اندلعت اشتباكات واسعة بين قوات الأمن الإيرانية والمحتجين في مختلف مدن محافظة سيستان-بلوشستان، جنوب شرقي إيران، عقب صلاة الجمعة اليوم.
ورفع المحتجون في زاهدان شعار "شيخ الإسلام مع الله وخامنئي تحت الأقدام"، دعما لإمام أهل السنة في المدينة، مولوي عبدالحميد. كما رفعت نساء زاهدان شعار "لنسر جميعا نحو الثورة".
ودخلت احتجاجات أهالي زاهدان، اليوم الجمعة، أسبوعها التاسع، وقد رفعت النساء بهذه المدينة شعار: "سواء بالحجاب أو بدونه.. لنسر جميعا نحو الثورة".
كما شهدت مدن أخرى بمحافظة بلوشستان احتجاجات واسعة نظمها الأهالي عقب صلاة الجمعة في تشابهار، وزهك، وإيرانشهر، وخاش.
يشار إلى أنه منذ المجزرة الدامية التي ارتكبها عناصر الأمن الإيراني في هذه المدينة، يوم 30 سبتمبر (أيلول) الماضي، خرج المتظاهرون بعد كل مرة يجتمعون فيها لأداء صلاة الجمعة، إلى الشوارع، ورفعوا شعار "الموت لخامنئي"، وشعارات ضد الباسيج والحرس الثوري.
زاهدان
تلقت "إيران إنترناشيونال" مقاطع فيديو تظهر النساء المحتجات في زاهدان يرفعن هتافات "الحرية"، وشعار: "أنت العشبة الضارة وأنا المرأة الحرة"، و"مولوي أيها الغيور.. كلامك هو كلام الشعب"، و"الإيراني يموت ولا يقبل الذُل".
كما أعرب المواطنون الآخرون في زاهدان عن دعمهم لإمام جمعة أهل السنة، مولوي عبدالحميد، ورفعوا شعار: "شيخ الإسلام مع الله.. وخامنئي تحت الأقدام".
وأظهرت صور تلقتها "إيران إنترناشيونال" أن المحتجين حملوا لافتة كتب عليها: "يعيش عبدالحميد والموت لخامنئي".
كما ردد أهالي زاهدان في مظاهراتهم اليوم هتاف: "خامنئي قاتل وحكمه باطل"، و"الموت لخامنئي".
وأظهرت صور من مظاهرات مدينة زاهدان، اليوم الجمعة، لافتات رفعها المتظاهرون، عليها كتابات مثل: "إسقاط النظام مطلب شعبي". وكانت هذه العبارة قد وردت في رسالة الناشطة الحقوقية نرجس محمدي المعتقلة في سجون النظام والتي بعثت بها إلى الاتحاد الأوروبي.
وفي الأثناء، قامت قوات الأمن الإيرانية بإطلاق الرصاص الحي نحو المحتجين في مدينة زاهدان، كما استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين في المدينة.
تشابهار
وتظهر مقاطع الفيديو التي حصلت عليها "إيران إنترناشيونال" خروج أهالي تشابهار، بمحافظة بلوشستان إلى الشوارع عقب صلاة الجمعة ورفعوا شعارات "الموت لخامنئي".
زهك
إلى ذلك، خرج الأهالي في مدينة زهك إلى الشوارع ورفعوا شعار: "سأقتل من قتل أخي".
وتستمر هذه الاحتجاجات التي تشتهر بجُمع الاحتجاج في سيستان-بلوشستان، على الرغم من محاولات النظام الإيراني إنهاء المظاهرات عبر القمع والتهديد والترهيب وترغيب أسر ضحايا الاحتجاجات في جمعة زاهدان الدامية وأئمة الجمعة في هذه المحافظة بمن فيهم مولوي عبدالحميد.
وأعرب مولوي عبدالحميد، اليوم الجمعة 2 ديسمبر (كانون الأول)، في خطبة صلاة الجمعة، عن قلقه من إصدار أحكام بتهم الحرابة وإعدام المعتقلين في الانتفاضة الشعبية ضد النظام.
وقال: "كلنا إيرانيون. الزرادشتي والصوفي والبهائي. أولئك أيضا بشر وإيرانيون ويجب مراعاة حقوقهم".
كما أشار عبدالحميد بشكل ضمني إلى الوثائق المسربة من وكالة أنباء "فارس"، وإلى تأكيد خامنئي على "تشويه سمعة" عبدالحميد، وقال: "لو أن الحكم بيدكم اليوم، فذلك من مشيئة الله. ولو كان لنا بين الناس محبة وسمعة حسنة فذلك عطاء الله. ما يمنحه الله هو وحده القادر على استرجاعه.لا يمكن لأحد آخر سلب العزة".
وبحسب تسريب وكالة "فارس"، فإن المرشد الإيراني، علي خامنئي، أمر بعدم اعتقال مولوي عبدالحميد، بل بتشويه سمعته من قبل النظام.
وجاء في هذه الوثيقة أن علي خامنئي، في لقائه مع قائد قوات الشرطة، حسين أشتري، طلب منه تحذير مولوي عبدالحميد.
وقال عبدالحميد في جزء آخر من خطبته اليوم: "لا تصدروا أحكام الحرابة ضد المعتقلين! الاحتجاج يختلف عن الحرابة. هؤلاء يحتجون. المواطن الإيراني تحمل 44 عامًا، والآن يحتج".