تتجه الحرب الروسية - الأوكرانية إلى مرحلة جديدة بالغة الخطورة مع قرار الدول الغربية تزويد كييف بأسلحة ثقيلة، بينها دبابات ليوبارد الألمانية وأبرامز الأميركية، فيما عين الأوكرانيين لا تزال على تفعيل سلاح الجو والحصول على مقاتلات من طراز «إف - 16»، وهي خطوة إن تمت، فسوف تقلب مسار الحرب.

واليوم، أعلنت ألمانيا أنها سترسل دبابات «ليوبارد 2» إلى أوكرانيا لتتجاوز بذلك إحجامها عن إرسال أسلحة ثقيلة تعتبرها كييف ضرورية لهزيمة الغزو الروسي.

وقال المستشار أولاف شولتز: «يأتي القرار استكمالاً لدعمنا المعروف لأوكرانيا قدر استطاعتنا. نتحرك بأسلوب منسق عن كثب على المستوى الدولي». وأضاف أنه سيجري تدريب قوات أوكرانية في ألمانيا، وستقدم برلين أيضاً مواد لوجستية وذخيرة، وأن بلاده ستقدم إلى أوكرانيا 14 دبابة «ليوبارد 2» من مخزونات الجيش لديها.

وأصر شولتز على أن أي تحرك لتزويد أوكرانيا بدبابات «ليوبارد 2» يحتاج إلى تنسيق وثيق مع حلفاء ألمانيا، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن «الهدف هو إنشاء بسرعة كتيبتين من الدبابات مجهزتين بدبابات ليوبارد 2 من أجل أوكرانيا».

كما أكد وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس على وجوب استبعاد الناتو من الصدامات. في حين أيد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الرأي الألماني. وقال إن الناتو لم يكن طرفاً ولا ينوي أن يصبح طرفاً في النزاع.

القرار الألماني الذي طال انتظاره جاء بعد أن أعلن مسؤولون أميركيون عن التوصل إلى اتفاق مبدئي لإرسال دبابات «إم 1 أبرامز» الأميركية لكييف.

وكان البيت الأبيض قد حسم قراره بهذا الشأن، موضحاً أنه بعد اتخاذ هذا القرار لن يتم توفير الدبابات من مخزون وزارة الدفاع، بل سيتم التعاقد بشأنها.

وفي سويسرا، صوتت لجنة في البرلمان لمصلحة مقترح يسمح بطلب تعديل قانون الحياد للسماح بتصدير أسلحة إلى أوكرانيا عبر دول أخرى.

ورفضت جنيف حتى الآن السماح لدول تملك أسلحة سويسرية الصنع بإعادة تصديرها إلى أوكرانيا بما يتماشى مع حيادها العسكري.

كيف ستصل الدبابات؟

مع انتهاء الخلاف الدبلوماسي، سيبدأ الجزء الصعب في قضية الدبابات، ألا وهو نقل المركبات المدرعة الثقيلة والشاحنات القتالية الأخرى إلى ساحة المعركة. وكشف مسؤولون أميركيون أن الأمر ربما يستغرق سنوات حتى تصل دبابات أبرامز إلى أي ساحات قتال أوكرانية.

وتدور مخاوف من استهداف روسيا الطرق أو السكك الحديدية أو أماكن انطلاق المعدات أثناء شحنها إلى الخطوط الأمامية في شرق وجنوب أوكرانيا، ما يتطلب بحسب ما وصف المسؤولون والخبراء قوافل خفية، عادة ما تكون متخفية في الظلام أو متخفية للتهرب من الهجوم.

ويرى خبراء عسكريون أنه إذا نجحت أوكرانيا في جلب أعداد كبيرة من الدبابات المتقدمة، فقد تتمكن من طرد القوات الروسية من نحو %20 من الأراضي الأوكرانية التي لا تزال محتلة.

إلى ذلك، جدد الكرملين تهديد الغرب. وقال إنه في حال زودت أوكرانيا بدبابات ثقيلة، فإن تلك الآليات ستُدمَّر في ساحة المعركة. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: «ستحترق مثل سواها. إنها باهظة الثمن فحسب». في وقت اعتبرت سفارة روسيا في ألمانيا أن قرار تزويد كييف بدبابات ليوبارد «خطير للغاية، وينقل الصراع إلى مستوى جديد».

«إف - 16».. قريباً

وعلى غرار صفقة الدبابات، يبدو أن الولايات المتحدة تخطط لتقديم مقاتلات «إف - 16» لأوكرانيا ضمن سيناريو يشبه سيناريو الدبابات. وأفاد موقع درايف الأميركي بأن هناك مؤشرات على أن هناك تمهيداً لمثل هذا القرار. حتى ان طيارين أوكرانيين زاروا الولايات المتحدة، واختاروا أنواع الطائرات. لكن واشنطن تريد التمهيد للرأي العام لديها، وتنفيذ الأمر بطريقة غير مستفزة لروسيا، مع إتاحة الوقت لتدريب الطيارين الأوكرانيين قبل الإعلان عن القرار بشكل رسمي، حتى لا تبادر موسكو بالرد.

أيضاً، قد ترسل هولندا هذه الطائرات لكييف. وأعلن وزير الخارجية الهولندي ويبكا هوكسترا أن حكومته مستعدة للنظر في تقديمها بعقل متفتح.

و«إف - 16» أكثر طائرات الجيل الرابع إنتاجاً وتصديراً، وواحدة من أكثر المقاتلات النفاثة إنتاجاً في التاريخ.

انسحاب وتقدم

ميدانياً، يواصل الروس التعبئة السرية لقواتهم في شبه جزيرة القرم والتقدم نحو باخموت. وقالت السلطات الموالية لموسكو في دونيتسك إن معارك تدور في أحياء داخل المدينة.

في وقت أكد الجيش الأوكراني انسحابه من مدينة سوليدار. وقال متحدث عسكري إن المنطقة تشهد حرب شوارع، والانسحاب جاء للحفاظ على أرواح العسكريين، بعد شهور من القتال الصعب.