صدمت الصور المسربة من سجن رجائي شهر في مدينة كرج، غربي العاصمة طهران، كثيرا من الإيرانيين والمنظمات الدولية والحقوقية، بعد أن أظهرت هيكلا عظميا لناشط سياسي معروف، أصر على مواصلة الإضراب عن الطعام وسط تجاهل مستمر من السلطات الإيرانية لمطالبه.
وعلقت بعض الصحف اليومية في إيران على الموضوع وإن امتنعت عن نشر أوضح الصور وأكثرها فداحة للناشط فرهاد ميثمي. وكتبت صحيفة "اعتماد" في مانشيت اليوم الأحد: "ناشط بعظام مكشوفة"، وطالب كاتب الصحيفة عماد الدين باقي في مقاله مسؤولي النظام بتدارك وضع ميثمي وإيجاد حل لمشكلته، مؤكدا أن ميثمي ناشط سياسي "نجيب" ولا يستحق ما يناله من عنت وظلم وإهمال.
كما طالبت "توسعه ايراني" السلطات القضائية بتحمل مسؤولياته الأخلاقية والشرعية، مؤكدة أن الإضراب عن الطعام هو وسيلة لإيصال الرسالة بشكل سلمي ومدني ويجب سماع هذه الرسالة فورا والعمل بموجبها.
وفي موضوع داخلي آخر تطرقت صحيفة "جهان صنعت" إلى الوضع السيئ الذي يعيشه منكوبو زلزال مدينة خوي، شمال غربي إيران، وتقصير الجهات الحكومية في القيام بواجباتها، مؤكدة أن الأهالي يخشون من الموت بردا إذا لم تتدراك الحكومة أحوالهم. وأضافت أن المتضررين ليس لديهم أماكن سكن مناسبة ولا يوجد حتى الماء والطعام المناسبين.
ونقلت الصحيفة كلام أحد المواطنين وانتقاده للمسؤولين، حيث قال إن المسؤولين الإيرانيين غير قادرين على إدارة مدينة صغيرة واحدة.
وفي شأن آخر علقت صحيفة "سازندكي" الإصلاحية على عزم بلدية طهران فرض ضرائب سنوية على القبور في العاصمة طهران، حيث من المقرر أن يتم إلزام ذوي المتوفين والمدفونين في مقبرة "بهشت زهراء" بدفع 164 ألف تومان سنويا. وقالت الصحيفة إن مثل هذه القرارات التي لاقت انتقادا واسعا في الوسط الإيراني تكشف مدى الوضع السيئ الذي وصلت له البلاد وكيف أن موارد بلدية طهران باتت شحيحة حسب تعبير الصحيفة مما يدفعها للجوء لمثل هذه السياسات.
أما صحيفة "هم ميهن" فنقلت تعليق الناشط السياسي عباس عبدي الذي قال إن الأنظمة الرأسمالية الجشعة أيضا لا تتعامل مع مواطنيها بهذه الطريقة.
وفي شأن دولي متعلق بإيران لفتت صحيفة "توسعه إيراني" إلى جهود ومساعي فرنسا التي وصفتها بأنها "الحاضرة دائما في الثورات الإيرانية" وقالت إن فرنسا تسعى إلى عزل إيران دوليا وإقليميا، بل أكثر من ذلك إذ إنها تعمل على إلغاء الاقتصاد الإيراني من العالم والمنطقة، مشيرة إلى الاستثمارات الجديدة في كل من العراق ولبنان، وهي محاولة لقطع يد إيران ونفوذها في هذين البلدين حسبما ترى الصحيفة.
"إيران": الهجوم على زعيم الحركة الخضراء بعد دعوته لتغيير الدستور و"إنقاذ إيران"
شنت صحيفة "إيران" الصادرة عن الحكومة هجوما حادا على زعيم الحركة الخضراء والمرشح الرئاسي السابق مير حسين موسوي، بعد دعوته أمس إلى تغيير الدستور من أجل "إنقاذ إيران"، مؤكدا أن شعار "تطبيق الدستور دون تنازل" الذي كان قد رفعه قبل 13 عاما، لم يعد فعالا، ووصف الاحتجاجات الأخيرة بـ"الانتفاضة النظيفة" وأن شعار "المرأة، الحياة، الحرية"، سيكون بذرة لمستقبل مشرق.
وقد هاجمت الصحيفة مير حسين موسوي لأنه لم يشجب العنف والجرائم التي ارتكبها مثيرو الشغب (المتظاهرون) والتي "أودت بحياة عشرات الأفراد من قوات الأمن"، حسب الصحيفة.
وأضافت "إيران" أن مير حسين موسوي يملك سجلا أسود في "التمرد على الجمهورية" خلال انتخابات 2009، والتي اتهم فيها النظام بتزوير الانتخابات لصالح منافسه المقرب من المرشد خامنئي آنذاك، محمود أحمدي نجاد، مما أدى إلى تظاهر الملايين من أنصاره في العاصمة طهران وعدد من المدن الإيرانية الأخرى.
ودعا موسوي في بيان له، أمس السبت، إلى صياغة ميثاق جديد "يصوغه ممثلون منتخبون عن الشعب من أي مجموعة عرقية وبأي توجه سياسي وآيديولوجي، ويصادق عليه الشعب في استفتاء حر".
"اطلاعات": الهجوم على رئيس الجمهورية بعد "التعبير عن ألمه" من ارتفاع الأسعار
انتقدت صحيفة "اطلاعات" تصريحات للرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، التي أدلى بها قبل أيام وعبر فيها عن "ألمه" و"معاناته" بسبب الغلاء الفادح. وقالت الصحيفة تعليقا على كلام رئيسي إن الشعب الإيراني لا يحتاج إلى رئيس جمهورية يشعر بالألم أو يبكي عند رؤيته غلاء الأسعار بل هم في حاجة إلى دولة تبحث عن حلول وتحد من الارتفاع الرهيب في أسعار السلع والبضائع الأساسية في الأسواق".
وأضافت الصحيفة: "الشعب في حاجة إلى حكومة تحافظ على قيمة العملة المحلية، وترفع من القدرة الشرائية للشعب أو على الأقل تمنع من تراجعها المستمر، الشعب يحتاج حكومة تدعم المستثمرين وتشجع الإنتاج وترفع الموانع والعراقيل الداخلية والخارجية أمام نمو الإنتاج"، موضحة أن "التعبير عن الألم والبكاء لا يحتاج إلى تخصص ومهارة وكل شخص يستطيع ممارسته دون أدنى جهد أو تعب".
"جمله": البرلمان الإيراني لا يمثل الشعب
هاجمت صحيفة "جمله" البرلمان الإيراني ونوابه المفترض أنهم ممثلون للشعب. وقالت إن "البرلمان خال من تمثيل الشعب، فبالرغم من أنه يسمى برلمان الشعب إلا أنه لا يوجد فيه ممثلون عن الشعب. وخلال السنوات الثلاث الأخيرة لم يستطع أعضاؤه معالجة مشكلة واحدة تهم الشارع الإيراني وتعنيه بشكل مباشر".
وأضافت الصحيفة: "لكن بدل القيام بالمهام الحقيقية والبحث عن سبل قانونية لتحسين الوضع المعيشي والاقتصادي للشعب، نجد أن النواب يهتمون بقضايا هامشية مثل موضوع الحجاب الإجباري وفرض قيود على العالم الافتراضي واقتراح عقوبات صارمة ضد المتظاهرين والمحتجين".