاتحاد في بيانه، الخميس 19 مايو (أيار): "لقد أوصلت تلك الملحمة الكبيرة والإضراب الفعال أصوات الآلاف من سائقي البلاد الكادحين إلى العالم".
وفي 22 مايو (أيار) 2018، نظم سائقو الشاحنات الإيرانيون إضرابًا على مستوى البلاد في 160 مدينة من 25 محافظة.
وقال اتحاد سائقي الشاحنات والسائقين في جميع أنحاء إيران في بيانه: "على مدى السنوات الأربع الماضية، كنا نعاني الكثير من الألم كل يوم وفي كل لحظة. أصبحت طاولاتنا أصغر وأصغر كل يوم، واليوم نحن على وشك دمار أسطول النقل البري في البلاد".
وعلى الرغم من استمرار الاحتجاجات، فقد اشتدت حملة القمع، حيث وصف مساعد قائد الشرطة المتظاهرين بـ"المعاندين والأعداء" قائلًا: "إن الشرطة ستعامل مع هؤلاء الأشخاص بحزم".
ويطالب سائقو الشاحنات في إيران بتطبيق طريقة حساب الطن- كيلومتر، وهو المطلب الرئيسي لجميع السائقين، والاهتمام بالأمن الوظيفي، وخفض أسعار قطع الغيار باهظة الثمن، وخفض سعر الوقود، وهو "غالي الثمن في بلد غني بالنفط"، وخفض رسوم الطرق، والاهتمام بالمرافق الاجتماعية والصحية في المحطات، وتحديد مصير لجنة شركات النقل، ومنع نهب السائقين من قبل مافيا النقل.
وشدد البيان على أن هذه المطالب "المشروعة" لم يتم تلبيتها في السنوات الأربع الماضية، بل زادت مشاكل السائقين وسائقي الشاحنات.
وبحسب ما ذكره ناشرو البيان، فقد تم إهانتهم أيضًا بأفلام مثل (الرجل العنكبوت).
وخلص البيان إلى أن "تجربة هذا الإضراب العظيم تخبرنا أنه يمكننا أن نتحد مرة أخرى ونصرخ بمطالبنا، التي هي حقنا غير القابل للتصرف، وأن نحققها". ومن المقرر أن يعلن موعد الإضراب قريبا.
وعلى الرغم من الاحتجاجات المستمرة، نسب نائب قائد الشرطة، قاسم رضائي، في حديث له مع وكالة أنباء "إيلنا"، اليوم الخميس، نسب الاحتجاجات الأخيرة في إيران إلى "المعاندين والأعداء وأصحاب النوايا السيئة"، وقال إن المحتجين "يستغلون الاحتجاجات ويقومون بأعمال تخريبية في بعض الأحيان".
وتابع رضائي: "حقيقة أن بعض الناس يتجمعون بشكل غير قانوني ويقومون بأعمال تخريبية ويضرون بالممتلكات الشخصية والحكومية وهو أمر لا يطاق، وسنتعامل بالتأكيد مع هؤلاء الناس".
في غضون ذلك، تتواصل الاحتجاجات في إيران، ووفقًا لتقارير ومقاطع فيديو منشورة، كانت قوات الأمن انتشرت على نطاق واسع في بعض المدن مساء الأربعاء.
وبحسب هذه التقارير، كانت وحدة مكافحة الشغب تتجه مساء الأربعاء باتجاه مدينة غوجان بإقليم جهارمحال وبختياري.
وفي يوم الأربعاء أيضًا، في كولبايكان بمحافظة أصفهان، سادت أجواء أمنية مشددة، ومنذ حوالي الساعة السادسة والنصف عصرًا، حدث خلل شديد في الإنترنت لشبكة "إيرانسيل"، وشبكة "همراه أول"، في كولبايكان وانقطعت تمامًا.
وألقى نائب قائد الشرطة، قاسم رضائي في مقابلة مع "إيلنا"، باللوم في الاحتجاجات الأخيرة في إيران على "المنشقين والأعداء والمسيئين"، وقال إن المتظاهرين "يستغلون الاحتجاجات وأحيانًا يتسببون في الدمار".