مع استمرار الاحتجاجات في شوارع إيران منذ منتصف سبتمبر الماضي، التي أشعلها مقتل الشابة مهسا أميني، شددت السلطات الإيرانية حملات القمع والاعتقالات.
فقد أعلنت القوات الإيرانية أنها اعتقلت "من وصفته بالعميل"، وهو متعاون يعمل مع محطة إيران إنترناشيونال التلفزيونية المعارضة أثناء فراره من البلاد، بحسب ما أفادت وكالة فارس.
"تشويه سمعة البلاد"!
كما اتهمته بالقيام بأنشطة وأعمال عديدة "لتشويه سمعة البلاد وتحريض الشبان على الشغب وبث الرعب بين الناس".
أتى ذلك، بعد أن وصف وزير الاستخبارات الإيراني إسماعيل خطيب الثلاثاء القناة التي تتخذ من لندن مقرا لها بأنها منظمة "إرهابية".
كما جاء هذا التوقيف ليضاف إلى حملة القمع الممنهجة التي طالت الصحافيين خلال الفترة الماضية، من أجل منع انتشار صور التظاهرات والدعوات المتجددة للنزول إلى الشارع داخلياً وخارجياً
إسكات الصحافيين
فقد أكدت منظمة "مراسلون بلا حدود"، أمس الأربعاء، أن إيران تحاول بشكل منهجي إسكات الصحافيين، لا سيما النساء من خلال توقيف عدد غير مسبوق من الصحافيات في حملتها ضد الاحتجاجات.
كما أشارت إلى أن 42 صحافياً على الأقل أوقفوا في كل أنحاء البلاد، منذ انطلاق الحراك غير المسبوق. وأوضحت المنظمة التي تتخذ من باريس مقراً لها، أنه تم الإفراج عن ثمانية منهم حتى الآن، لكن لا يزال هناك 15 صحافية من بين 34 صحافياً رهن الاحتجاز.
اعتقال المئات
يذكر أنه منذ مقتل أميني في 16 سبتمبر الماضي بعد ثلاثة أيام من اعتقالها على أيدي شرطة الأخلاق، لم تهدأ التظاهرات في البلاد.
فقد أشعلت وفاتها منذ ذلك الحين نار الغضب حول عدة قضايا، من بينها القيود المفروضة على الحريات الشخصية والقواعد الصارمة المتعلقة بملابس المرأة، فضلاً عن الأزمة المعيشية والاقتصادية التي يعاني منها الإيرانيون، ناهيك عن القوانين المتشددة التي يفرضها نظام الحكم وتركيبته السياسية والدينية بشكل عام.
فيما تصدت القوات الأمنية بشكل عنيف للمحتجين، ما أدى إلى مقتل العشرات منهم، واعتقال المئات. وأعلنت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) أن 314 متظاهرا قتلوا في الاضطرابات حتى يوم الجمعة، بينهم 47 قاصرا.
كما اعتقل ما لا يقل عن 14170 شخصا، بينهم 392 طالبا، في تلك الاحتجاجات التي خرجت في 136 مدينة وبلدة و134 جامعة.