شهدت السنوات المنقضية حالات فريدة لأشخاص نجوا من الموت

بعد مضي أكثر من أسبوع على الزلزال الذي هز كلا من سوريا وتركيا وأودى حتى الآن بحياة ما لا يقل عن 37 ألف شخص، تتواصل الجهود الرامية للعثور على ناجين تحت أنقاض المباني المهدمة.

وعلى الرغم من تلاشي الآمال تدريجيا في العثور على ناجين، يلوح بين الفينة والأخرى بصيص أمل. فبالأمس، تمكنت فرق الإنقاذ بتركيا من العثور على طفل قضى 182 ساعة تحت الأنقاض بهطاي. وبكهرمان مرعش، أخرجت فرق الإنقاذ طفلة على قيد الحياة من تحت الأنقاض بعد أن ظلت محاصرة لنحو 184 ساعة.

إلى ذلك، شهدت السنوات المنقضية حالات فريدة لأشخاص نجوا من الموت واستخرجوا من تحت أنقاض المباني بعد أيام عن حدوث الكوارث الطبيعية.

ناجيان بعد 10 أيام بالهند عقب زلزال غوجارات

فيوم 26 يناير 2001، اهتزت الهند على وقع زلزال غوجارات الذي بلغت شدته 7.7 درجة على مقياس رختر. وقد أسفر هذا الزلزال عن مقتل أكثر من 20 ألفا وإصابة 167 ألفا آخرين تزامنا مع تدميره لنحو 340 ألف مبنى بمناطق مختلفة من ولاية غوجارات.

وبعد مضي 10 أيام عن وقوع هذا الزلزال، تمكنت فرقة إنقاذ تابعة لقوة أمن الحدود الهندية من استخراج شخصين على قيد الحياة بمدينة بهوج (Bhuj). وقد تمثل هذان الشخصان في رضيع يبلغ من العمر 12 شهرا وامرأة مسنة قارب عمرها 102 عاما.

نجا بعد 13 يوما عقب زلزال إيران عام 2003

يوم 26 كانون الأول/ديسمبر 2003، شهدت محافظة كرمان الإيرانية زلزالا بلغت شدته 6.6 درجة على مقياس رختر وأسفر عن مقتل أكثر من 30 ألف شخص وتدمير مئات الآلاف من المباني خاصة بمدينة بام التي مثلت أكثر المدن تضررا بهذه الكارثة.

وبهذه المدينة المنكوبة، استخرج من تحت أنقاض المباني المهدمة رجل يدعى جليل، يبلغ من العمر 56 عاما، عقب قضائه لنحو 13 يوما تحت الأنقاض. وقد نقل الأخير نحو المستشفى الميداني الأوكراني لتلقي العلاج بسبب حالته الصحية السيئة.

14 يوما بمنجم بأستراليا

يوم 25 نيسان/أبريل 2006، أسفر زلزال بأستراليا عن انهيار أحد مناجم الذهب ببيكنسفيلد (Beaconsfield) ومحاصرة من تواجدوا داخله. وبالأيام الأولى، تمكنت فرق الإنقاذ الأسترالية من إخراج 13 ناجيا من المنجم قبل أن تباشر بمهمة ماراثونية لإنقاذ 3 عمال آخرين ظلوا عالقين بعمق كيلومتر تحت الأرض.

يوم 27 نيسان/أبريل 2006، عثر المنقذون الأستراليون على جثة أحد العمال المفقودين. ووسط مخاوف على مصير العاملين المتبقيين، عجلت السلطات الأسترالية بمهام البحث.

بعد 3 أيام، تمكنت فرق الإنقاذ الأسترالية من تحديد موقع العالمين المفقودين تود روسيل (Todd Russell) وبرانت ويب (Brant Webb). وقد تمكن الرجلان من النجاة بفضل تواجدهما داخل العربة الحديدية لحظة وقوع الزلزال وتقاسمهما لإحدى قطع البسكويت والمياه التي تواجدت بحوزتهما.

بالأيام التالية، مررت فرق الإنقاذ أنبوبا وفرت من خلاله الماء والغذاء، وجهاز آيبود للتسلية، للرجلين في انتظار إخراجهما. وفي الأثناء، ظل هذان العاملان محاصرين 14 يوما قبل أن يتمكنا من الخروج من المنجم.

نجت بعد 15 يوما بزلزال هايتي

يوم 12 يناير 2010، شهدت هايتي، وبعض الدول القريبة منها، زلزالا تجاوزت شدته 7 درجات على مقياس رختر وتسبب في مقتل ما يزيد عن 200 ألف شخص. وبعد مضي 15 يوما عن الكارثة، تمكنت فرق الإنقاذ الفرنسية من إخراج الطفلة دارلين إتيان (Darleene Etienne) البالغة من العمر 16 عاما من تحت الأنقاض.

وعلى حسب مصادر المنقذين الفرنسيين، تمكنت هذه الفتاة من النجاة بفضل تواجد منفذ هواء صغير بالقرب منها. وحال إخراجها، نقلت الأخيرة نحو المستشفى الميداني بسبب معاناتها من جروح بليغة والجفاف.

69 يوما بعد انهيار منجمي بالتشيلي

يوم 5 آب/أغسطس 2010 بالتشيلي، وجد 33 عاملا أنفسهم محاصرين على عمق 600 متر بمنجم نحاس سان جوزيه، بصحراء أتاكاما (Atacama) بشمال التشيلي، عقب انهيار أرضي. وفي البداية، شككت السلطات التشيلية في إمكانية نجاة هؤلاء العمال الذين تراوحت أعمارهم بين 19 و63 سنة.

بعد نحو 17 يوما عن الكارثة، أكدت السلطات التشيلية أن العمال على قيد الحياة على عمق 600 متر. وعلى إثر ذلك، تنقلت وسائل الإعلام العالمية نحو موقع الحادثة لمواكبة تطورات عملية الإنقاذ.

من جهة ثانية، وفرت فرق الإنقاذ الغذاء والماء والأوكسجين للعمال العالقين عقب تمرير أنبوب نحوهم. إلى ذلك، استمرت جهود الإنقاذ لفترة طويلة. وبعد 69 يوما، خرج هؤلاء العمال المحاصرون سالمين من المنجم.