إيران
تصاعدت أزمة الغاز والوقود والطاقة في إيران، وزادت الطوابير الطويلة من السيارات أمام محطات الوقود في مدن مثل تبريز وزاهدان، منذ يوم أمس. في الوقت نفسه، واستمراراً لإضرابات صناعة النفط، توقف موظفو محطة "نفط قشم" عن العمل.
وأضرب عدد من العاملين في محطة "نفط قشم"، يوم الخميس 19 يناير (كانون الثاني)، وتوقفوا عن العمل.
وعقب دعوة مجلس التنسيق والتضامن، نظم الموظفون والعمال الرسميون في صناعة النفط في شركة محطات النفط الإيرانية بجزيرة خارك، وبارس عسلوية للنفط والغاز، وفلات قاره قشم، وفجر جم، وغرب لاستغلال النفط والغاز، ومنطقة عمليات إيلام، وشيراز، نظموا تجمعاً وإضراباً عن العمل.
وتأتي هذه الإضرابات، التي تشكلت احتجاجًا على الأوضاع المعيشية السيئة لعمال وموظفي صناعة النفط، بالتزامن مع استمرار أزمة الوقود والغاز في البلاد، والتي بدأت في الأيام الماضية، وما زالت مستمرة في نصف المدن الإيرانية.
وأرسل أحد المتابعين مقطع فيديو إلى "إيران إنترناشيونال" يظهر صورة لطابور طويل من المركبات الثقيلة في زاهدان، والتي تشكلت اليوم لاستلام وقود الديزل.
وأظهرت مقاطع فيديو تلقتها "إيران إنترناشيونال"، الأربعاء، أن المواطنين في مدينتي زاهدان وزابل أجبروا على الوقوف في طوابير طويلة لاستلام أسطوانات الغاز.
كما أرسل أحد جمهور "إيران إنترناشيونال" مقطع فيديو من زاهدان، وقال إنه بسبب نقص الغاز يصطف الناس في طوابير منذ المساء حتى يتمكنوا من الحصول على الغاز في الصباح.
وقال فدا حسين مالكي، ممثل زاهدان في البرلمان الإيراني، أمس، في إشارة إلى أزمة الغاز: "لا توجد إمدادات غاز في كثير من مناطق بلوشستان، وحتى أسطوانات الغاز التي من المفترض أن ترسل إلى المنطقة لم تصل حتى الآن. ولم يتم تقديم الكيروسين الذي يجب أن يعطى للمنطقة الشمالية من المحافظة".
وعلى بعد كيلومترات من زاهدان وفي مدينة تبريز ، تشكلت طوابير طويلة في محطات غاز "سي إن جي".
وفي شاهينشهر بمحافظة أصفهان، وبالتزامن مع نقص في الغاز في مدن البلاد، يقف المواطنون في طوابير طويلة أمام محطات الوقود لاستلام الغاز.
نقص الكهرباء في العاصمة
وفي طهران، أطفأت يوم الأربعاء 18 يناير (كانون الثاني) أنوار طريق صياد شيرازي السريع بسبب نقص الكهرباء.
كما أظهرت مقاطع فيديو من طريق "الإمام علي" بالعاصمة إطفاء الأنوار في هذه المنطقة بسبب انقطاع التيار الكهربائي.
وبالتزامن مع استمرار أزمة الغاز في إيران، أغلق مسؤولون حكوميون في مدن ما لا يقل عن 10 محافظات في البلاد المدارس والجامعات والمكاتب والبنوك، يومي الأربعاء والخميس (18 و 19 يناير).
يأتي ذلك في حين أن نقص إمدادات الغاز في بعض المدن وخلال أبرد ساعات النهار والليل أدى إلى قطع الغاز عن المنازل وخفض ساعات عمل المخابز.
وعلى الرغم من ذلك، قال حسين علي محمدي، مدير عام إدارة الأزمات في محافظة مازندران، التي كانت إحدى المناطق المتأزمة في البلاد من حيث إمدادات الطاقة، إن "انخفاض ضغط الغاز في المحافظة قد تحسن، لكن الوضع لا يزال هشًا".
وبحسب تقارير إعلامية داخل إيران، فإن الرقم القياسي لأطول قطع للغاز في هذه الفترة مرتبط بمدينة نيشابور، حيث انقطع الغاز في ثلاث قرى وأجزاء من المدينة لمدة يومين تقريبًا.
ومن حيث العدد القياسي للمنازل التي تعاني من انقطاع الغاز، وفقًا للإحصاءات المعلنة في الأخبار، كان 17 ألف منزل في تربت جام بدون غاز لمدة يوم كامل.
كما تم قطع الغاز عن 16 ألف منزل ومؤسسة في سبزوار و3000 منزل ومؤسسة في بردسكن في يوم واحد، كما شهد مواطنو خواف وكاشمر ومشهد انقطاعات للغاز في مناطق متفرقة.
يذكر أن أزمة الوقود والطاقة في إيران تأتي في الوقت الذي تحدث فيه المسؤولون الإيرانيون عن "الشتاء القاسي" في أوروبا بسبب الأزمة في أوكرانيا.
وقال معين الدين سعيدي، ممثل تشابهار في البرلمان الإيراني، أمس، عن أزمة الغاز، ساخراً: "في آب، أعطى وزير النفط مثالاً على الشتاء القارس في أوروبا.. الآن رأينا أن ذلك لم يحدث هناك، بل حصل في بلدنا مع الأسف".
وبحسب ما قاله سعيدي، أصبح الغاز "سلعة فاخرة"، وأصبح الوصول إليه حلما لكثير من الناس.