رويترز
أعلن الجيش الصيني، الأربعاء، أنه أجرى مؤخراً تدريباً عسكرياً حول تايوان، كـ"تحذير جدي" للولايات المتحدة من مغبة تفاعلها مع تايوان، في حين سرّعت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، جهودها لإعادة تشكيل أنظمة الدفاع في تايوان، فيما تخطّط لوجود عسكري أميركي أكثر قوة في المنطقة، لمحاولة ردع هجوم محتمل يشنّه الجيش الصيني.
وجعل الغزو الروسي أوكرانيا المسؤولين الأميركيين والتايوانيين، على دراية تامة بأن أيّ حاكم مستبد يمكنه أن يأمر بغزو منطقة مجاورة في أيّ وقت، لكنه أظهر أيضاً كيف يمكن لجيش محدود الصمود في مواجهة عدوّ يبدو قوياً، كما أوردت صحيفة "نيويورك تايمز".
وأضافت أن المسؤولين الأميركيين يتعلّمون من الدروس المستفادة من تسليح أوكرانيا، للعمل مع تايوان في تشكيل وحدات عسكرية أكثر قوة، يمكنها صدّ غزو بحري قد تنفذه الصين، التي تمتلك أحد أضخم الجيوش في العالم. ويستهدف ذلك تحويل تايوان إلى ما يسمّيه مسؤولون بحيوان "النيص"، أيّ منطقة مدجّجة بالسلاح وأشكال أخرى من الدعم بقيادة الولايات المتحدة، ممّا يصعّب مهاجمتها.
حرب غير متكافئة
تمتلك تايوان منذ فترة طويلة صواريخ يمكنها استهداف الصين. لكن الأسلحة الأميركية الصنع التي اشترتها أخيراً، مناسبة بشكل أفضل لصدّ أيّ قوة غازية، إذ تشمل منصات صواريخ متنقلة ومقاتلات من طراز F-16 وقذائف مضادة للسفن. ويرجّح محللون عسكريون أن تشتري تايوان لاحقاً، ألغاماً بحرية ومسيّرات. وكما هو الحال في أوكرانيا، يمكن لواشنطن أيضاً أن تؤمّن معلومات استخباراتية، من أجل تعزيز القدرات الفتاكة لتلك الأسلحة، ولو امتنعت عن إرسال قوات إلى الجزيرة.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أميركيين وتايوانيين، أن مسؤولين أميركيين يضغطون بهدوء على نظرائهم التايوانيين، لشراء أسلحة مناسبة لحرب غير متكافئة، وهو نزاع يستخدم فيه جيش أصغر حجماً، أنظمة متحرّكة لشنّ ضربات مميتة على قوة أكبر بكثير.
بدأت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" في بكشف مزيد من التفاصيل بشأن عمليات إبحار سفن حربية أميركية عبر مضيق تايوان، وبلغت 30 منذ مطلع عام 2020.
وتحاول الولايات المتحدة السير على خط رفيع، بين الردع والاستفزاز، علماً أن محللين ينبّهون إلى أن هذه الإجراءات قد تدفع الرئيس الصيني، شي جين بينج، إلى شنّ هجوم على تايوان.
ويمكن أن يتخذ هذا الهجوم أشكالاً عديدة، مثل هجوم بحري وجوي واسع على الجزيرة الرئيسة في تايوان، باستخدام وابل من الصواريخ، أو غزو جزر صغيرة أقرب إلى الساحل الجنوبي الشرقي للصين، أو حصار بحري أو هجوم إلكتروني.
وقالت بوني جلاسر، مديرة برنامج آسيا في صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة، وهو معهد أبحاث يتخذ واشنطن مقراً: "هل نحن واضحون بشأن ما يردع الصين وما يستفزها؟ الجواب على ذلك هو لا، وهذا أمر خطر. علينا التفكير ملياً وبجدية، في كيفية تعزيز الردع".
"وضوح استراتيجي"
يناقش مسؤولون أميركيون غالباً، إجراءات رادعة محتملة يمكن اللجوء إليها، وينتهي الأمر بالتخلّي عنها إذ تُعتبر استفزازية جداً. وقال مسؤول سابق إن مسؤولي مجلس الأمن القومي ناقشوا، خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترمب، إرسال قوات أميركية إلى تايوان. وأشار آخر إلى أن مسؤولين في البيت الأبيض والبنتاجون، اقترحوا إرسال وفد عسكري أميركي بارز إلى تايوان، قبل التخلّي عن هذه الفكرة بعد اعتراض مسؤولين بارزين في وزارة الخارجية، بحسب "نيويورك تايمز".
واعتبرت جلاسر، ومحللون آخرون في واشنطن، أن الخطاب المتشدد الذي استخدمه بايدن خلال زيارته طوكيو أخيراً، كان بمثابة استفزاز.
وأكد الرئيس الاثنين، أن الولايات المتحدة "ملتزمة" بالتدخل عسكرياً للدفاع عن تايوان، وهذه المرة الثالثة التي يدلي فيها بتصريحات مشابهة، خلال عهده. واستدرك في اليوم التالي، بقوله في طوكيو إن سياسة "الغموض الاستراتيجي" التي تنتهجها واشنطن منذ عقود بشأن تايوان، "لم تتغيّر إطلاقاً".
واعتبر هاري هاريس جونيور، وهو سفير أميركي سابق في كوريا الجنوبية وأدميرال متقاعد قاد القيادة الأميركية في المحيط الهادئ، أن على الولايات المتحدة الآن تبنّي "وضوح استراتيجي" بدلاً من "الغموض الاستراتيجي"، ليكون بمثابة رادع. وأضاف أن الصين "لا تكبح استعداداتها لأيّ شيء تقرره، لمجرد أننا غامضون بشأن موقفنا".
تكاليف غزو تايوان
وتحضّ الولايات المتحدة حلفاءها على التحدث بصراحة عن تايوان، في محاولة لإبلاغ بكين أن واشنطن قادرة على حشد دول أخرى ضدها، إذا هاجمت الجزيرة.
في الأشهر الثلاثة للحرب في أوكرانيا، شكّلت الولايات المتحدة تحالفاً من شركاء أوروبيين وآسيويين، لفرض عقوبات على روسيا. ويأمل مسؤولون أميركيون بأن توجّه هذه التدابير رسالة إلى الصين ودول أخرى، بشأن تكاليف تنفيذ غزو مشابه. ويناقش مسؤولون أميركيون إلى أيّ مدى يمكنهم تكرار العقوبات الاقتصادية والمساعدات العسكرية المقدّمة لأوكرانيا، في حالة نشوب حرب على تايوان، بحسب "نيويورك تايمز".
ونقلت عن إريك سايرز، وهو مستشار سابق بارز لقيادة القوات الأميركية في المحيط الهادئ، وباحث في معهد "أميريكان إنتربرايز"، قوله: "أريد أن يستيقظ ضباط الجيش الصيني كل يوم ويعتقدون بأنهم لا يستطيعون عزل تايوان خلال نزاع، ويجب بدلاً من ذلك مواجهة (اتخاذ) قرار ببدء صراع مكلف أوسع، حيث تكون أهدافهم بعيدة عن متناولهم".
هجوم برمائي
واعتبرت الصحيفة أنه على القادة الصينيين إجراء حسابات معقدة، في تقييم ما إذا كان جيشهم قادراً على الاستيلاء على تايوان من دون تكبّد تكلفة باهظة.
وأفاد تقرير أعدّه البنتاجون العام الماضي، بأن جهود الصين في التحديث العسكري وسّعت أكثر فجوة القدرات بين قواتها والجيش التايواني. واستدرك أن الجيش الصيني لم يخض حرباً منذ عام 1979، عندما هاجم فيتنام.
وعلى البحرية الصينية، من أجل الاستيلاء على تايوان، عبور مياه تمتد على أكثر من 161 كيلومتراً، وتنفيذ هجوم برمائي، وهذه عملية أكثر تعقيداً بكثير ممّا واجهه الجيش الروسي في أوكرانيا.
لكن القدرات المُتصوّرة على الورق، قد لا تُترجم إلى أداء في ساحة المعركة. وقال جيمس ستافريديس، وهو أميرال متقاعد في الجيش الأميركي وعميد سابق لكلية فليتشر للقانون والدبلوماسية في جامعة تافتس: "كما تعلّمنا في أوكرانيا، لا أحد يعرف حقاً مدى صعوبة القتال العسكري، حتى تبدأ الحرب بالفعل. ربما تكون الصين غير مستعدة للمجازفة بغزو، بمستويات القوة والقدرات الحالية، في ما يتعلّق بمهاجمة تايوان".
صواريخ "هاربون"
ومارس مسؤولون أميركيون ضغوطاً على تايوان، كي تشتري أسلحة يعتبرونها مناسبة للحرب غير المتكافئة مع الصين. واعتبر ستافريديس أن على الولايات المتحدة الإسراع بتسليح التايوانيين، إذا بدا أن ثمة غزواً وشيكاً، مع التركيز على الأنظمة التي من شأنها إضعاف القدرات الهجومية الصينية. وقال: "سيشمل ذلك ألغاماً ذكية وصواريخ كروز مضادة للسفن وقدرات الأمن السيبراني، وقوات خاصة يمكنها تحييد الفرق المتقدّمة وأنظمة الدفاع الجوي الصينية".
وشجّع هؤلاء المسؤولين تايوان على شراء صواريخ "هاربون" المضادة للسفن، كما أن صواريخ "ستينجر" المضادة للطائرات، يمكن أن تكون مفيدة أيضاً لكبح سلاح الجوّ الصيني، وفق "نيويورك تايمز".
منذ عام 2010، أعلنت الولايات المتحدة عن صفقات لبيع تايوان أسلحة، بأكثر من 23 مليار دولار، بحسب تقرير البنتاجون العام الماضي، وشملت أنظمة جوية متقدّمة بلا طيار، وصواريخ بعيدة المدى ومدفعية وصواريخ مضادة للسفن.
وقالت جلاسر إنه على تايوان تأسيس وحدة احتياط قوية، وقوة دفاع يمكنها إضعاف الجيش الصيني، كما فعل الأوكرانيون. وتابعت: "شجّعت الولايات المتحدة الجيش التايواني لسنوات، على إجراء محادثات مع دول لديها قوة دفاع قوية. أرسلت تايوان وفوداً إلى إسرائيل وسنغافورة وفنلندا والسويد وبعض دول البلطيق. الوضع الآن أكثر خطورة وإلحاحاً بكثير. ثمة ضغوط كثيرة".
أعلن الجيش الصيني، الأربعاء، أنه أجرى مؤخراً تدريباً عسكرياً حول تايوان، كـ"تحذير جدي" للولايات المتحدة من مغبة تفاعلها مع تايوان، في حين سرّعت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، جهودها لإعادة تشكيل أنظمة الدفاع في تايوان، فيما تخطّط لوجود عسكري أميركي أكثر قوة في المنطقة، لمحاولة ردع هجوم محتمل يشنّه الجيش الصيني.
وجعل الغزو الروسي أوكرانيا المسؤولين الأميركيين والتايوانيين، على دراية تامة بأن أيّ حاكم مستبد يمكنه أن يأمر بغزو منطقة مجاورة في أيّ وقت، لكنه أظهر أيضاً كيف يمكن لجيش محدود الصمود في مواجهة عدوّ يبدو قوياً، كما أوردت صحيفة "نيويورك تايمز".
وأضافت أن المسؤولين الأميركيين يتعلّمون من الدروس المستفادة من تسليح أوكرانيا، للعمل مع تايوان في تشكيل وحدات عسكرية أكثر قوة، يمكنها صدّ غزو بحري قد تنفذه الصين، التي تمتلك أحد أضخم الجيوش في العالم. ويستهدف ذلك تحويل تايوان إلى ما يسمّيه مسؤولون بحيوان "النيص"، أيّ منطقة مدجّجة بالسلاح وأشكال أخرى من الدعم بقيادة الولايات المتحدة، ممّا يصعّب مهاجمتها.
حرب غير متكافئة
تمتلك تايوان منذ فترة طويلة صواريخ يمكنها استهداف الصين. لكن الأسلحة الأميركية الصنع التي اشترتها أخيراً، مناسبة بشكل أفضل لصدّ أيّ قوة غازية، إذ تشمل منصات صواريخ متنقلة ومقاتلات من طراز F-16 وقذائف مضادة للسفن. ويرجّح محللون عسكريون أن تشتري تايوان لاحقاً، ألغاماً بحرية ومسيّرات. وكما هو الحال في أوكرانيا، يمكن لواشنطن أيضاً أن تؤمّن معلومات استخباراتية، من أجل تعزيز القدرات الفتاكة لتلك الأسلحة، ولو امتنعت عن إرسال قوات إلى الجزيرة.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أميركيين وتايوانيين، أن مسؤولين أميركيين يضغطون بهدوء على نظرائهم التايوانيين، لشراء أسلحة مناسبة لحرب غير متكافئة، وهو نزاع يستخدم فيه جيش أصغر حجماً، أنظمة متحرّكة لشنّ ضربات مميتة على قوة أكبر بكثير.
بدأت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" في بكشف مزيد من التفاصيل بشأن عمليات إبحار سفن حربية أميركية عبر مضيق تايوان، وبلغت 30 منذ مطلع عام 2020.
وتحاول الولايات المتحدة السير على خط رفيع، بين الردع والاستفزاز، علماً أن محللين ينبّهون إلى أن هذه الإجراءات قد تدفع الرئيس الصيني، شي جين بينج، إلى شنّ هجوم على تايوان.
ويمكن أن يتخذ هذا الهجوم أشكالاً عديدة، مثل هجوم بحري وجوي واسع على الجزيرة الرئيسة في تايوان، باستخدام وابل من الصواريخ، أو غزو جزر صغيرة أقرب إلى الساحل الجنوبي الشرقي للصين، أو حصار بحري أو هجوم إلكتروني.
وقالت بوني جلاسر، مديرة برنامج آسيا في صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة، وهو معهد أبحاث يتخذ واشنطن مقراً: "هل نحن واضحون بشأن ما يردع الصين وما يستفزها؟ الجواب على ذلك هو لا، وهذا أمر خطر. علينا التفكير ملياً وبجدية، في كيفية تعزيز الردع".
"وضوح استراتيجي"
يناقش مسؤولون أميركيون غالباً، إجراءات رادعة محتملة يمكن اللجوء إليها، وينتهي الأمر بالتخلّي عنها إذ تُعتبر استفزازية جداً. وقال مسؤول سابق إن مسؤولي مجلس الأمن القومي ناقشوا، خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترمب، إرسال قوات أميركية إلى تايوان. وأشار آخر إلى أن مسؤولين في البيت الأبيض والبنتاجون، اقترحوا إرسال وفد عسكري أميركي بارز إلى تايوان، قبل التخلّي عن هذه الفكرة بعد اعتراض مسؤولين بارزين في وزارة الخارجية، بحسب "نيويورك تايمز".
واعتبرت جلاسر، ومحللون آخرون في واشنطن، أن الخطاب المتشدد الذي استخدمه بايدن خلال زيارته طوكيو أخيراً، كان بمثابة استفزاز.
وأكد الرئيس الاثنين، أن الولايات المتحدة "ملتزمة" بالتدخل عسكرياً للدفاع عن تايوان، وهذه المرة الثالثة التي يدلي فيها بتصريحات مشابهة، خلال عهده. واستدرك في اليوم التالي، بقوله في طوكيو إن سياسة "الغموض الاستراتيجي" التي تنتهجها واشنطن منذ عقود بشأن تايوان، "لم تتغيّر إطلاقاً".
واعتبر هاري هاريس جونيور، وهو سفير أميركي سابق في كوريا الجنوبية وأدميرال متقاعد قاد القيادة الأميركية في المحيط الهادئ، أن على الولايات المتحدة الآن تبنّي "وضوح استراتيجي" بدلاً من "الغموض الاستراتيجي"، ليكون بمثابة رادع. وأضاف أن الصين "لا تكبح استعداداتها لأيّ شيء تقرره، لمجرد أننا غامضون بشأن موقفنا".
تكاليف غزو تايوان
وتحضّ الولايات المتحدة حلفاءها على التحدث بصراحة عن تايوان، في محاولة لإبلاغ بكين أن واشنطن قادرة على حشد دول أخرى ضدها، إذا هاجمت الجزيرة.
في الأشهر الثلاثة للحرب في أوكرانيا، شكّلت الولايات المتحدة تحالفاً من شركاء أوروبيين وآسيويين، لفرض عقوبات على روسيا. ويأمل مسؤولون أميركيون بأن توجّه هذه التدابير رسالة إلى الصين ودول أخرى، بشأن تكاليف تنفيذ غزو مشابه. ويناقش مسؤولون أميركيون إلى أيّ مدى يمكنهم تكرار العقوبات الاقتصادية والمساعدات العسكرية المقدّمة لأوكرانيا، في حالة نشوب حرب على تايوان، بحسب "نيويورك تايمز".
ونقلت عن إريك سايرز، وهو مستشار سابق بارز لقيادة القوات الأميركية في المحيط الهادئ، وباحث في معهد "أميريكان إنتربرايز"، قوله: "أريد أن يستيقظ ضباط الجيش الصيني كل يوم ويعتقدون بأنهم لا يستطيعون عزل تايوان خلال نزاع، ويجب بدلاً من ذلك مواجهة (اتخاذ) قرار ببدء صراع مكلف أوسع، حيث تكون أهدافهم بعيدة عن متناولهم".
هجوم برمائي
واعتبرت الصحيفة أنه على القادة الصينيين إجراء حسابات معقدة، في تقييم ما إذا كان جيشهم قادراً على الاستيلاء على تايوان من دون تكبّد تكلفة باهظة.
وأفاد تقرير أعدّه البنتاجون العام الماضي، بأن جهود الصين في التحديث العسكري وسّعت أكثر فجوة القدرات بين قواتها والجيش التايواني. واستدرك أن الجيش الصيني لم يخض حرباً منذ عام 1979، عندما هاجم فيتنام.
وعلى البحرية الصينية، من أجل الاستيلاء على تايوان، عبور مياه تمتد على أكثر من 161 كيلومتراً، وتنفيذ هجوم برمائي، وهذه عملية أكثر تعقيداً بكثير ممّا واجهه الجيش الروسي في أوكرانيا.
لكن القدرات المُتصوّرة على الورق، قد لا تُترجم إلى أداء في ساحة المعركة. وقال جيمس ستافريديس، وهو أميرال متقاعد في الجيش الأميركي وعميد سابق لكلية فليتشر للقانون والدبلوماسية في جامعة تافتس: "كما تعلّمنا في أوكرانيا، لا أحد يعرف حقاً مدى صعوبة القتال العسكري، حتى تبدأ الحرب بالفعل. ربما تكون الصين غير مستعدة للمجازفة بغزو، بمستويات القوة والقدرات الحالية، في ما يتعلّق بمهاجمة تايوان".
صواريخ "هاربون"
ومارس مسؤولون أميركيون ضغوطاً على تايوان، كي تشتري أسلحة يعتبرونها مناسبة للحرب غير المتكافئة مع الصين. واعتبر ستافريديس أن على الولايات المتحدة الإسراع بتسليح التايوانيين، إذا بدا أن ثمة غزواً وشيكاً، مع التركيز على الأنظمة التي من شأنها إضعاف القدرات الهجومية الصينية. وقال: "سيشمل ذلك ألغاماً ذكية وصواريخ كروز مضادة للسفن وقدرات الأمن السيبراني، وقوات خاصة يمكنها تحييد الفرق المتقدّمة وأنظمة الدفاع الجوي الصينية".
وشجّع هؤلاء المسؤولين تايوان على شراء صواريخ "هاربون" المضادة للسفن، كما أن صواريخ "ستينجر" المضادة للطائرات، يمكن أن تكون مفيدة أيضاً لكبح سلاح الجوّ الصيني، وفق "نيويورك تايمز".
منذ عام 2010، أعلنت الولايات المتحدة عن صفقات لبيع تايوان أسلحة، بأكثر من 23 مليار دولار، بحسب تقرير البنتاجون العام الماضي، وشملت أنظمة جوية متقدّمة بلا طيار، وصواريخ بعيدة المدى ومدفعية وصواريخ مضادة للسفن.
وقالت جلاسر إنه على تايوان تأسيس وحدة احتياط قوية، وقوة دفاع يمكنها إضعاف الجيش الصيني، كما فعل الأوكرانيون. وتابعت: "شجّعت الولايات المتحدة الجيش التايواني لسنوات، على إجراء محادثات مع دول لديها قوة دفاع قوية. أرسلت تايوان وفوداً إلى إسرائيل وسنغافورة وفنلندا والسويد وبعض دول البلطيق. الوضع الآن أكثر خطورة وإلحاحاً بكثير. ثمة ضغوط كثيرة".