بعد أن أمرت موسكو قواتها بالانسحاب من منطقة بالقرب من مدينة خيرسون الاستراتيجية في جنوب أوكرانيا، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن قدرة روسيا على الاحتفاظ بقواتها على الضفة الغربية لنهر دنيبرو في خيرسون واجهت ضغوطاً بسبب الضربات الأوكرانية على طرق إعادة الإمداد.
وقالت في تقرير لها اليوم الخميس إن القوات الروسية دمرت أثناء تراجعها العديد من الجسور ومن المرجح أن تكون زرعت ألغاماً لإبطاء تقدم القوات الأوكرانية وتأخيرها.
فيما أردفت أن القوات الروسية ستكون عرضة للاستهداف خلال اجتياز نهر دنيبرو لقلة نقاط العبور، مرجحة أن تنسحب على مدى عدة أيام مع تغطية نيران المدفعية لعملية التراجع.
رد حذر
يأتي ذلك بعد أن أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أمس الأربعاء أن القوات الروسية ستنسحب من الضفة الغربية لنهر دنيبرو بالقرب من خيرسون.
إلا أن رد أوكرانيا جاء حذراً، إذ أشارت إلى بقاء بعض القوات الروسية في خيرسون وإرسال تعزيزات إلى المنطقة، وفق رويترز.
وقال أوليكسي أريستوفيتش، مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في مقطع فيديو نُشر على الإنترنت مساء أمس: "إنهم ينسحبون ولكن ليس بالقدر الذي يمكن أن يحدث إذا كان انسحاباً كاملاً أو إعادة تنظيم".
كما أضاف أن القوات الروسية تدمر الجسور وتزرع ألغاماً في الطرق خلال مغادرتها، لافتاً إلى أنه "في الوقت الحالي لا نعرف نواياهم... هل سيخوضون قتالاً معنا ويحاولون التمسك بمدينة خيرسون؟ إنهم يتحركون ببطء شديد".
"أصبح مستحيلاً"
بدوره قال المحلل العسكري الأوكراني يوري بوتوسوف إن استخدام الجيش الأوكراني أنظمة هيمارس الصاروخية التي قدمتها الولايات المتحدة جعل عبور نهر دنيبرو خطيراً لدرجة أن "الدفاع عن المواقع الروسية هنا أصبح مستحيلاً".
غير أنه أضاف في مقطع فيديو على يوتيوب: "لنكن واضحين. ستتخذ القوات الروسية مواقع دفاعية وسيكون بوسعها شن هجمات جديدة. ستكون قادرة على الحفاظ على مواقعها على الضفة الشرقية لبعض الوقت".
محور هجوم مضاد
يشار إلى أن مدينة خيرسون كانت العاصمة الإقليمية الوحيدة التي سيطرت عليها موسكو بعد العملية العسكرية وأصبحت محور هجوم مضاد أوكراني.
كما تتحكم المدينة في الطريق البري الوحيد المؤدي إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014 ومصب نهر دنيبرو الذي يشطر أوكرانيا.
وفي الأسابيع القليلة الماضية، أجلى المسؤولون الذين عينتهم موسكو عشرات الآلاف من المدنيين من خيرسون.