قالت مصادر أميركية مطلعة لشبكة "إن بي سي نيوز"، السبت، إن كبار قادة وزارة الدفاع الأميركية عارضوا إرسال دبابات "إم 1 أبرامز" إلى أوكرانيا، رغم الجهود الألمانية للضغط على واشنطن.

وأضافت المصادر أن برلين "حاولت الضغط على الولايات المتحدة على الفور بشأن إرسال دبابات أبرامز، ما أحبط إدارة الرئيس جو بايدن بشأن تصرف ألمانيا"، موضحين أن الضغط "لن ينجح"، لافتين إلى أن بايدن بالمقابل "لن يضغط" على برلين لإرسال دبابات "ليوبارد 2".

الحكومة الألمانية بدورها أشارت إلى أنها قد ترسل دبابات "ليوبارد 2" الخاصة بها إلى أوكرانيا، حال موافقة الولايات المتحدة على إرسال دبابات "أبرامز" مع إصرار المستشار أولاف شولتز على أن ألمانيا "لن تتصرف إلا بالتنسيق مع الحلفاء".

وعندما سُئل، الجمعة، عن إرسال دبابات "أبرامز" إلى أوكرانيا، قال بايدن: "أوكرانيا ستحصل على كل المساعدة التي تحتاجها"، لكن المصادر قالت إن وزير الدفاع لويد أوستن ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي، أوصيا بعدم إرسال "أبرامز" إلى أوكرانيا.

مخاوف الانتقام الروسي

وأشار ميلي وأوستن بدورهما إلى المدة التي يستغرقها تدريب القوات الأوكرانية على تشغيل الدبابات ومدى صعوبة صيانتها، كما لفتا إلى أن المركبات "ليست مناسبة" للقتال في أوكرانيا في الوقت الحالي.

وبدلاً من "أبرامز"، دعا ميلي وأوستن إلى إرسال مركبات مدرعة، بما في ذلك "سترايكرز" و"برادلي" وغيرها.

في حين، لفت أحد المصادر إلى أن أوستن أصّر على الامتناع عن إرسال "أبرامز"، لأن التدريب على تشغيل وصيانة الدبابات سيستغرق أشهراً، رغم إثبات الأوكرانيين مهارتهم في التعلم.

وأوضح أن أوكرانيا لديها بالفعل مئات الدبابات تحت تصرفها، وقد استولت خلال العام الماضي على مئات الدبابات الروسية في ساحة المعركة وأضافتها إلى مخزونها، مشيراً إلى أن معارضة إدارة بايدن لإرسال "أبرامز" إلى أوكرانيا لا ترجع إلى مخاوف من أن ترى روسيا هذه الخطوة "تصعيدية".

وخلال التصريحات العلنية، في الاجتماع الثامن لممثلي 50 دولة هدفها تقديم الدعم والمساعدة لأوكرانيا، بدا أوستن أنه يلمح إلى أنه "لا يرى أن ذلك النوع من الدبابات مهم في ساحة المعركة حالياً، وأنه لا يمكن إحضارها على الفور"، كما لم يعلن الألمان نيتهم إرسال دبابات "ليوبارد".

أما بوريس بيستوريوس، وزير الدفاع الألماني الجديد، نفى أن يكون هناك مخاوف ألمانية بشأن "الانتقام الروسي"، قائلاً إن بلاده "لا تزال تدرس قرارها، ومستعدة للتحرك بسرعة إذا كان هناك اتفاق مع الحلفاء وستتخذ قراراً في أقرب وقت".

وأضاف: "نحن لا نخشى أي شيء. لدينا مسؤولية فقط تجاه سكاننا في ألمانيا وأوروبا، وعلينا أن نوازن بين جميع الإيجابيات والسلبيات قبل أن نقرر أشياء من هذا القبيل. أنا متأكد من أنه سيكون هناك قرار في وقت قصير، لكنني لا أعرف متى أو كيف سيبدو".

وكان قادة عسكريون أوكرانيون قالوا إنهم بحاجة إلى 300 دبابة لاختراق الدفاعات الروسية، إذ قال أوليكسي دانيلوف، سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني: "لكي نهزم الاتحاد الروسي، نحن بحاجة ماسة للدبابات".

وأضاف أن القوات الأوكرانية "ستتعلم إتقان استخدام الدبابات الجديدة في غضون شهر، لأننا في حالة حرب، نتعلم بسرعة كبيرة على أي معدات تساعدنا في تدمير قدرات العدو".

وتابع: "بمجرد اتخاذ القرار وتوفير الدبابات، سنجري التدريب بسرعة كبيرة، وصدقوني، سيتم استخدامها بقوة، وأثبتنا ذلك بالفعل مرات عدة".