بعد يوم من تعرض شركات الصلب الكبرى في إيران لهجوم إلكتروني، أطلق رئيس الوزراء المنتهية ولايته، نفتالي بينيت، تحذيرات قوية، معتبراً أن أي شخص يحاول شن هجوم إلكتروني على بلاده سيدفع الثمن غالياً، وهو ما اعتبره بعض المراقبين تلميحاً إلى تورط إسرائيل.وقال خلال كلمة ألقاها أمس في مؤتمر حول الإنترنت، "نحن لا نرغب في إحداث الفوضى في طهران، لكن إذا عبثت معنا فسوف تدفع الثمن"، بحسب ما نقلت وسائل إعلام محلية.كما سلط الضوء على فوائد استخدام الحرب الإلكترونية بدلا من أساليب الهجوم العسكري التقليدي، معتبراً أن "مجموعة من الأشخاص الأذكياء يجلسون على لوحة مفاتيح قد يحققون نفس التأثير لأي هجوم آخر، لكن دون المخاطرة بحياة الجنود".سلاح الإنترنتإلى ذلك، اعتبر أنه توجد اليوم العديد من الأساليب لضرب العدو عبر الإنترنت، فيما كان الأمر يتطلب في الماضي إرسال 50 أو 100 جندي كوماندوز سرًا وراء الخطوط وسط مخاطر كبيرة، لكن الآن يمكن لمجموعة من الأشخاص الأذكياء الجالسين على لوحة مفاتيح تحقيق نفس التأثيروشدد على أن الإنترنت سيصبح حتماً أحد أبعاد الحرب المستقبلية، معتبراً أن الأمر منطقياً لما يمكن للسلطات أن تحقق من تأثير دون المخاطرة بحياة جنودها.كما رجح أن يحصل استثمار واسع في جميع أنحاء العالم في مجال مكافحة الجرائم الإلكترونية."ردع إلكتروني"أما عن سياسته حول الحرب الإلكترونية المتعلقة بإيران، فقال "مثلما يوجد ردع نووي، سيكون هناك ردع إلكتروني". وأردف "أسلوبي بشكل عام مع أعدائنا، وخاصة إيران، هو عدم إحداث الفوضى في طهران إلا إذا عبثت معنا، فحينها ستدفع الثمن".كما أكد أنها لم يعد بإمكانها ضرب الأراضي الإسرائيلية بشكل غير مباشر، من خلال الوكلاء: حزب الله وحماس، والإفلات من العقاب.وأوضح "من الآن وصاعداً سنضرب المتنمر مباشرة". وختم قائلا "إذا هاجمنا أي شخص على الإنترنت، فسنرد ولن نكون ضعفاء".أتىت تلك التصريحات بعد أن أجبرت هجمات إلكترونية كبيرة يوم الاثنين الماضي شركة خوزستان للصلب المملوكة للنظام الإيراني ومنتجين آخرين كبيرين أيضا، على وقف الإنتاج.فيما أعلنت جماعة قراصنة مجهولة مسؤوليتها عن الهجوم على وسائل التواصل الاجتماعي، قائلة إنها استهدفت أكبر ثلاث شركات للصلب في إيران ردا على "عدوان الجمهورية الإسلامية".وشاركت المجموعة، التي تطلق على نفسها اسم "Gonjeshke Darande" ، لقطات من مصنع شركة خوزستان للصلب أظهرت عطلًا في قطعة من الآلات الثقيلة على خط إنتاج قضبان فولاذية، ما تسبب في حريق هائل.في حين ألمح مراسلون عسكريون إسرائيليون، يتم إطلاعهم بشكل غير رسمي من قبل مسؤولين إسرائيليين كبار إلى أن تل أبيب كانت مسؤولة بشكل مباشر عن هذا الهجوم رداً على هجوم إلكتروني مشتبه به تسبب في إطلاق صفارات الإنذار في القدس وإيلات الأسبوع الماضي، وفق ما نقلت "تايمز أوف إسرائيل".