في مسعى جديد للهروب من مواجهة موجة الاحتجاجات العارمة الحالية، حاولت السلطات الإيرانية "الهروب إلى السماء"، بالإعلان عن صواريخ جديدة.

وأعلنت طهران عن صواريخ عسكرية جديدة، بالإضافة إلى صاروخ لحمل الأقمار الصناعية، وذلك في خضم الاحتجاجات الشعبية الحاشدة في المدن الإيرانية ضد النظام منذ منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، وارتفاع أعداد قتلى الاحتجاجات إلى 314، بحسب تقديرات منظمة حقوق الإنسان الإيرانية "هرانا".

ويتزامن هذا الإعلان مع معاناة إيران من التوترات المتزايدة مع الغرب بشأن التعامل مع الاحتجاجات وكذلك فشل خطة إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي).

إلا أن المؤسسة العسكرية في إيران وجدت في الاحتفاء بالصواريخ الجديدة وسيلة للهروب من الأزمة الداخلية ومحاولة تجاوزها.

وكشفت وزارة الدفاع الإيرانية، اليوم الأحد، عن صاروخ جديد أطلقت عليه اسم "صياد b4"، مع الإعلان عن تحديث منظومة باور 373 للدفاع الجوي.

وقالت وكالة أنباء "تسنيم" التابعة للحرس الثوري الإيراني، إنه "تم الكشف عن صاروخ صياد b4، بحضور وزير الدفاع الإيراني العميد محمد رضا آشتياني، وقائد القوة الجوية للجيش العميد علي رضا صباحي فرد ومجموعة من خبراء الصناعية الدفاعية".

وأضافت أنه تم أيضا إزاحة الستار عن منظومة باور 373 المحدثة للدفاع الجوي التي يبلغ مداها أكثر من 300 كيلومتر.

وفي سياق متصل، أشارت وكالة أنباء "دفاع برس" التابعة للقوات المسلحة الإيرانية إلى خصائص صاروخ "صياد b4"، موضحة أنه صاروخ بعيد المدى يحتوي على وقود صلب وتم تقييمه تشغيليا بالكامل لأول مرة"، مشيرة إلى أنه "تم رفع مدى رادار الكشف في نظام باور 373 من 350 إلى 450 كم، وزاد نطاق رادار الاشتباك لهذا النظام من 260 إلى 400 كم".

وتأتي هذه الخطوة، بعدما أعلنت القوة الجوية للحرس الثوري، أمس السبت، أنها أطلقت "بنجاح" صاروخ قائم 100 الطيران لحامل الأقمار الصناعية بمحرك الوقود الصلب.

وأفادت وكالة أنباء فارس، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، بأن هذا الصاروخ "قائم 100" يعمل بثلاث مراحل من الوقود الصلب وسيكون قادراً على وضع أقمار صناعية تزن 80 كيلوجراما في مدار 500 كيلومتر من سطح الأرض.

ويضيف التقرير أن هذا الصاروخ الباليستي من المفترض أن يضع القمر الصناعي فينوس في مدار الأرض "في المستقبل القريب".

وأعربت دول غربية وأمريكية عن قلقها من أن إيران تعمل على صواريخ باليستية قادرة على حمل رأس نووي، تحت غطاء برنامج الأقمار الصناعية.

وخلال السنوات القليلة الماضية، حاولت إيران إطلاق أقمار صناعية في عدة حالات وفشلت، والتي كان آخرها في يونيو/حزيران الماضي، حين زعمت إيران أن "القمر الصناعي الإيراني الأصلي خيام" أطلق بواسطة صاروخ روسي، لكن السفارة الروسية في طهران نفت هذا الادعاء، وقالت إن القمر الصناعي المذكور قد تم تشغيله من إيران وصناعته من قبل الشركات الروسية.

واتهم مسؤولون من دول غربية مرارا الحكومة الإيرانية بتطوير برنامجها الصاروخي العسكري تحت ستار إطلاق أقمار صناعية مدنية.

وتدعي طهران أن تطوير برنامج الصواريخ الباليستية في إيران، مثل البرنامج النووي، يتم متابعته فقط للأغراض السلمية أو البحث العلمي، لكن وفقا للعديد من الخبراء العسكريين يمكن أيضًا استخدام تكنولوجيا صواريخ الأقمار الصناعية لتطوير صواريخ عسكرية بعيدة المدى.

وأعرب أمير علي حاج زاده، قائد القوة الجوية للحرس الثوري الإيراني، عن أمله في أن تطلق إيران قريباً قمرها الصناعي الجديد المسمى "ناهد" بنفس صاروخ قائم 100 وأن يضعه في مدار الأرض.

وعلى الرغم من أن وسائل الإعلام المحلية الإيرانية ومسؤولي الحرس الثوري الإيراني أعلنوا أن الاختبار الأخير كان ناجحا، إلا أنه لم يتم نشر أي صور أو مقاطع فيديو للاختبار حتى الآن.

وفي العقد الماضي، أرسلت الحكومة الإيرانية عدة أقمار صناعية قصيرة العمر إلى مدار حول الأرض، وفي مارس/آذار 2011، أثناء حكومة الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد أعلنت الحكومة الإيرانية أنها أطلقت مسبارا يحمل قردا إلى الفضاء.

ومع ذلك، واجه برنامج الصواريخ الفضائية للحكومة الإيرانية العديد من التحديات والإخفاقات الجادة، وعلى سبيل المثال فشل برنامج إطلاق القمر الصناعي "سميرغ" 5 مرات متتالية.

وكانت هناك أيضا تقارير عن انفجارات وأعمال تخريب في منصات إطلاق الأقمار الصناعية الإيرانية، لكن لا توجد حتى الآن معلومات مفصلة عنها، ورفضت السلطات العسكرية الحكومية كل هذه التقارير.