العربية.نت
حُكم أمس الجمعة على حارس سابق بالسفارة البريطانية في برلين وصف بأنه "معاد لبريطانيا" و"موال لبوتين"، بالسجن 13 عاماً وشهرين بعد إدانته بالتجسس لصالح موسكو في قضية اعترف بالتهم الموجهة إليه فيها بعدما ضبط متلبساً بالجرم المشهود.
فقد أقر ديفيد بالنتاين سميث (58 عاماً) بنقل مواد حساسة إلى السفارة الروسية في ألمانيا.
كاميرا صغيرة
إلا أن معلومات مثيرة تكشفت عن عمله، لا سيما بعد أن ضبطته كاميرات المراقبة يصور تسجيلات وفيديوهات مراقبة عبر هاتفه.
ففيما شعر زملاؤه في العمل بالتعاطف معه لا سيما بعد أن هجرته زوجته الأوكرانية وعادت لتستقر في الشرق الأوكراني، وتحديداً بمنطقة دونباس في يوليو 2018، راح يوثق ويصور ويراقب تحركاتهم، معرضاً إياهم للخطر، وفق ما نقلت صحيفة "ديلي ميل".
فقد كان يتتبعهم ويجمع مجموعة كبيرة من الوثائق السرية في محاولة لإلحاق الضرر بهم وببريطانيا.
وباستخدام كاميرا صغيرة للتصوير حول مبنى السفارة في برلين، جمع معلومات استخباراتية على وحدة تخزين USB محفوظة تحت اسم "Berlin holiday Pics New"، لإرسالها إلى الروس. وقد كلفت أفعاله هذه دافعي الضرائب ما يقرب من مليون جنيه إسترليني، جراء الإجراءات الأمنية الإضافية التي فرض إحاطة الموظفين المعرضين للخطر بها.
فيما تم إخبار المحكمة بالعواقب "الكارثية المحتملة" على "كل" مسؤول بريطاني في برلين، حيث قدرت تكلفة تحديث الأمن بـ820.000 جنيه إسترليني.
ولمدة 4 سنوات استطاع سميث الاستمرار في جمع المعلومات الحساسة قبل أن تصطاده عملية مشتركة بين المملكة المتحدة وألمانيا.
أما أول اتصال أجراه مع السفارة الروسية فكان في 2020، لتكر السبحة لاحقا، حيث كشف تفاصيل عن طاقم السفارة البريطانية وعرض مزيداً من التواصل.
"إزعاج وإحراج"
وهذا الأسبوع قال سميث أمام المحكمة إنه شعر "بالخجل" عندما رأى أفراد طاقم السفارة الذين خانهم، مضيفاً أن كل ما أراده هو التسبب بـ"إزعاج وإحراج".
لكن خلال القضية عرض الادعاء تسجيلات فيديو التقطها سميث لاحقاً لأقسام حساسة داخل مبنى السفارة. وقالت المدعية العامة أليسون مورغان إن سميث التقط تسجيلات فيديو مفصلة لعدد من المكاتب بينت مواقعها بدقة. وسألته عن الجهة التي طلبت التقاط تسجيلات الفيديو هذه، فأجاب: "لا أحد على الإطلاق"، مشيراً إلى أنه كان ثملاً حينها.
أموال وتذكارات روسية
كما نفى سميث تلقي أي أموال لقاء ما نسب إليه، غير أنه تبيّن أنه امتلك مبلغاً إضافياً من المال عام 2020 وعثر في منزله على نحو 800 يورو نقداً لم يعرف مصدرها، بحسب المحكمة.
كذلك عثر المحققون في شقته على تذكارات روسية وخصوصاً على دمية كلب يضع قبعة روسية. وفي خزانته الخاصة في مقر عمله عثر على رسم كاريكاتيري للرئيس الروسي فلاديمير بوتين حاملاً رأس المستشار الألمانية السابقة أنجيلا ميركل.
"أموال لقاء الخيانة"
ولدى النطق بالحكم في الجلسة التي عقدت في محكمة أولد بيلي كورت وسط لندن، قال القاضي مارك وول متوجهاً إلى المدان: "ديفيد بالنتاين سميث دفعت لك روسيا أموالاً لقاء خيانتك"، مشيراً إلى أن الدافع كان "الإضرار بالمصالح البريطانية"، وفق فرانس برس.
كما اعتبر أنه تصرف "مدفوعاً بكراهيته لبلاده وكان يعتزم من خلال تصرّفه إلحاق الضرر بمصالح بلاده".