ذكرت شبكة "سي إن إن" الأميركية، الجمعة، أنَّ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن "دخلت في تواصل مباشر مع الحكومة السورية"، ضمن مساعٍ لإطلاق سراح الصحافي الأميركي أوستن تايس، المختفي في سوريا منذ عام 2012.

ونقلت الشبكة عن مصدر مطلع قوله إنَّ "أياً من جولات التفاعل تلك لم تجر في العاصمة السورية دمشق، وإنها لم تسفر عن أي تقدم".

وأكد مسؤول بارز في الإدارة الأميركية حدوث "اتصال مباشر"، مشيراً إلى أنَّ هذا الاتصال "أحد مسارات عدة تسعى الإدارة من خلالها إلى تحرير تايس".

"اجتماعات رفيعة المستوى"

وقال المصدر إنَّ "الولايات المتحدة عرضت عقد اجتماعات رفيعة المستوى مع الحكومة السورية، لبحث قضية تايس، وهو أمر رفضه المسؤولون السوريون، سواءً في حوارات مباشرة أو غير مباشرة، من دون تقديم أي مبررات للرفض"، بحسب ما نقلته الشبكة.

وخُطف تايس، وهو مراسل مستقل وجندي سابق في مشاة البحرية، في أغسطس 2012 أثناء تغطيته الصراع الدائر في سوريا. وكان يبلغ من العمر آنذاك 31 عاماً. وتعتقد أُسرته أنه على قيد الحياة ومحتجز في سوريا.

ولا تزال هوية خاطفي تايس غير معروفة، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن خطفه. وتقول واشنطن إن الحكومة السورية احتجزته في الماضي، وهو ما تنفيه دمشق.

ونسبت "سي إن إن" إلى مسؤول في الخارجية الأميركية قوله إنَّ الولايات المتحدة "تواصلت بكثافة مع المسؤولين السوريين لإعادة تايس لوطنه، لكن سوريا لم تقر مطلقاً بوجوده لديها".

تدخل لبناني

وخلافاً للمساعي المباشرة، استعانت الإدارة الأميركية أيضاً بقنوات خلفية، من بينها المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم، الذي قالت "سي إن إن" إنه "لعب دوراً في إطلاق سراح محتجزين أميركيين في السابق".

وأضافت أنَّ إبراهيم سافر إلى واشنطن في مايو الماضي بناءً على طلب من الإدارة الأميركية، والتقى المبعوث الرئاسي الخاص لشؤون الرهائن روجر كارتنز ومدير المخابرات المركزية (سي آي ايه) وليام بيرنز وآخرين. ومن ثم سافر (إبراهيم) خلال الأسابيع التي تلت ذلك إلى دمشق، للتباحث بخصوص تايس وأميركي آخر محتجز هو ماجد كمال ماز.

وقال إبراهيم إنه "فخور" بالعمل في هذه القضية، وإنه يبذل قصارى جهده لحل هذه المشكلة، بحسب ما ذكرته الشبكة الأميركية.

ضغوط داخلية

والأربعاء، دعا الرئيس الأميركي جو بايدن الحكومة السورية إلى المساعدة في إعادة الصحافي الأميركي أوستن تايس.

وقال بايدن، الذي أصدر بياناً في الذكرى العاشرة لخطف تايس، إن إدارته "طلبت مراراً من الحكومة السورية العمل معنا حتى نتمكن من إعادة أوستن إلى الوطن"، مضيفاً أن واشنطن "تعرف على وجه اليقين أن الحكومة السورية احتجزت تايس في بعض الأحيان"، داعياً دمشق إلى "إنهاء هذا (الأمر) ومساعدتنا على إعادته إلى الوطن".

وبرزت قضايا تايس وأميركيين آخرين محتجزين في الخارج، بعد اعتقال نجمة كرة السلة الأميركية بريتني جرينير في روسيا في فبراير، والتي حُكم عليها الأسبوع الماضي بالسجن 9 سنوات بعد أن دانتها محكمة روسية بتهمة حيازة مادة مخدرة. ووصف بايدن الحكم على جرينير بأنه "غير مقبول".

وبدأت عائلات الرهائن والمعتقلين في رفع أصواتها بشكل جماعي لحضّ بايدن على إعطاء أولوية للقضية، واتخاذ خطوات مثل ترتيب مزيد من عمليات تبادل السجناء مع الحكومات الأجنبية.