مع استمرار القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان، للأسبوع الثامن على التوالي رغم الجهود الدولية والإقليمية لإرساء وقف دائم لإطلاق النار، تتعاظم المخاوف من الأيام الآتية، التي ستحمل معها ما يعرف محليا بموسم الفيضانات.فككل عام تشهد البلاد في هذه الفترة أمطارا غزيرة تحمل معها فيضانات في الأغلب.خوف من الفيضاناتوقد شهد بالفعل السودان خلال الأيام الماضية أول هطول للأمطار لهذا العام، ما يمثل بداية موسم سيستمر حتى أكتوبر تقريبا ويؤدي إلى حدوث فيضانات وزيادة مخاطر الإصابة بالأمراض المنقولة عن طريق المياه.كما شهدت عدة مناطق ومنها الخرطوم وأم درمان رياحا قوية محملة بالأتربة خلال الساعات الماضية، فضلا عن عواصف رعدية بحسب ما أفاد مراسل العربية/الحدث.فيما يرتفع منسوب القلق من أن يقود هطول الأمطار هذا إلى تعقيد جهود الإغاثة التي تضررت بالفعل بسبب التأخيرات الناجمة عن الإجراءات البيروقراطية والتحديات اللوجستية، في ظل الوضع الأمني المشتعل في البلاد.لاسيما أن آلاف المدنيين في العاصمة أو إقليم دارفور وغيرها من المناطق يعانون شحاً في الكهرباء والمياه، وحتى الخبز أحياناً، وسط تعطل أغلب المستشفيات والمرافق الصحية.تحذير من الأسوأومنذ اندلاع الحرب في الخامس عشر من نيسان/أبريل، بين القوتين العسكريتين الكبيرتين في البلاد تطالب المنظمات الإنسانية بتوفير ظروف أمنية تتيح لها الوصول إلى الخرطوم ودارفور من أجل تزويد المخازن التي نهبت أو دمرت بسبب القتال.لكنها لم تتمكن حتى الآن إلا من إيصال كميات صغيرة جدا من الأدوية والأغذية إذ إن العاملين فيها لا يستطيعون التحرك بسبب المعارك المتقطعة، في حين أن شحنات المساعدات التي وصلت جوا لا تزال عالقة لدى الجمارك.وباتت بعض مناطق دارفور معزولة تماما عن العالم من دون كهرباء أو إنترنت أو هاتف، فيما يحذر نشطاء سودانيون من الأسوأ.يشار إلى أن السودان كان حتى قبل الحرب، من أحد أفقر بلدان العالم إذ كان مواطن من كل ثلاثة يعاني من الجوع، وكانت الكهرباء تنقطع لفترات طويلة يوميا والنظام الصحي على وشك الانهيار.أما اليوم، فبات 25 مليونا من أصل 45 مليون سوداني بحاجة إلى مساعدات إنسانية للاستمرار، وفق الأمم المتحدة.