سكاي نيوز
تواجه السلطات الأوكرانية، فضيحة "مدوية"، إثر الكشف عن قضايا فساد في البلاد، وسط مخاوف من تأثيرها على الدعم السخي الذي تقدمه دول غربية لكييف حتى تقف في وجه العمليات العسكرية التي أطلقتها روسيا في فبراير 2022.
وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن مسؤولين حاليين وسابقين في الولايات المتحدة يوصون بالمزيد من الحرص والتدقيق من أجل ضمان عدم سرقة أو إساءة استخدام ما تقدمه واشنطن من أسلحة وأموال لأوكرانيا.
ومنذ بداية الحرب، قبل نحو عام، قدمت الولايات المتحدة ما يقارب بـ130 مليون دولار في اليوم الواحد، على شكل مساعدات عسكرية واقتصادية لأوكرانيا.
وبعدما وافق الكونغرس في يناير الجاري على تخصيص مساعدة عسكرية قدرها 54 مليار دولار، بدعم قوي من الحزبين الجمهورين والديمقراطي، يكون هذا الدعم قد تجاوز أي مساعدة قدمتها الولايات المتحدة لدولة أخرى في الخارج، بما في ذلك أفغانستان، عندما كان التدخل الأميركي هناك في ذروته.
"ما خفي أعظم"
يقول جون سوبكو، المفتش العام لهيئة إعادة إعمار أفغانستان، "حتى عندما يتعلق الأمر بقضية نبيلة، فإن السرقات تقع حتما، كما يُساء التصرف أيضا، إلى جانب أمور أخرى مثل المحسوبية والقرارات الغبية، وهذا الأمر من صميم الطبيعة البشرية".
وقال سوبكو، الذي قضى قرابة العقد من الزمن لأجل رصد ملايين الدولارات الأميركية التي أسيء صرفها في أفغانستان، إنه في غضون سنوات من الآن سيعرف الناس ويقرؤون قصصا حول تعرض أموال في أوكرانيا للاحتيال والهدر والتبذير.
في حالة أفغانستان مثلا، لم يجر تشكيل مكتب سوبكو إلا بعد مضي تسع سنوات على دخول القوات الأميركية إلى أفغانستان، وكان ذلك في أواخر سنة 2001.
وكشفت الهيئة عن إقامة مشارع ممولة أميركيا، بمواصفات سيئة للغاية، كما حددت المستشارين والمسؤولين الأفغان المتورطين في قضايا الفساد.
وخلصت الهيئة إلى أن الأموال التي كان يفترض أن تؤدي دورا مساعدا على الاستقرار في أفغانستان، تحولت إلى عامل من عوامل تأجيج النزاع وحشد الدعم لحركة الطالبان التي تدير البلاد في الوقت الحالي.
قضايا بالجملة
وف وقت سابق، أعلن نائب رئيس المكتب الرئاسي الأوكراني، كيريلو تيموشينكو، تقديم استقالته إلى الرئيس فولوديمير زيلينسكي، بعد ساعات من تصريحات الأخير عن إجراء تغييرات في المناصب العليا بالحكومة وفي الأقاليم ستتم خلال الـ24 ساعة المقبلة.
كما قدم نائب وزير الدفاع الأوكراني، إلى جانب عدد من المسؤولين الكبار، استقالتهم على خلفية قضايا فساد تتعلق بالجيش.
تعهد الرئيس الأوكراني جاء بعد وقت قصير من إقالة فاسيل لوزينكيتش، نائب وزير تنمية البلديات، بشبهة تلقيه رشوة، فيما أعلنت وزارة الدفاع فتح تحقيق حول اتهامات بإبرام عقود بأسعار مبالغ فيها لمنتجات غذائية مخصصة للعسكريين.
وفي حادثة مشابهة، قال المكتب الوطني لمكافحة الفساد في أوكرانيا إن فاسيل لوزينكيتش الذي شغل منصب نائب وزير تنمية البلديات منذُ مايو لعام 2020، تلقى 400 ألف دولار لتسهيل إبرام عقود شراء معدات ومولدات بأسعار مبالغ فيها، بينما تواجه أوكرانيا نقصا في الكهرباء بعد الضربات الروسية على منشآت الطاقة.