نقلت وكالات أنباء روسية، اليوم الثلاثاء، عن مبعوث موسكو إلى سوريا، إن روسيا تعتقد أن على تركيا الامتناع عن استخدام القوة العسكرية "المفرطة" في سوريا، وإن هناك حاجة إلى البحث عن حل سلمي للقضية الكردية.

ونقلت الوكالات عن المبعوث ألكسندر لافرنتييف قوله إن موسكو ستعمل مع الشركاء لإيجاد حل للصراع.

جاء ذلك في وقت تعهدت فيه تركيا بالثأر بعد مقتل شخصين في هجمات كردية عبر الحدود.

تركيا تتعهد بالثأر

وقالت تركيا إن فصائل كردية قتلت اثنين في هجمات صاروخية من شمال سوريا، أمس الاثنين، وذلك في تصعيد للثأر عبر الحدود في أعقاب هجمات جوية شنتها تركيا في مطلع الأسبوع وهجوم بقنبلة في إسطنبول قبل أسبوع.

وقالت القوات المسلحة التركية إنها كانت ترد على الهجوم، فيما قال مسؤول أمني كبير لرويترز إن الطائرات التركية بدأت مجددا قصف أهداف في شمال سوريا.

وقال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو إنه في أحدث هجوم من سلسلة من الهجمات الانتقامية، ضربت عدة قذائف صاروخية حيا على الحدود في إقليم غازي عنتاب، ما أسفر عن مقتل طفل ومعلم وإصابة 6.

وفي وقت لاحق، قال سليمان صويلو إن امرأة حبلى، ورد في البداية أنها قُتلت، مصابة بإصابات بالغة وتتلقى الرعاية في المستشفى.

وقال حاكم المنطقة داود جول إن 5 صواريخ أصابت مدرسة ومنزلين وشاحنة في منطقة كركميش الحدودية.

وقالت محطة سي.إن.إن ترك إن الصواريخ أُطلقت من منطقة كوباني (عين العرب) السورية التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب.

وشنت طائرات حربية تركية بالفعل هجمات جوية على قواعد للمسلحين الأكراد في سوريا والعراق أمس الأحد، دمرت خلالها 89 هدفا لحزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب، التي تقول أنقرة إنها جناح لحزب العمال الكردستاني.

وقالت وزارة الدفاع التركية في بيان إن 184 مسلحا قتلوا في عمليات يومي الأحد والاثنين. وأضافت أن العمليات شملت ضربات جوية وأسلحة برية.

وقالت تركيا إن العمليات العسكرية التي وقعت مطلع الأسبوع جاءت ردا على هجوم بقنبلة في إسطنبول قبل أسبوع أودى بحياة 6 أشخاص.

وحملت تركيا حزب العمال الكردستاني المحظور مسؤولية الهجوم.

ونفى حزب العمال الكردستاني وقوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد والتي تضم وحدات حماية الشعب الكردية تورطهم في التفجير الذي وقع في 13 نوفمبر في حي مكتظ بالسكان.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس في بيان إن الولايات المتحدة حثت يوم الاثنين على عدم تصعيد العنف في سوريا.

وقال برايس أيضا إن الولايات المتحدة ما زالت تعارض "أي عمل عسكري غير منسق في العراق ينتهك سيادته".

وقال متحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية إن الهجمات التركية في مطلع الأسبوع دمرت صوامع غلال ومحطة طاقة ومستشفى، وتسببت في مقتل 11 مدنيا ومقاتلا بـقوات سوريا الديمقراطية وحارسين؛ وأضاف أن القوات ستثأر.

قوات برية

وفي إطار العمليات التي وقعت في مطلع الأسبوع قالت أنقرة إن 8 من أفراد قوات الأمن أصيبوا في هجمات صاروخية شنتها وحدات حماية الشعب من تل رفعت في سوريا على موقع للشرطة بالقرب من معبر حدودي في محافظة كلس التركية.

وقال مصدر بقوات سوريا الديمقراطية إن تركيا هاجمت أمس الاثنين موقعا للجيش السوري غربي كوباني-عين العرب حيث توجد ثكنة عسكرية لوحدات حماية الشعب. والموقع هو أحد عدة مواقع حيث يتمركز الجيش السوري لمنع الأتراك من مهاجمة قوات سوريا الديمقراطية.

ونفذت القوات المسلحة التركية عدة عمليات عسكرية واسعة النطاق في الأعوام الأخيرة في شمال العراق وشمال سوريا على وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني تنظيم داعش.

وقال الرئيس رجب طيب أردوغان إن العمليات لن تقتصر على حملة جوية فحسب وقد تتضمن اشتراك قوات برية.

ونقلت وسائل إعلام تركية عن أردوغان قوله لدى عودته من زيارة لقطر "وزارة الدفاع وهيئة الأركان العامة ستقرران معا حجم القوات البرية التي يجب أن تشارك. نجري مشاوراتنا ثم نتخذ خطواتنا وفقا لذلك".

وتمرد حزب العمال الكردستاني على الدولة التركية عام 1984 وقُتل أكثر من 40 ألفا خلال الصراع.

وتصنف تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الحزب على أنه منظمة إرهابية.