RT
خرجت الجماعات المسيحية في المكسيك إلى الشوارع احتجاجا على الأيديولوجية الجنسانية، حيث قام الآباء بحرق كتب مدرسية جديدة مجانية يعتقدون أنها مصابة "بفيروس الشيوعية".
وشهدت مدن مكسيكية نهاية الأسبوع الماضي، خروج الآلاف من المسيحيين إلى الشوارع، احتجاجا على إدارة التعليم التابعة لهم، حيث أعربوا عن غضبهم من محتوى الكتب المدرسية التي وزعتها وزارة التعليم، والتي يعتقدون أنها مليئة بالتلقين "الماركسي الشيوعي" وتروج "للمثلية الجنسية والسحاق".
وشارك في الاحتجاجات ما لا يقل عن 12000 شخص من مدينة أغواسكاليينتس، وهي إحدى الولايات الـ 32 التي تشكل الكيانات الفيدرالية في المكسيك.
كما أحرق الآباء الكتب المدرسية في تشياباس، وهي ولاية جنوب المكسيك على الحدود مع غواتيمالا، يقطنها العديد من المسيحيين الإنجيليين.
ووفقا لصحيفة "مكسيكو نيوز ديلي" "قام الآباء في المدرسة الابتدائية بتشياباس بتجميع صناديق الكتب المدرسية الجديدة، وغمروها بالوقود وأشعلوا فيها النار"، مؤكدين أنه "لديهم الحق في التظاهر، وأنهم أحرار".
وتم جمع أكثر من 112000 توقيع في عريضة تطالب بوقف توزيع الكتاب المدرسي "بسبب إدراج محتوى جنسي وأيديولوجي جنساني دون استشارة أولياء الأمور".
من جهته، علق الرئيس المكسيكي لوبيز أوبرادور على الواقعة، مدعيا أنه "يتم تضليل الآباء والتلاعب بهم"، من خلال أجندة مسيسة لأنهم يعتقدون أن "فيروس الشيوعية" موجود في الكتب المدرسية الجديدة المجانية.
واعترف الرئيس المكسيكي بإمكانية تحسين الكتب المدرسية، لكنه أصر على أن الغضب كان بسبب "التسييس". وردا على الاتهامات بأن الكتب مليئة بتلقين أيديولوجية النوع الاجتماعي، نفى المزاعم قائلا: "لقد تم إعدادها على يد معلمين وخبراء".
ويشير المعارضون إلى كثير من الأخطاء في هذه الكتب، من بينها ورود تاريخ ميلاد خاطىء لأول رئيس من السكان الأصليين في المكسيك بينيتو خواريز، كما يشيرون أيضا إلى وجود تحيز في المضمون، مثل التأكيد أن "الأمل كان روح الحملة" التي أوصلت لوبيز أوبرادور إلى السلطة في عام 2018، والادعاء بأنه كان ضحية عملية تزوير في انتخابات 2006.
ورغم صدور قرارين قضائيين بشأن هذه الكتب، إلا أن المحكمة العليا لم تبت بعد في الأمر.