أرم نيوزاعتبرت شبكة أخبار أمريكية، اليوم الأربعاء، أن الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين قد يصبحون عاجزين عن الاستمرار في تقديم السلاح للجيش الأوكراني في مواجهة القوات الروسية، ما لم يقرروا زيادة الإنتاج العسكري بشكل كبير.

وأشارت شبكة ”سي إن بي سي“، إلى أنه في صناعة الأسلحة الأمريكية، يبلغ مستوى إنتاج قذائف مدفع هاوتزر عيار 155 ملم – وهو سلاح مدفعي ثقيل طويل المدى يُستخدم حاليًّا في ساحات القتال في أوكرانيا – نحو 30 ألف طلقة سنويًّا في وقت السلم.

وقال ديف روش من جامعة الدفاع الوطنية الأمريكية ”يستهلك الجنود الأوكرانيون الذين يقاتلون القوات الروسية هذه الكمية في غضون أسبوعين تقريبًا“.

وأضاف ”أنا قلق للغاية. ما لم يكن لدينا إنتاج جديد، والذي يستغرق أشهرًا لزيادة الإنتاج، فلن تكون لدينا القدرة على إمداد الأوكرانيين“.

وفي أوروبا، حذر جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، في وقت سابق من الشهر الجاري، من عجز كبير في إنتاج السلاح، بسبب الدعم المقدم لأوكرانيا، قائلا ”لن أقول إن المخزونات العسكرية لمعظم الدول الأعضاء في الناتو الأوروبي قد انتهت، لكنها استنفدت بنسبة عالية، لأننا قدمنا الكثير للأوكرانيين“.

وأمس الثلاثاء، عقد الأمين العام لحلف (الناتو) ينس ستولتنبرغ، اجتماعا خاصا لمديري الأسلحة في الحلف، لمناقشة سبل إعادة تعبئة مخزونات الأسلحة لدى الدول الأعضاء.

ونقلت الشبكة عن محللين عسكريين، قولهم إن ”هناك مشكلة حقيقية، لأن الدول الغربية تنتج الأسلحة بكميات أقل بكثير خلال وقت السلم، إذ اختارت الحكومات تقليص التصنيع المكلف للغاية وإنتاج الأسلحة فقط حسب الحاجة“.

وأشار هؤلاء إلى أنه لم يتم بعد إنتاج بعض الأسلحة التي أوشكت على النفاد، ويلزم إنتاجها عمالة وخبرة عالية المهارة التي شهدت نقصا حادا في الفترة الأخيرة.

وقال ستولتنبرغ خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، إن ”أعضاء الناتو بحاجة إلى إعادة الاستثمار في قواعدهم الصناعية في قطاع الأسلحة“.

وفي تصريحات صحفية سابقة، قال ستولتنبرغ ”نحن نعمل الآن لزيادة إنتاج الأسلحة والذخيرة“، مضيفًا أن الدول بحاجة إلى تشجيع صانعي الأسلحة على توسيع قدراتهم على المدى الطويل من خلال تقديم المزيد من طلبات الأسلحة.

ووفقا للشبكة، كانت الولايات المتحدة إلى حد بعيد أكبر مورد سلاح لأوكرانيا في حربها مع روسيا، حيث قدمت حزم أسلحة بقيمة 15.2 مليار دولار حتى الآن منذ الغزو الروسي.

وأوضحت الشبكة أن الأسلحة الأمريكية الصنع غيرت قواعد اللعبة بالنسبة للأوكرانيين، ولا سيما مدافع الهاوتزر عيار 155 ملم والمدفعية الثقيلة بعيدة المدى مثل (HIMARS).

وذكرت الشبكة أن الولايات المتحدة نفدت بشكل أساس من مدافع الهاوتزر عيار 155 ملم التي قدمتها لأوكرانيا، وأنه لإرسال المزيد، سيتعين عليها أن تخفض مخزونها الخاص المخصص للوحدات العسكرية الأمريكية التي تستخدمها للتدريب والاستعداد.

واستطردت ”لكن المحللين العسكريين يقولون إن هذا أمر محظور بالنسبة للبنتاغون؛ ما يعني أنه من غير المرجح أن تتأثر الإمدادات المخصصة للعمليات الأمريكية.“

وقال مارك كانسيان، العقيد السابق في مشاة البحرية الأمريكية ”هناك عدد من الأنظمة التي أعتقد أن وزارة الدفاع قد وصلت فيها إلى المستويات التي لا ترغب فيها في تقديم المزيد من هذا النظام المعين إلى أوكرانيا“.

وبين كانسيان، إن ”سبب ذلك، هو أن الولايات المتحدة بحاجة إلى الاحتفاظ بمخزونات لدعم خطط الحرب.. وبالنسبة لبعض الذخائر، فإن خطة الحرب الدافعة ستكون صراعًا مع الصين على تايوان أو في بحر الصين الجنوبي.. أما الذخائر الأخرى ولا سيما الأنظمة الأرضية، فإن خطة الحرب الدافعة ستكون كوريا الشمالية أو أوروبا“.

وتابع ”ما يعنيه هذا بالنسبة للقوات الأوكرانية، هو أن بعضًا من أهم معدات ساحة المعركة – مثل مدافع الهاوتزر عيار 155 ملم – قد يتم استبدالها بأسلحة أقدم وأقل فاعلية، مثل: مدافع هاوتزر عيار 105 ملم، والتي تتمتع بحمولة أصغر ونطاق أقصر“.

وبدوره، رأى روش أن ذلك يمثل مشكلة حقيقية للأوكرانيين، لأن النطاق مهم في هذه الحرب، مضيفا“ هذه حرب مدفعية ونظام هاوتزر 155 هو الأفضل هناك“.

وذكرت الشبكة أن ”الأسلحة الأخرى التي تعتمد عليها أوكرانيا، والتي تم تصنيفها الآن على أنها محدودة في المخزون الأمريكي، تشمل قاذفات (HIMARS) وصواريخ جافلين وصواريخ ستينجر و M777 هاوتزر وذخيرة عيار 155 ملم.

ولعبت صواريخ ”جافلين“ دورًا فاعلا في أوكرانيا، إذ كان الصاروخ المضاد للدبابات الذي يتم إطلاقه من على الكتف والموجه بدقة لا غنى عنه في مواجهة الدبابات الروسية.

وقالت الشبكة في تقريرها ”لكن إنتاج هذه الصواريخ في الولايات المتحدة منخفض ولا يتجاوز نحو 800 سنويًّا.. وقد أرسلت واشنطن الآن قرابة 8500 إلى أوكرانيا، أي ما يعادل أكثر من عقود من الإنتاج.“

وقام الرئيس الأمريكي جو بايدن بزيارة مصنع ”جافلين“ في ألاباما في أيار/ مايو الماضي، قائلاً إنه ”سنتأكد من أن الولايات المتحدة وحلفاءنا يمكنهم تجديد مخزوننا من الأسلحة، لتحل محل ما أرسلناه إلى أوكرانيا“، مضيفا ”هذه المعركة لن تكون رخيصة“.