البيت الأبيض: على نتنياهو مسؤولية السيطرة على المستوطنين الذين يهاجمون العرب في الضفة الغربية وننتظر أن تكون هناك محاسبة
قال مستشار الأمن القومي الأميركي، جاك سوليفان، الأحد، إن هناك الآلاف من الفلسطينيين قتلوا خلال العمليات في غزة، مؤكدا تأييد حماية المدنيين.
وأضاف سوليفان في تصريح لشبكة سي إن إن، أن الإدارة الأميركية تحدثت إلى الإسرائيليين عن حماية المدنيين، لافتا إلى أن "حماس أخذت رهائن ووضعت المدافع بين المدنيين لكن هذا ليس عذرا ويجب حماية المدنيين".
وأردف مستشار الأمن القومي الأميركي "نعتقد أن على الإسرائيليين اتخاذ كل الخطوات لحماية المدنيين، وبايدن سيتحدث إلى نتنياهو خلال الساعات المقبلة".
وذكر السؤول الأميركي أن المحادثات حول المفاوضات قائمة واصفا إياها بالصعبة، معتبرا أن حماس ليست واضحة في موضوع إطلاق سراح الرهائن.
إلى ذلك قال سوليفان إن مصر وإسرائيل مستعدتان للسماح بخروج الأميركيين والأجانب من غزة لكن حماس تضع شروطا.
وصرح سوليفان مسترسلا "على نتنياهو مسؤولية السيطرة على المستوطنين الذين يهاجمون العرب في الضفة الغربية، وننتظر أن تكون هناك محاسبة".
مستوطنون يستغلون حرب غزة لطرد الفلسطينيين من الضفة الغربية
يذكر أنه في 12 أكتوبر الجاري، غادر مئتان من البدو في خربة وادي السيق شرق مدينة رام الله أراضيهم ولجأوا إلى قرية الطيبة القريبة بعد أن أمهلهم الجيش الإسرائيلي ساعة واحدة لتركها.
وترك الرعاة البدو منازلهم وغادروها سيرا على الأقدام مع الماشية بعد أن وصل عشرات المستوطنين يرافقهم شرطيون وجنود إسرائيليون إلى القرية.
ويقول ممثلون عن الخربة إن الجيش لم يستجب لعدة طلبات قدمت لتأجيل الإخلاء.
ويؤكد أبو بشار الذي لجأ مع عشرات العائلات إلى الطيبة وسط الضفة الغربية "ندفع ثمن ما يحدث في بلدهم" في إشارة إلى الحرب الدائرة منذ السابع من أكتوبر بين إسرائيل وحركة حماس.
وشنّت حركة حماس هجوما بريا وجويا وبحريا مباغتا على البلدات الإسرائيلية على الحدود مع قطاع غزة أسفر عن مقتل 1400 شخص معظمهم مدنيون سقطوا في اليوم الأول من الهجوم، حسب السلطات التي أفادت أن مقاتلي حماس احتجزوا أيضا حوالي 230 شخصا رهائن.
وردت إسرائيل بقصف مكثف على غزة. وقتل منذ ذلك الحين أكثر من ثمانية آلاف شخص في القطاع نصفهم من الأطفال، وفق آخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة في حكومة حماس السبت.
وتشهد الضفة الغربية أيضا تصاعدا في وتيرة العنف، إذ قتل في مواجهات بين شبان فلسطينيين والجيش الإسرائيلي ومستوطنين أكثر من مئة شخص منذ بداية الحرب.
ويعيش في الضفة الغربية أكثر من 490 ألف مستوطن في مستوطنات تعتبر غير شرعية بموجب القانون الدولي.
وتسجل يوميا ثماني حوادث عنف ضد الفلسطينيين من بينها الترهيب والسرقة والاعتداء وفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
"نعيش نكبة ثانية"
أما علياء مليحات التي تسكن قرية المعرجات البدوية بين رام الله وأريحا فتؤكد "لم نعد ننام، هذا كابوس".
وتخشى مليحات على سكان قريتها من التهجير. وتقول "منذ بداية الحرب أصبحنا نرى المستوطنين يحملون المزيد من الأسلحة (...) الأمر صعب جدا".
وتضيف "نسأل أنفسنا ماذا سيحدث (...) نعيش نكبة ثانية بسبب المستوطنين والجيش" في إشارة إلى النكبة الفلسطينية في 1948.
وتتحدر مليحات من صحراء النقب التي هجروا منها أو تركوها في 1948 إلى الضفة الغربية.
وفي الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967، نزح منذ بدء الحرب الحالية 7607 أشخاص أكثر من نصفهم من الأطفال وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
كما اضطر نحو 1100 شخص إلى مغادرة أراضيهم خلال العام ونصف العام الماضيين.
"دمروا كل شيء"
بالنسبة لأبو بشار الذي لا يريد سوى العودة إلى بيته "ليس لدي مكان آخر أذهب إليه (...) كل أغراضنا هناك، المونة التي نشتريها بكميات كبيرة والجرارات والألواح الشمسية".
بعد أسبوع على طردهم، سمح الجيش للسكان بالعودة لجمع أمتعتهم، لكن عند وصولهم وجدوا كل شيء مدمرا.
ويقول أبو بشار "دمروا كل شيء (...) أكياس علف الحيوانات مرمية على الأرض".
ورصدت وكالة فرانس برس منازل منهوبة وخزائن ملابس فارغة وأسرة أطفال محطمة وستائر ممزقة وأوراق وأحذية وألعاب متناثرة على الأرض. وأشار طاقم فرانس برس إلى وجود سيارات مدنية في الخربة وحولها وقد رفع العلم الإسرائيلي على عدد منها.
ويؤكد أبو بشار أن كل ما يريده هو أن يتركوه يعيش بسلام، إذ إنه لم يعد يحتمل.
ويضيف "هناك خطة طويلة الأمد لطردنا والاستيلاء على أرضنا. انتهزوا هذه الفرصة للقيام بذلك بينما كان الجميع يراقب ما يحدث في غزة".
"الجيش لا يتدخل"
يوضح الناشط الإسرائيلي في مجال حقوق الإنسان غاي هيرشفيلد لفرانس برس أن المستوطنين يكثفون جهودهم لطرد الفلسطينيين من أراضيهم منذ بداية الحرب.
ويضيف "يستغل المستوطنون الحرب لإنهاء تطهير المنطقة (ج) من غير اليهود" في إشارة إلى الأراضي المصنفة (ج) أو (سي) وفق اتفاقية أوسلو الموقعة في 1993 بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، إذ تشكل تلك الأراضي 61% من أراضي الضفة الغربية.
ويشير هيرشفيلد إلى إفراغ ما مساحته 150 كيلومترا مربعا في الضفة الغربية من السكان بالفعل. ويضيف "هنا قاموا بتطهير 150 ألف دونم من غير اليهود" معتبرا ذلك "تطهيرا عرقيا لهذه المنطقة".
ويحظى المستوطنون بدعم قوي من الائتلاف الحكومي اليميني المتشدد الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في حين لا يتمتعون بدعم شعبي مماثل.
تقول رئيسة تحالف حماية الضفة الغربية أليغرا باتشيكو إن الجيش الإسرائيلي الذي ينتشر بأعداد كبيرة في الضفة الغربية "لا يتدخل دائما في عنف المستوطنين".
وتضيف رئيسة التحالف وهو مجموعة من المنظمات غير الحكومية تنسق المساعدات الإنسانية إن "وجودهم (المستوطنون) عادة ما يؤدي إلى تصاعد العنف".