وصل وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين إلى العاصمة الأوكرانية كييف، في "زيارة تضامن"، هي الأولى لوزير إسرائيلي إلى العاصمة الأوكرانية منذ بدء الغزو الروسي قبل عام.

يأتي ذلك فيما تطلب أوكرانيا من إسرائيل إدانة الغزو الروسي علناً، فيما تصعد الولايات المتحدة ضغوطها على الحكومة الإسرائيلية من أجل تقديم مساعدات لأوكرانيا.

ونشر وزير الخارجية الإسرائيلي صورة له عند وصوله إلى كييف في تغريدة على تويتر، وأرفقها برسالة جاء فيها: "وصلت إلى كييف، في زيارة هي الأولى من نوعها لوزير إسرائيلي منذ بداية الحرب".

وكتب كوهين: "جئت لأقول: إسرائيل تقف إلى جانب أوكرانيا وإلى جانب الشعب الأوكراني في هذا الوقت العصيب".

وأضاف أنه سيلتقي بالرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي ووزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، مشيراً إلى أنه سيشرف على إعادة فتح السفارة الإسرائيلية في كييف.

وأوضح كوهين أن سفارة إسرائيل في كييف ستعود للعمل بشكل دائم و"بكامل طاقتها"، بعدما أغلقتها الحكومة السابقة العام الماضي قبل عدة أيام من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.

زيارة بوتشا وبابي يار

وأكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان أن "إسرائيل وقفت في العام الأخير مع الشعب الأوكراني ومع أوكرانيا. اليوم سنرفع علم إسرائيل على السفارة في أوكرانيا لتعود إلى العمل بشكل دائم ومتواصل بهدف تعزيز العلاقات بين الدولتين".

وبحسب بيان للوزارة فإن كوهين سيزور كذلك مدينة بوتشا الواقعة في ضواحي كييف، والتي شهدت انتهاكات ومجزة نسبتها أوكرانيا إلى الجيش الروسي في أبريل الماضي.

كما سيزور أيضاً بابي يار القريبة من كييف، حيث توجد مقبرة تضم رفات 34 ألف يهودي تعرضوا للإبادة خلال يومين، بينما كانت المدينة تحت الاحتلال النازي عام 1941، بحسب الصحيفة.

وأفادت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية بأن كوهين وصل منتصف الليل إلى بولندا، ثم استقل القطار في رحلة نحو كييف.

وأشارت الصحيفة إلى أن زيارة كوهين تأتي كـ"زيارة تضامن" مع أوكرانيا، في وقت تصعد فيه كييف وواشنطن ضغوطهما على إسرائيل لتقديم مساعدات وإدانة الغزو الروسي علناً.

وحاولت إسرائيل منذ الأيام الأولى للغزو موازنة سياستها تجاه روسيا وأكرانيا، رغبة في الحفاظ على علاقاتها مع موسكو التي تسيطر على أجواء سوريا المجاورة، وتغض الطرف عن الغارات الإسرائيلية التي تستهدف مواقع تابعة لإيران هناك.

وأصاب هذا التوازن الحكومة الأوكرانية بالإحباط خلال العام الماضي، بحسب الرئيس الأوكراني زيلينسكي، الذي أكد عدة مرات أنه يتوقع الحصول على مزيد من الدعم من إسرائيل.

قائمة مطالب

والأسبوع الماضي، قال مسؤولون أوكرانيون وإسرائيليون، إنَّ أوكرانيا طلبت من إسرائيل إدانة الغزو الروسي علناً، والموافقة على قرض بقيمة 500 مليون دولار للحكومة الأوكرانية، وذلك ضمن حزمة من المطالب الأخرى، وفقاً لما نقله، الأحد، موقع "أكسيوس" الأميركي.

ونقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين وأوكرانيين أنَّ كييف قدَّمت لإسرائيل في الأيام الأخيرة قائمة بالطلبات التي تريدها أن تدرسها قبل زيارة كوهين.

وبحسب المسؤولين، فإنَّ الأوكرانيين يريدون من كوهين الإدلاء ببيان عام خلال الزيارة يدين الغزو الروسي ويدعم وحدة أراضي أوكرانيا، علماً بأنَّ الحكومة الإسرائيلية السابقة فعلت ذلك، لكن الحكومة الجديدة لم تفعله حتى الآن.

وقال المسؤولون إنَّ أوكرانيا طلبت أيضاً بياناً علنياً من إسرائيل لدعم خطة السلام التي قدَّمها زيلينسكي في نوفمبر الماضي، والتي تتضمن انسحاباً روسياً كاملاً من الأراضي الأوكرانية.

وأشار الموقع إلى أنَّ المطالب الأوكرانية شملت أيضاً الحصول على قرض من إسرائيل بقيمة 500 مليون دولار، لافتاً إلى أنه تم تقديم الطلب نفسه إلى الحكومة الإسرائيلية السابقة لكن وزير المالية آنذاك أفيجدور ليبرمان، رفضه.

وكشف المسؤولون أنَّ أوكرانيا طلبت أيضاً من إسرائيل استقبال مئات المدنيين والجنود الأوكرانيين الذين أصيبوا خلال الحرب لتلقي العلاج الطبي.

وتأتي زيارة كوهين إلى كييف بعد أسابيع من زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى القدس، حيث حض إسرائيل على زيادة دعمها لأوكرانيا.

وقال بلينكن حينها إن أوكرانيا بحاجة إلى المساعدة "لأنها تدافع بشجاعة عن شعبها وعن حقها في الوجود".