بلومبرغ + تلفزيون الشرق
البشرية ذاتها تواجه أزمة مع توسع ظاهرة عدم المساواة بين الشمال والجنوب
البحوث الطبية الحيوية في أوروبا تواجه أزمة بسبب الصين
العاصفة تضرب الغذاء.. من الأفوكادو الأسترالي إلى حمضيات جنوب أفريقيا
خلال تسجيل حلقات مختلفة من بودكاست بلومبرغ "أود لوتس" (Odd Lots) على مدى العامين الماضيين، كان دائماً ما يثار مصطلح ثابت. شهد عدد كبير من الصناعات مجموعة من التحديات، ما أدّى إلى نقص حاد في المنتجات وارتفاع أسعارها وغيرها من الاضطرابات.
أُطلقت عبارة "العاصفة المثالية" لوصف الاضطرابات التي عصفت بالمنتجات بدءاً من الزيت والحبوب والألواح الخشبية وصولاً إلى حبوب البن وحتى نقص أحواض الاستحمام. يُعتبر ذلك منطقياً إلى حد ما.
أثرت جائحة تحدث مرة واحدة كل 100 عام على الاقتصاد الحقيقي، ما انعكس على سلاسل التوريد وضرب القوى العاملة بطريقة كان من الصعب التنبؤ بها. فعندما تواجه صدمة خارجية مثل تفشي جائحة كورونا، يلخص مصطلح "العاصفة المثالية" كل من حجم الاضطراب، وصعوبة تحديد آثاره غير المباشرة والتحدي المتمثل في تعويض تأثيره على الاقتصاد.
في الواقع، تصدرت عبارة "العاصفة المثالية" المقالات الإخبارية بشكل عام، حيث ظهرت عندما ضرب الوباء العالم لأول مرّة واستمرّ ذكرها منذ ذلك الحين. وفي وول ستريت، يستخدمها مديرو الأموال كتعويذة مبتذلة لوصف واحد من أسوأ الأرباع التي مر بها عدد كبير من فئات الأصول.
كان من شبه المستحيل أن يتنبأ الخبراء بحدوث مثل هذه العواصف. ومع ذلك، يعود عدد كبير من هذه الاضطرابات إلى سبب واحد.
أدت الظروف الجوية القاسية إلى توثيق العلاقة بين تغير المناخ والضغط على الإمدادات الغذائية، ما تسبب في نهاية المطاف بحدوث مثل هذه العواصف "المثالية" التي ضربت عدداً كبيراً من المحاصيل الزراعية بدءاً من الأفوكادو وصولاً إلى البطيخ. وفي الوقت نفسه، أدّت سنوات من نقص الاستثمار وعدم اليقين الناجم عن تأثير التقلبات الحادة في المخزون إلى ضرب قطاعات كثيرة مثل شركات البناء والسفر الجوي وحتى المراكز المعنية بالحيوانات الأليفة.
وفيما يلي لمحة سريعة على بعض "العواصف المثالية" الراهنة، تناقلتها تقارير إخبارية مختلفة:
• البحوث الطبية الحيوية في أوروبا: إن النقص الحاد في الإمدادات الحيوية مثل "الرئيسيات" المستخدمة في إجراء البحوث الطبية الحيوية هو جزء من "عاصفة مثالية" ضربت قطاع الطب الحيوي في أوروبا، والتي شملت حظر الصين لتصدير قردة التجارب وقيوداً مرتقبة للمفوضية الأوروبية على الاستخدام الطبي الحيوي للجيل الأول من الرئيسيات، المتوقع تطبيقها في نهاية هذا العام.
• ملاجئ إنقاذ الحيوانات: أفاد مركز "كارلا لين للحيوانات التي تحتاج إلى إنقاذ"، أنّ "العاصفة المثالية" تكمن في عدم قدرة المركز على استقبال واستيعاب المزيد من الحيوانات بعد أن شعر أصحابها بوطأة أزمة تكاليف المعيشة".
• الإعلان عبر الإنترنت: كتب روس ساندلر المحلل في "باركليز"، في مذكرة بحثية يوم الثلاثاء أن المجموعة تواجه "عاصفة مثالية". ويشمل ذلك "التراجع" في الإنفاق على الإعلانات والتحويلات عبر الإنترنت، والمنافسة المتزايدة من قبل شركتي "تيك توك" و"آبل"، فضلاً عن المقارنات الصعبة على أساس سنوي.
• إنتاج الحمضيات في جنوب أفريقيا: تظهر دراسة أن إنتاج الحمضيات في جنوب أفريقيا تعرض لـ"عاصفة مثالية" في زيادة الإنتاج، وارتفاع كبير في تكاليف المدخلات الزراعية، وتراجع في أسعار التصدير الحقيقية، والتي من المرجح أن تستمر خلال السنوات القليلة المقبلة. وقد تزيد القيود الاقتصادية الرئيسية الموجودة في جنوب أفريقيا من تفاقم حدة هذا الوضع، بما في ذلك الضغوط المالية المستمرة، واستمرار قطع التيار الكهربائي، وارتفاع معدلات البطالة، وانخفاض مستويات الثقة لدى المستهلكين والشركات.
• الأفوكادو الأسترالي: "بسبب وفرة الفاكهة، يُباع الأفوكادو، الذي يكلّف إنتاجه ما يصل إلى 3.90 دولار لكلّ حبّة في عام 2016، بأقل من دولار واحد، ما يجعله واحداً من المواد الغذائية القليلة التي تشهد تراجعاً في سعرها وسط ارتفاع أسعار عددٍ كبير من المواد الغذائية الأساسية الأخرى، وأبرزها الخس. تآكلت هوامش الربح، إن وجدت، بسبب ارتفاع تكاليف الأسمدة والوقود والشحن. ووصف جون تياس، الرئيس التنفيذي لشركة "أفوكادو أستراليا" الأمر بأنّه "عاصفة مثالية" ضربت المزارعين مع قيام بعضهم بـ "إعادة تقييم مستقبلهم".
• بطيخ تكساس: يأتي الناس من جميع أنحاء تكساس إلى مدينة غولسون لشراء البطيخ الشهير من "هولدرز برودوس" (Holder's Produce). ومع ذلك، ستكون المرة الأولى التي لن يتوفر فيها البطيخ المشهور هذا الصيف. عبر لاري هولدر، مالك "هولدرز برودوس" عن خيبة الأمل التي يشعر بها مثل أي شخص آخر. مضيفاً أنها "عاصفة مثالية" بسبب الطقس السائد في البلاد ومشاكل لاري الصحية.
• روبيان ساحل الخليج الأميركي: قال أباريسيو إن سفن الصيد التابعة لـ"بالاسيو" (Palacio) تعود بأكبر محصول للجمبري في الولايات المتحدة بأكملها. لكنه أشار إلى أنّ عدداً من العوامل تُعرّض هذا القطاع للخطر، مُشيراً إلى أنّ الوضع يتطوّر ليصبح "عاصفة مثالية". حيث تُعتبر أسعار الروبيان منخفضة، مقارنةً بتكاليف الوقود (الديزل الأحمر) المرتفعة، فضلاً عن انخفاض نسبة العمالة.
• الأسواق الناشئة: "أعتقد أنّها العاصفة المثالية التي تضرب الأسواق الناشئة حالياً. والمقارنة الحقيقية الوحيدة التي يمكننا استخلاصها هي أنّه منذ بداية أزمات ديون العالم الثالث في الثمانينيات، تم تمرير قانون الحصانات السيادية الأجنبية في عام 1976، وقانون حصانات الدولة في إنجلترا، عام 1977. ثم شهدنا أحجاما ضخمة من عمليات الإقراض.
• أسعار الخس في أستراليا: "في حين أن الارتفاع المفاجئ في الأسعار كان سريعاً، يُشير تجار الجملة إلى أن انخفاض الأسعار من جديد سيستغرق وقتًا أطول، حيث يواجه المزارعون "عاصفة مثالية" من الظروف السيئة. من جهته، قال أنتوني جوزيف، وهو تاجر جملة ومصدر للفواكه والخضروات، إن الطقس الرطب الذي يضرب جنوب شرق كوينزلاند يعني أن المزارعين خسروا محصولاً واحداً وكافحوا لزراعة المحاصيل التالية في ظل دخول موجة الطقس المتجمد.
• السفر الجوي: "نحن الآن في عطلة نهاية الأسبوع بمناسبة عيد الاستقلال ونشعر بالقلق من أن خطط عملائنا قد تعطلت بالفعل مرة أخرى"، وفقاً لجايسون أمبروسي، رئيس المجلس التنفيذي الرئيسي لشركة دلتا إيه إل بي إيه "Delta ALPA". مشيراً إلى أنّ العاصفة المثالية تضرب قطاع السفر. على الرغم من العمل الإضافي الذي يقوم به الطيارون بسبب الطلب المتزايد على السفر، لكننا ما زلنا نشهد إلغاء الإدارة لبعض الحجوزات، ما يترك العملاء عالقين ويدمر بالتالي خطط عطلاتهم. ويعتبر استمرار سوء الإدارة مؤسفاً للغاية، إذ يمتدّ ليشمل الافتقار التام والعجز في الاستعجال التام لطرح قضية السفر على طاولة المفاوضات والسعي إلى حلها.
• بناء المنازل في أستراليا: "ارتفعت تكاليف خامات المعادن والبلاستيك والأخشاب باستمرار لسنوات، ولكن ارتفعت بشكلٍ ملحوظ خلال فترة تفشي الوباء، إذ اضطرت المصانع في الخارج إلى الإغلاق لفترات طويلة. لا أعتقد أن الكثير من الشركات تأخذ زيادات التكلفة على محمل الجدّ. وصفها ماثيو ماكي، المدير التنفيذي لشركة "أركاديس" الهندسية بالـ"عاصفة المثالية". لا تملك الشركات الصغيرة التدفقات النقدية الكافية، وليس لديها نفس شبكة الأمان. وأشار إلى أن هذه الشركات ستشعر بالضيق في وقتٍ أقرب بكثير وعلى نحو أكثر قسوة".
• مقاولون آخرون: "يواجه المقاولون "عاصفة مثالية" لأنهم يكافحون وسط ارتفاع تكاليف النقل والمواد بالإضافة إلى ارتفاع الأجور، ويحتاجون إلى المزيد من الآليات لإدارة مخاطر الأسعار، كما الشركة الإيطالية المشيدة لمشروع "سنووي" للطاقة المتجدّدة ( Snowy 2.0) التابع لشركة "وي بيلد" (Webuild). ويعد مشروع الطاقة المائية التي يتم ضخها في جبال ثلجية، والذي يتضمن بناء محطة لتوليد الكهرباء على بعد حوالي 800 متر تحت الأرض وكان من المفترض الانتهاء منه بحلول عام 2026، واحداً من بين عددٍ كبير من مشاريع البنية التحتية الكبيرة التي تشهد تأخيرات في تنفيذها وارتفاع تكلفتها. وأشار ماركو أسوراتي، مدير شركة "وي بيلد" في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، إلى أنّ الحرب في أوكرانيا ضاعفت من الاضطراب الحالي في سلاسل التوريد العالمية، التي عانت من نقص العمالة والتأخيرات الناجمة في البداية فضلاً عن تفشي جائحة كورونا.
· الإنسانية نفسها: حذر أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة من أنّ البشرية نفسها تواجه "عاصفة مثالية" من الأزمات التي توسع ظاهرة عدم المساواة بين الشمال والجنوب. ولا يعتبر هذا الانقسام "غير مقبول أخلاقياً" فحسب، بل إنه خطير أيضاً، ويزيد من تهديد السلام والأمن في عالم تكثر فيه النزاعات. مُشيراً إلى أن أزمات الغذاء والطاقة والمالية العالمية الناجمة عن الحرب في أوكرانيا ضربت البلدان التي تعاني بالفعل من الوباء وأزمة المناخ، ما عكس التقارب المتزايد بين البلدان المتقدمة والنامية.
البشرية ذاتها تواجه أزمة مع توسع ظاهرة عدم المساواة بين الشمال والجنوب
البحوث الطبية الحيوية في أوروبا تواجه أزمة بسبب الصين
العاصفة تضرب الغذاء.. من الأفوكادو الأسترالي إلى حمضيات جنوب أفريقيا
خلال تسجيل حلقات مختلفة من بودكاست بلومبرغ "أود لوتس" (Odd Lots) على مدى العامين الماضيين، كان دائماً ما يثار مصطلح ثابت. شهد عدد كبير من الصناعات مجموعة من التحديات، ما أدّى إلى نقص حاد في المنتجات وارتفاع أسعارها وغيرها من الاضطرابات.
أُطلقت عبارة "العاصفة المثالية" لوصف الاضطرابات التي عصفت بالمنتجات بدءاً من الزيت والحبوب والألواح الخشبية وصولاً إلى حبوب البن وحتى نقص أحواض الاستحمام. يُعتبر ذلك منطقياً إلى حد ما.
أثرت جائحة تحدث مرة واحدة كل 100 عام على الاقتصاد الحقيقي، ما انعكس على سلاسل التوريد وضرب القوى العاملة بطريقة كان من الصعب التنبؤ بها. فعندما تواجه صدمة خارجية مثل تفشي جائحة كورونا، يلخص مصطلح "العاصفة المثالية" كل من حجم الاضطراب، وصعوبة تحديد آثاره غير المباشرة والتحدي المتمثل في تعويض تأثيره على الاقتصاد.
في الواقع، تصدرت عبارة "العاصفة المثالية" المقالات الإخبارية بشكل عام، حيث ظهرت عندما ضرب الوباء العالم لأول مرّة واستمرّ ذكرها منذ ذلك الحين. وفي وول ستريت، يستخدمها مديرو الأموال كتعويذة مبتذلة لوصف واحد من أسوأ الأرباع التي مر بها عدد كبير من فئات الأصول.
كان من شبه المستحيل أن يتنبأ الخبراء بحدوث مثل هذه العواصف. ومع ذلك، يعود عدد كبير من هذه الاضطرابات إلى سبب واحد.
أدت الظروف الجوية القاسية إلى توثيق العلاقة بين تغير المناخ والضغط على الإمدادات الغذائية، ما تسبب في نهاية المطاف بحدوث مثل هذه العواصف "المثالية" التي ضربت عدداً كبيراً من المحاصيل الزراعية بدءاً من الأفوكادو وصولاً إلى البطيخ. وفي الوقت نفسه، أدّت سنوات من نقص الاستثمار وعدم اليقين الناجم عن تأثير التقلبات الحادة في المخزون إلى ضرب قطاعات كثيرة مثل شركات البناء والسفر الجوي وحتى المراكز المعنية بالحيوانات الأليفة.
وفيما يلي لمحة سريعة على بعض "العواصف المثالية" الراهنة، تناقلتها تقارير إخبارية مختلفة:
• البحوث الطبية الحيوية في أوروبا: إن النقص الحاد في الإمدادات الحيوية مثل "الرئيسيات" المستخدمة في إجراء البحوث الطبية الحيوية هو جزء من "عاصفة مثالية" ضربت قطاع الطب الحيوي في أوروبا، والتي شملت حظر الصين لتصدير قردة التجارب وقيوداً مرتقبة للمفوضية الأوروبية على الاستخدام الطبي الحيوي للجيل الأول من الرئيسيات، المتوقع تطبيقها في نهاية هذا العام.
• ملاجئ إنقاذ الحيوانات: أفاد مركز "كارلا لين للحيوانات التي تحتاج إلى إنقاذ"، أنّ "العاصفة المثالية" تكمن في عدم قدرة المركز على استقبال واستيعاب المزيد من الحيوانات بعد أن شعر أصحابها بوطأة أزمة تكاليف المعيشة".
• الإعلان عبر الإنترنت: كتب روس ساندلر المحلل في "باركليز"، في مذكرة بحثية يوم الثلاثاء أن المجموعة تواجه "عاصفة مثالية". ويشمل ذلك "التراجع" في الإنفاق على الإعلانات والتحويلات عبر الإنترنت، والمنافسة المتزايدة من قبل شركتي "تيك توك" و"آبل"، فضلاً عن المقارنات الصعبة على أساس سنوي.
• إنتاج الحمضيات في جنوب أفريقيا: تظهر دراسة أن إنتاج الحمضيات في جنوب أفريقيا تعرض لـ"عاصفة مثالية" في زيادة الإنتاج، وارتفاع كبير في تكاليف المدخلات الزراعية، وتراجع في أسعار التصدير الحقيقية، والتي من المرجح أن تستمر خلال السنوات القليلة المقبلة. وقد تزيد القيود الاقتصادية الرئيسية الموجودة في جنوب أفريقيا من تفاقم حدة هذا الوضع، بما في ذلك الضغوط المالية المستمرة، واستمرار قطع التيار الكهربائي، وارتفاع معدلات البطالة، وانخفاض مستويات الثقة لدى المستهلكين والشركات.
• الأفوكادو الأسترالي: "بسبب وفرة الفاكهة، يُباع الأفوكادو، الذي يكلّف إنتاجه ما يصل إلى 3.90 دولار لكلّ حبّة في عام 2016، بأقل من دولار واحد، ما يجعله واحداً من المواد الغذائية القليلة التي تشهد تراجعاً في سعرها وسط ارتفاع أسعار عددٍ كبير من المواد الغذائية الأساسية الأخرى، وأبرزها الخس. تآكلت هوامش الربح، إن وجدت، بسبب ارتفاع تكاليف الأسمدة والوقود والشحن. ووصف جون تياس، الرئيس التنفيذي لشركة "أفوكادو أستراليا" الأمر بأنّه "عاصفة مثالية" ضربت المزارعين مع قيام بعضهم بـ "إعادة تقييم مستقبلهم".
• بطيخ تكساس: يأتي الناس من جميع أنحاء تكساس إلى مدينة غولسون لشراء البطيخ الشهير من "هولدرز برودوس" (Holder's Produce). ومع ذلك، ستكون المرة الأولى التي لن يتوفر فيها البطيخ المشهور هذا الصيف. عبر لاري هولدر، مالك "هولدرز برودوس" عن خيبة الأمل التي يشعر بها مثل أي شخص آخر. مضيفاً أنها "عاصفة مثالية" بسبب الطقس السائد في البلاد ومشاكل لاري الصحية.
• روبيان ساحل الخليج الأميركي: قال أباريسيو إن سفن الصيد التابعة لـ"بالاسيو" (Palacio) تعود بأكبر محصول للجمبري في الولايات المتحدة بأكملها. لكنه أشار إلى أنّ عدداً من العوامل تُعرّض هذا القطاع للخطر، مُشيراً إلى أنّ الوضع يتطوّر ليصبح "عاصفة مثالية". حيث تُعتبر أسعار الروبيان منخفضة، مقارنةً بتكاليف الوقود (الديزل الأحمر) المرتفعة، فضلاً عن انخفاض نسبة العمالة.
• الأسواق الناشئة: "أعتقد أنّها العاصفة المثالية التي تضرب الأسواق الناشئة حالياً. والمقارنة الحقيقية الوحيدة التي يمكننا استخلاصها هي أنّه منذ بداية أزمات ديون العالم الثالث في الثمانينيات، تم تمرير قانون الحصانات السيادية الأجنبية في عام 1976، وقانون حصانات الدولة في إنجلترا، عام 1977. ثم شهدنا أحجاما ضخمة من عمليات الإقراض.
• أسعار الخس في أستراليا: "في حين أن الارتفاع المفاجئ في الأسعار كان سريعاً، يُشير تجار الجملة إلى أن انخفاض الأسعار من جديد سيستغرق وقتًا أطول، حيث يواجه المزارعون "عاصفة مثالية" من الظروف السيئة. من جهته، قال أنتوني جوزيف، وهو تاجر جملة ومصدر للفواكه والخضروات، إن الطقس الرطب الذي يضرب جنوب شرق كوينزلاند يعني أن المزارعين خسروا محصولاً واحداً وكافحوا لزراعة المحاصيل التالية في ظل دخول موجة الطقس المتجمد.
• السفر الجوي: "نحن الآن في عطلة نهاية الأسبوع بمناسبة عيد الاستقلال ونشعر بالقلق من أن خطط عملائنا قد تعطلت بالفعل مرة أخرى"، وفقاً لجايسون أمبروسي، رئيس المجلس التنفيذي الرئيسي لشركة دلتا إيه إل بي إيه "Delta ALPA". مشيراً إلى أنّ العاصفة المثالية تضرب قطاع السفر. على الرغم من العمل الإضافي الذي يقوم به الطيارون بسبب الطلب المتزايد على السفر، لكننا ما زلنا نشهد إلغاء الإدارة لبعض الحجوزات، ما يترك العملاء عالقين ويدمر بالتالي خطط عطلاتهم. ويعتبر استمرار سوء الإدارة مؤسفاً للغاية، إذ يمتدّ ليشمل الافتقار التام والعجز في الاستعجال التام لطرح قضية السفر على طاولة المفاوضات والسعي إلى حلها.
• بناء المنازل في أستراليا: "ارتفعت تكاليف خامات المعادن والبلاستيك والأخشاب باستمرار لسنوات، ولكن ارتفعت بشكلٍ ملحوظ خلال فترة تفشي الوباء، إذ اضطرت المصانع في الخارج إلى الإغلاق لفترات طويلة. لا أعتقد أن الكثير من الشركات تأخذ زيادات التكلفة على محمل الجدّ. وصفها ماثيو ماكي، المدير التنفيذي لشركة "أركاديس" الهندسية بالـ"عاصفة المثالية". لا تملك الشركات الصغيرة التدفقات النقدية الكافية، وليس لديها نفس شبكة الأمان. وأشار إلى أن هذه الشركات ستشعر بالضيق في وقتٍ أقرب بكثير وعلى نحو أكثر قسوة".
• مقاولون آخرون: "يواجه المقاولون "عاصفة مثالية" لأنهم يكافحون وسط ارتفاع تكاليف النقل والمواد بالإضافة إلى ارتفاع الأجور، ويحتاجون إلى المزيد من الآليات لإدارة مخاطر الأسعار، كما الشركة الإيطالية المشيدة لمشروع "سنووي" للطاقة المتجدّدة ( Snowy 2.0) التابع لشركة "وي بيلد" (Webuild). ويعد مشروع الطاقة المائية التي يتم ضخها في جبال ثلجية، والذي يتضمن بناء محطة لتوليد الكهرباء على بعد حوالي 800 متر تحت الأرض وكان من المفترض الانتهاء منه بحلول عام 2026، واحداً من بين عددٍ كبير من مشاريع البنية التحتية الكبيرة التي تشهد تأخيرات في تنفيذها وارتفاع تكلفتها. وأشار ماركو أسوراتي، مدير شركة "وي بيلد" في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، إلى أنّ الحرب في أوكرانيا ضاعفت من الاضطراب الحالي في سلاسل التوريد العالمية، التي عانت من نقص العمالة والتأخيرات الناجمة في البداية فضلاً عن تفشي جائحة كورونا.
· الإنسانية نفسها: حذر أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة من أنّ البشرية نفسها تواجه "عاصفة مثالية" من الأزمات التي توسع ظاهرة عدم المساواة بين الشمال والجنوب. ولا يعتبر هذا الانقسام "غير مقبول أخلاقياً" فحسب، بل إنه خطير أيضاً، ويزيد من تهديد السلام والأمن في عالم تكثر فيه النزاعات. مُشيراً إلى أن أزمات الغذاء والطاقة والمالية العالمية الناجمة عن الحرب في أوكرانيا ضربت البلدان التي تعاني بالفعل من الوباء وأزمة المناخ، ما عكس التقارب المتزايد بين البلدان المتقدمة والنامية.
