تفيد معلومات حصرية تلقتها "إيران إنترناشيونال" أن مقر "إمام حسن مجتبى" وسكرتيره، جمال الدين آبرومند، مساعد قاليباف، يأخذ ملايين الدولارات من الأموال العامة، في المشاريع الإيرانية غير المكتملة التي حددها تحت عنوان "إزالة الحرمان" في أماكن مختلفة.
وكتب مجتبى بور محسن، مراسل "إيران إنترناشيونال"، في تقرير مستشهدا بهذه المعلومات: إن مقر "إمام حسن مجتبى"، في محافظة بلوشستان، على سبيل المثال، يعطي الميزانية العامة للدولة للحرس الثوري الإيراني والمقر التنفيذي لأمر الإمام، بحجة التعامل مع الجفاف.
وبعد وقت قصير من تأكيد علي خامنئي على ضرورة "حملة المساعدات المخلصة" أثناء تفشي فيروس كورونا، أعلن حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري الإيراني، عن تشكيل مقر "إمام حسن مجتبى" لـ "تقديم المساعدة" لثلاثة ملايين ونصف مليون أسرة محتاجة.
يذكر أن المتعاونين مع مقر "إمام حسن مجتبى" في هذا المشروع هم مؤسسة المستضعفين، و"لجنة إغاثة الإمام"، و"المقر التنفيذي لأمر الإمام"، و"أستان قدس رضوي"، والحرس الثوري الإيراني، والباسيج، والحكومة.
وبحسب هذا التقرير فإن جمال الدين آبرومند من خلال تحديد المشاريع في وزارات الطرق والتنمية العمرانية والطاقة، أنفق ملايين الدولارات من الموازنة العامة تحت عنوان إزالة الحرمان على المشاريع التي لم تسفر عن نتائج، ومن بينها مساهمة هذا المقر في وعد حكومة "رئيسي" ببناء أربعة ملايين وحدة سكنية خلال أربع سنوات.
كما قدم هذا المقر ملايين الدولارات للحرس الثوري الإيراني من خلال التدخل في مشاريع البناء في المحافظات.
وفي حين أن أكثر من 50 % من سكان أرياف بلوشستان ليس لديهم شبكة مياه ويتم تزويد 1261 من قراهم بالمياه بواسطة الصهاريج، فإن مقر "إمام حسن مجتبى"، وبالتعاون مع مدير منظمة المياه والصرف الصحي في المحافظة، أعلن عن بدء العديد من مشاريع التزويد بالمياه مثل حفر الآبار، وإيصال المياه إلى 1750 قرية في هذه المحافظة.
إلا أن عدم اكتمال هذه المشاريع وصل لدرجة أن ممثل بلوشستان في المجلس الأعلى للمحافظات وصف إحصائيات إمدادات المياه لقرى هذه المحافظة بأنها غير حقيقية. في غضون ذلك، فإن مقر "إمام حسن مجتبى" ومؤسسات أخرى بقيادة علي خامنئي هي المسؤولة عن هذه المشاريع، ويدير جمال الدين آبرومند ميزانيتها بالكامل.
جمال الدين آبرومند، الذي تم تعيينه مساعدًا خاصًا لقاليباف في "الأمور الخدمية" في سبتمبر 2020، قام سابقًا في عام 2021 بتغيير غير قانوني لأرقام الميزانية العامة للبلاد، بعد إقرارها من قبل البرلمان، لصالح المؤسسات الخاضعة لسيطرة خامنئي.
وكشفت "إيران إنترناشيونال"، في 5 فبراير (شباط)، أن آبرومند كان مسؤولاً عن تخصيص أموال خفية لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في التفاعل بين البرلمان والحكومة. وبحسب ما ذكره قائد بارز في الحرس الثوري الإيراني، فقد خفض آبرومند في هذه العملية الراتب الشهري لـ "فاطميون" و"زينبيون" والحوثيين اليمنيين من 700 دولار إلى 100 أو 200 دولار، لكن قادة فيلق القدس يعلنون رواتب هذه القوات للحكومة من 500 إلى 1000 دولار.
وتظهر المعلومات الحصرية التي تلقتها "إيران إنترناشيونال" أنه بالإضافة إلى التغيير غير القانوني لأرقام الموازنة التي أقرها البرلمان، يساعد جمال الدين آبرومند، إلى جانب قاليباف، فيلق القدس في إخفاء التفاصيل الحقيقية لوجهة الأموال المرسلة إلى القوات العميلة، ومقدار رواتب هؤلاء الأشخاص.
وبحسب المعلومات الواردة، تتلقى قوات حزب الله أعلى رواتب بين القوات العميلة للحرس الثوري الإيراني، حيث تتلقى 1300 دولار شهريًا من إيران. هذا على الرغم من أن الحد الأقصى لراتب قوات الحرس الثوري الإيراني في سوريا يبلغ 250 دولارًا، ويتقاضى الحوثيون اليمنيون 100 دولار شهريًا.
ووفقا للمعلومات الواردة، يخصص آبرمند شخصيا بعض الأموال الواردة من الميزانية الحكومية في عملية التستر على الحساب المالي لفيلق القدس.
وفي الشتاء الماضي، بعد الكشف عن ملف صوتي لقادة الحرس الثوري الإيراني، أصبح من الواضح أن آبرومند، بصفته الرئيس السابق لمؤسسة تعاون الحرس الثوري الإيراني، لعب دورًا رئيسيًا في فساد 13000 مليار في بلدية طهران بالتعاون مع قاليباف.
في هذه القضية، كان من المفترض أن تقوم شركة ياس القابضة التابعة لمؤسسة تعاون الحرس الثوري الإيراني بتحويل أموال البلدية، بشكل غير قانوني، إلى فيلق القدس، بأمر مباشر من خامنئي.
وكان آبرومند، إلى جانب مسعود مهردادي، المساعد الاقتصادي لرئيس مؤسسة تعاون الحرس الثوري الإيراني، ومحمود سيف، مدير إحدى شركات المؤسسة، الحلقة التنفيذية لفساد حسين طائب، الرئيس السابق لاستخبارات الحرس الثوري الإيراني، ومحمد باقر قاليباف، لكن بعد الكشف عن هذا الفساد، ورغم الحكم على مهردادي وسيف بالسجن، إلا أن آبرومند وقاليباف لم يتعرضا لأي مساءلة.