إرم نيوز ذكرت مصادر إسرائيلية، أن "نشاطات غير عادية" تشهدها الأراضي السورية، تؤشر على أن ثمة احتمالًا كبيرًا أن تكون لدى إيران نية لفتح جبهة عسكرية واسعة النطاق ضد إسرائيل من ناحية هضبة الجولان.ووفق تقرير نشرته صحيفة "دافار" الإسرائيلية ليلة الخميس، فإن النشاطات الإيرانية التي تشهدها سوريا، والتي بدأت منذ يوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، في تزايد.وأشارت إلى أن "كمًّا كبيرًا من المعلومات التي جُمِعت من الساحة السورية تؤشر على عملية عسكرية واسعة النطاق ضد إسرائيل، ستنطلق من الجولان، وستنفذها ميليشيات موالية لطهران بقيادة الحرس الثوري".ومن بين المؤشرات التي حددتها الصحيفة، مستعينة بمعلومات وردت في دراسة لمعهد بحوث الإعلام بالشرق الأوسط (ميمري)، عمليات تعزيز للقوات (الميليشيات الموالية لإيران) في المناطق الحدودية مع إسرائيل من ناحية الجولان، ولا سيما في القنيطرة ودرعا، أضف إلى ذلك أن "الجيش السوري النظامي رفع حالة التأهب".وتابعت أن زيارات سرية أجراها قادة ميليشيات شيعية بشكل دوري إلى تلك الساحة، تنضم إلى التهديدات التي أطلقتها تلك الميليشيات بمهاجمة إسرائيل من الجولان، مضيفة أن قائد فيلق القدس (ذراع المهمات الخارجية للحرس الثوري الإيراني) زار سوريا مرات عديدة.غرفة عمليات مشتركةولفتت إلى أن مسؤولين ينتمون لميليشيات شيعية عراقية زاروا بدورهم الحدود السورية-الإسرائيلية، وأن غرفة عمليات تشكلت بشكل مشترك بين مسؤولين من إيران وحزب الله والميليشيات الموالية لطهران وفصائل فلسطينية.وتعمل غرفة العمليات تلك، وفق الصحيفة على جمع المعلومات الاستخبارية استعدادًا للهجوم، وسيكون دورها تنسيق العمليات ضد إسرائيل وأهداف أمريكية بالمنطقة، وأن الفترة الحالية تشهد جمع معلومات استخباراتية عن أهداف في داخل الجانب الإسرائيلي.الصحيفة ذكرت أن "مستوى انخراط الحكومة السورية في تلك التطورات غير واضح، وهناك غموض بشأن ما إذا كان ثمة اتفاق بينه وبين طهران بشأن فتح جبهة من الأراضي السورية"، لكنها أشارت إلى أن الرئيس بشار الأسد "لا يريد دخول تلك الحرب بسبب الوضع المتردي الذي يواجهه جرّاء الحرب الأهلية الدائرة منذ 13 عامًا".ومع ذلك، حذَّرت من أن الرئيس السوري "ربما يُذعِن لإملاءات حليفته إيران والتي أسهمت كثيرًا في مسألة بقائه في السلطة".ميليشيات عراقية وأفغانيةوبحسب الصحيفة الإسرائيلية، ثمة تقارير عديدة عن نشر قوات موالية لإيران في المناطق الحدودية ونقل مئات العناصر المقاتلة الموالية لإيران من منطقة دير الزور وحمص وحلب لتعزيز القوات المتمركزة في جنوب سوريا، وبالتحديد في المناطق الواقعة بين القنيطرة ودرعا.وبيّنت أن "آلاف العناصر المقاتلة وصلوا من العراق إلى حدود إسرائيل وحتى الآن يجري التحقق من وجهة هذه القوات وإذا ما كانت وصلت إلى حدود إسرائيل مع جنوب لبنان أم حدودها مع سوريا".الصحيفة أشارت، إلى أن "قسمًا من القوات المشار إليها، هي قوات النخبة التابعة لحزب الله (قوة رضوان)، وكذلك ميليشيات شيعية عراقية وأفغانية، وهي مزودة بمُسيّرات وأسلحة متطورة".وادعت أن تلك القوات تقوم بتلك التحركات بمصادقة روسية.وحددت طبيعة انتشار القوات وفق المناطق، وعلى سبيل المثال في شمال درعا، وصلت تعزيزات إلى منطقة قرية السهلية (قوة رضوان) وتل الزعتر (لواء الإمام الحسين) والشيخ مسكين وبلدة القاع (حزب الله).وأضافت: "المسلحون في تلك المناطق يمتلكون طائرات مسيرة طراز (أبابيل)، وصواريخ مضادة للدبابات ورشاشات ثقيلة، وبدأوا في تحسين التحصينات، كما تم بناء مهبط للطائرات المُسيرة بالقرب من الشيخ مسكين".وفي القنيطرة، استندت الصحيفة إلى معلومات استخبارية، حول نقل المئات من المسلحين إلى هذه المنطقة، وهناك تجمعات للميليشيات في منطقتي تل الشعار وتل الكروم.مكاتب تجنيدوذهبت الصحيفة، إلى أنه بالإضافة إلى تلك القوات المخضرمة نسبيًّا "تجند الميليشيات الموالية لإيران المتمركزة في سوريا عناصر جديدة من بين السكان المحليين، وبخاصة الشيعة، وتقوم بجمع التبرعات والمتطوعين استعدادًا للحرب على الحدود السورية الإسرائيلية".ودلَّلت على الاستعدادات أيضًا بأن الميليشيات "افتتحت مكاتب تجنيد في منطقة دير الزور لتجنيد ألف عنصر جديد، والذين سيخضعون لتدريب عسكري لمدة شهر تقريبًا".ورصدت أيضًا مؤشرات أخرى منها أن الجيش السوري النظامي رفع حالة التأهب وأوقف إجازات الضباط وضباط الصف ولا سيما من يخدمون في المطارات وأجهزة الاستخبارات.