أصاب الشلل مطار لشبونة البرتغالي، الأحد، عقب إضراب عمال المناولة، ما تسبب في ارتباك حركة السفر نتيجة إلغاء نحو 60 رحلة طيران.
أظهرت بيانات صادرة عن شركة (إيه.إن.إيه) المشغلة للمطارات الوطنية في البرتغال أن نحو 60 رحلة أُلغيت في مطار لشبونة الأحد، في اليوم الأخير من إضراب ينفذه عمال المناولة، مما أربك رحلات السفر الصيفية بالمطارات الرئيسية في البرتغال منذ يوم الجمعة.
ويطالب العاملون في شركة المناولة (بورتواي) بزيادة أجر الإجازات المدفوعة وتحسين الترقي الوظيفي.
وأظهر الموقع الإلكتروني للشركة المشغلة، إلغاء 31 رحلة وصول و28 رحلة مغادرة، اليوم الأحد في مطار لشبونة، أكثر المطارات ازدحاما في البرتغال.
وقال بيدرو فيجيريدو، المتحدث باسم الاتحاد الوطني للعاملين بالطيران المدني، لرويترز إن نحو 90% من عمال الشحن والتفريغ من بورتواي في مطاري لشبونة وبورتو يشاركون في الإضراب الذي استمر ثلاثة أيام.
وتابع أن الاتحاد يتوقع إلغاء ما بين 70 و80 رحلة في مطار لشبونة اليوم الأحد وما بين 30 و40 رحلة في مطار بورتو.
الإضرابات العمالية
ضربت الإضرابات العمالية عدة مدن حول العالم خلال الأسبوع الماضي في منحنى يتخذ مسارا تصاعديا في ظل رفض الشعوب لفواتير التضخم.
ففي 15 أغسطس/آب شهدت مدينة برشلونة الإسبانية إضراب طياري ريان إير، في حين شهدت الأرجنتين يوم 17 أغسطس/آب احتجاجا لاتحاد العمال CGT ضد التدابير الاقتصادية الحكومية.
واستفحل الشلل في القطاع العام بدولة لبنان منذ أمس الخميس الموافق 18 أغسطس/آب، وامتد للقضاة الذين بدأوا احتجاجهم هذا الأسبوع، وذلك ضمن إضراب عمالي ضرب العديد من القطاعات في لبنان.
ولم تنج العاصمة البريطانية من تلك الموجات، حيث شهدت لندن اليوم الجمعة الموافق 19 أغسطس/آب إضرابا من قبل عمال السكك الحديدية الأمر الذي سببا في تعطل العديد من القطارات.
ولم يقتصر الأمر في بريطانيا على إضراب عمال السكك الحديد، بل من المقرر أن يضرب عمال الرصيف بسبب الأجور في أكبر ميناء شحن في المملكة المتحدة، بدءا من بعد غد الأحد الموافق 21 أغسطس/آب.
وبعيدا عن أغسطس، شهدت الأشهر الماضية إضرابات أخرى بدءاً من عمال السكك الحديدية والموانئ في الولايات المتحدة وحتى حقول الغاز الطبيعي في أستراليا وسائقي الشاحنات في بيرو.
غضب عمالي
يواجه العمال حول العالم ظروفا صعبة منذ بداية جائحة كورونا، خاصة بعد أن أدت اضطرابات سلاسل الإمداد إلى إلغاء ملايين الوظائف، أو كبدتهم خصومات كبيرة على أجورهم.
وبعد فترة من الظروف الصعبة، ومع انحسار جائحة كورونا، فوجئ العمال بجائحة تضخم ضربت أجورهم في مقتل وجرفت العديد منهم أسفل خط الفقر.
والتضخم جاء مدفوعا بارتفاعات الأسعار في سلع ضرورية وشديد الأهمية، كالطاقة والغذاء.
وكما يتضح من نوعية الإضرابات، فإنها تتركز بشكل خاص في قطاعات النقل والطاقة واللوجستيات.
وحسب بلومبرج، فإن هذه القطاعات تحديدا تشهد إضرابات نشطة لأن العمال فيها لديهم نفوذ على الشركات ويمكنهم إدارة مفاوضات شاقة تجلب جزءا من حقوقهم.
كما يدرك العمال أن تلك القطاعات حساسة جدا لأي اقتصاد، حيث لا يمكن للحكومات تحمل تكلفة استمرار هذه الإضرابات لفترات طويلة.