الحرة

في مثل هذا اليوم من عام 2021، نشرت القيادة المركزية الأميركية صورة للواء في الجيش يدعى كريس دوناهيو، باعتباره آخر عنصر من القوات الأميركية يغادر أفغانستان، وقالت حينها إنه بمغادرته "تم استكمال المهمة".

أشارت القيادة حينها إلى أن المهمة المقصودة تتمثل في "إجلاء المواطنين الأميركيين، والأفغان من حاملي تأشيرة الهجرة الخاصة، بالإضافة الى الأفغان المعرضين للخطر".

لكن لا تزال بعض الأسر الأفغانية تعاني من أجل الحصول على اللجوء في الولايات المتحدة، بعدما فروا من جحيم طالبان.

وسلّطت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية الضوء على أسرة أفغانية تعرّض أفراد منها للقتل على يد طالبان، فيما هرب بعضهم بحياته مع سيطرة الحركة المتشددة على مقاليد الأمور في أفغانستان.

وذكرت الصحيفة أن "عائلة نوري.. تعرض أفراد منها لاستهداف من طالبان، إذ قتل انتحاري الشرطي شاه جهان نوري عام 2011، ثم حاولوا قتل شقيقه محب الله نوري، وابنه فريد نوري، بعد عدة أعوام، لكنهم فشلوا".

وأوضحت الصحيفة أن "محب الله عمل مديرا للسياسات في مجلس الأمن القومي الأفغاني، فيما عمل فريد مع وزير الصناعة والتجارة في البلاد، قبل سيطرة طالبان".



ومع احتدام المعارك، اختبأت الأسرة في عدد من المنازل في كابل انتظارًا لفرصة الخروج، وفي 25 أغسطس 2021، تمكّن 10 أفراد من الهروب إلى قطر، ومنها إلى الولايات المتحدة، حيث وصلوا إلى واشنطن في 29 من نفس الشهر".

وكان من المقرر أن تلحق زوجة محب الله وأطفالهم الأربعة به في اليوم التالي لخروجه من كابل، وكذلك والدة فريد و5 من إخوته، لكن التفجير الانتحاري في مطار كابل الذي أسفر عن مقتل 170 أفغانيا و13 جنديًا أميركيًا، حال دون هروب أي فرد آخر.

وقال محب الله للصحيفة: "لم يتخذ أحد قرار الهجرة، بل حدث الأمر في يوم وليلة. لم نفكر أبدًا في أنه غدا سيفترق شخص عن أسرته".

وحصل أفراد الأسرة الذين وصلوا إلى الولايات المتحدة على إقامة إنسانية لمدة عامين، تسمح لهم بالعمل في البلاد. وفي مايو أعلنت إدارة الرئيس جو بايدن، أنها ستعمل على مد هذه الفترة لعامين آخرين.

لكن هذا الوضع ليس مستقر، وقدّم بالفعل محب الله وفريد طلبات لجوء قبل عامين، لكن لم يتم البت فيها حتى الآن.

يذكر أنه بعد سيطرتها على السلطة، في أغسطس 2021، منعت حكومة طالبان النساء والفتيات من ارتياد المدارس الثانوية والجامعات، والحدائق العامة، ومدن الملاهي، والصالات الرياضية، وأمرتهن بارتداء الحجاب في الأماكن العامة.

ومنعت النساء من العمل لدى الأمم المتحدة أو المنظمات غير الحكومية، وطُردت الآلاف منهن من وظائف حكومية.

وكشف تقرير لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، عن تصاعد انتهاكات حقوق الإنسان ضد النساء والفتيات بشكل مطرد، على مدار الـ12 شهرا الماضية.

وبعد عودة حركة طالبان إلى السلطة، أصبحت أفغانستان معزولة فعليا عن بقية العالم، وتسببت القيود الإضافية التي فرضتها على حقوق الإنسان في البلاد، في تعميق هذه العزلة، إذ جفت منابع التمويل الدولي المقدم للبلاد، وفق موقع الأمم المتحدة.