وكالات
دخل الغزو الروسي لأوكرانيا شهره السادس، في ظلّ هجمات متبادلة، وغياب مؤشرات إلى حلّ قريب للأزمة. وبحسب "معهد دراسة الحرب" الأميركي، فإن الكرملين يخطّط لتشكيل 16 كتيبة جديدة للمتطوّعين، بحلول نهاية يوليو، فيما تواصل السلطات الروسية استعداداتها لتنظيم استفتاء بشأن ضمّ مناطق محتلة في أوكرانيا، إلى الاتحاد الروسي.

والتقى وفد بارز من الكونجرس الأميركي، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف السبت، وتعهد بمواصلة مساعدة بلاده في التصدي للغزو الروسي.

جاء ذلك، بعد إعلان الجيش الأوكراني قصف ميناء أوديسا جنوبي البلاد بصواريخ روسية، ما يهدّد اتفاقاً وقّعته كييف وموسكو في إسطنبول، الجمعة، لفكّ "حصار روسي" على صادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية المطلّة على البحر الأسود، وتخفيف أزمة نقص الغذاء في العالم.

وقالت الناطقة باسم الخارجية الروسية، الأحد، إن صواريخ روسية دمرت، السبت، بنى تحتية عسكرية في ميناء أوديسا الحيوي لتصدير الحبوب الأوكرانية.

وكتبت ماريا زاخاروفا على تليجرام أن "صواريخ كاليبر دمرت بنى تحتية عسكرية في ميناء أوديسا بضربة عالية الدقة"، وذلك في أعقاب نفي روسي سابق للهجوم، بحسب وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الذي أكد، في وقت سابق، "قال لنا الروس إنّه لا علاقة لهم إطلاقاً بهذا الهجوم، وإنّهم يبحثون في هذه المسألة عن كثب".

وبعد هذه الضربات على أوديسا، اتهمت أوكرانيا، الرئيس الروسي، بـ"البصق في وجه" الأمم المتحدة وتركيا وتقويض تطبيق الاتفاق، فيما اعتبر زيلينسكي أن الضربة أظهرت أن الوثوق بموسكو لتنفيذ الاتفاق ليس ممكناً، علماً أن الجيش الأوكراني أعلن أن الصواريخ لم تتسبّب بأضرار ضخمة، وأشارت السلطات إلى أن الاستعدادات مستمرة لاستئناف تصدير الحبوب.

"مساعدات اقتصادية وعسكرية"

وضمّ الوفد الأميركي الذي زار أوكرانيا، رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب آدم سميث، إضافة إلى 3 نواب ديمقراطيين وواحد جمهوري. النواب الخمسة زاروا بوتشا وإربين، إذ ذكروا أنهم عاينوا "أدلة على الفظائع الروسية" منذ الأيام الأولى للحرب، حسبما أفادت وكالة "بلومبرغ".

ووَرَدَ في بيان أصدره الوفد: "الولايات المتحدة، إلى جانب حلفائها وشركائها في كل أنحاء العالم، وقفت إلى جانب أوكرانيا من خلال تقديم مساعدات اقتصادية وعسكرية وإنسانية. سنواصل البحث عن سبل لدعم الرئيس زيلينسكي والشعب الاوكراني، بأكبر مقدار ممكن من الفاعلية، مع مواصلتهما موقفهما الشجاع"، بحسب "رويترز".

ونقلت "إذاعة أوروبا الحرة"، المدعومة من الولايات المتحدة والتي تبثّ من براج، عن سميث قوله إن واشنطن وحلفاءها مستعدون لتسليم كييف مزيداً من أنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة، علماً أن وزارة الدفاع الروسية أعلنت، الجمعة، تدمير 4 قاذفات من أنظمة "هيمارس" الأميركية في أوكرانيا، مستخدمة "أسلحة دقيقة"، في منطقة دونيتسك شرق البلاد.

قصف جسر تستخدمه موسكو

وتركّز القوات الروسية على منطقة سلوبوزانسك، من أجل صدّ تقدّم القوات الأوكرانية في شمال وشمال شرقي منطقة خاركوف، وفقاً للمكتب العسكري الأوكراني. وشنّت القوات الروسية هجمات على بوكروفسكي وأراضي محطة توليد الطاقة الحرارية في أوليجورسك، بحسب "بلومبرغ".

وأعلنت الاستخبارات العسكرية البريطانية، أن القوات الأوكرانية واصلت هجومها في إقليم خيرسون، غرب نهر دنيبرو. وأضافت أن خطوط إمداد القوات الروسية غرب دنيبرو "معرّضة بشكل متزايد للخطر" بعد الضربات الأوكرانية.

في السياق ذاته، أشار مسؤول في خيرسون، المطلة على البحر الأسود، إلى أن كييف قصفت جسراً بالمنطقة، السبت، مستهدفة طريقاً للإمدادات الروسية. ونقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء عن نائب رئيس السلطة التي عيّنتها موسكو للمنطقة، قوله إن الجسر أُصيب لكنه لا يزال يعمل.

هجوم مضاد أوكراني

"معهد دراسة الحرب" الأميركي، نقل عن مستشار إدارة إقليم خيرسون، سيرجي خلان، قوله إن القوات الأوكرانية استولت على مناطق غير محددة في خيرسون أوبلاست، لكنه دعا المدنيين الأوكرانيين إلى التزام الصمت بشأن تقدّم الهجوم المضاد، إلى أن تنشر السلطات الأوكرانية بيانات رسمية في هذا الصدد.

في المقابل، شنّت القوات الروسية هجوماً برياً محدوداً شمال غربي سلوفيانسك، في منطقة دونيتسك، وقصفت مناطق في جنوب شرقي إيزيوم وجنوب غربها. كذلك شنّت القوات الروسية هجمات برية شرق سيفرسك، شمال دونيتسك، في محاولة للتقدّم مباشرة نحو المدينة، بحسب المعهد.

وأعلن ناطق باسم مديرية الاستخبارات في أوكرانيا، أن الكرملين يخطّط لتشكيل 16 كتيبة جديدة للمتطوّعين، بحلول نهاية الشهر، علماً أن السلطات الروسية تواصل استعداداتها لتنظيم استفتاء بشأن ضمّ مناطق محتلة في أوكرانيا، إلى الاتحاد الروسي، وتتخذ إجراءات لعزل تلك المناطق عن الفضاء الإعلامي غير الروسي، وفق المعهد.

وقال رئيس الإدارة التي عيّنتها موسكو في زابوروجيا، يفجيني باليتسكي، إنه وقّع مرسوماً لبدء الاستعدادات لاستفتاء بشأن دمج زابوروجيا أوبلاست إلى روسيا، بحلول الخريف المقبل. واعتبر أن هذا المرسوم يلغي الهيئات الانتخابية القائمة، ويشكّل لجنة انتخابات جديدة، بحسب المعهد.

إلى ذلك، أكد رئيس جمهورية الشيشان رمضان قديروف، أن العقيد سيرجي كوزوفليف حلّ مكان الجنرال ألكسندر دفورنيكوف، بوصفه قائداً بالوكالة للمنطقة العسكرية الجنوبية لروسيا، علماً أن كوزوفليف شغل سابقاً منصب رئيس الأركان في المنطقة، وقاد القوات الروسية في سوريا، من نوفمبر 2020 إلى فبراير 2021.

وأشار قديروف إلى أن كوزوفليف زار الشيشان في 23 يوليو، لتفقد كتائب "أخمات" المشاركة في الغزو الروسي لأوكرانيا.