منذ السابع من أكتوبر الفائت، لم تتوقف إسرائيل عن البحث عن سبب ما اتهمها به البعض بأنه "فشل استخباراتي" بتوقع هجوم حماس أو حتى آلية الرد، وقد تجلى ذلك بإعلاناتها الرسمية وتهديد المعنيين بالمساءلة والتحقيق لو ثبت أن أحداث 7 أكتوبر كانت نتيجة فشل معين.
"ضابط كان السبب"
وفي جديد هذا الملف، كشفت رسائل بريد إلكتروني أن الضابط الذي قام بمراجعة المعلومات الاستخبارية التي ألمحت إلى خطر وقوع هجوم كبير اعتبر هذا الكلام "سيناريو وهميا".
فقد تلقى مسؤولون عسكريون وآخرون في المخابرات الإسرائيلية تحذيراً مفصلاً للغاية بأن حماس كانت تتدرب بشكل نشط للسيطرة على "الكيبوتسات" على حدود غزة واجتياح المواقع العسكرية بهدف إيقاع عدد كبير من القتلى، وفق ما نقلت صحيفة "الغارديان".
واستند الادعاء إلى رسائل بريد إلكتروني مسربة من وحدة الاستخبارات الإلكترونية 8200 التابعة للجيش الإسرائيلي والتي تناقش التحذيرات.
وكشفت الرسائل أن ضابطا كبيرا قام بمراجعة المعلومات الاستخبارية اعتبر خطر وقوع هجوم مفاجئ واسع النطاق من قبل حماس عبر حدود غزة بمثابة "سيناريو وهمي".
كما وصف هذا التسريب بـ"المحرج للغاية"، لاسيما أنه حمل تفاصيل صادمة بما في ذلك أن المراقبين الإسرائيليين كانوا على علم بحضور كبار مسؤولي حماس كمراقبين أثناء الاستعدادات للتدريب.
ووفقا لرسائل البريد الإلكتروني المسربة، ذهبت حماس إلى حد إعطاء اسم للكيبوتس المستخدَم في التدريب، بل وتدربت على رفع العلم فوق تلك المناطق.
كذلك كشفت أن مصدر التحذير كان ضابط صف في الاستخبارات العسكرية يحظى باحترام كبير، وتم تحديده في تقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية باسم "V"، وقد حذر سلسلة من القيادات خلال الصيف من أن حماس تخطط لتوغل واسع النطاق.
كما بين المزيد من رسائل البريد الإلكتروني التي تم تسريبها إلى القناة 12 الإسرائيلية، أن التحذير الأولي تم دعمه بعد بضعة أيام بأدلة على أن وحدات أخرى من حماس شاركت في تدريب مماثل استهدف أهدافا مختلفة على ما يبدو.
ويبدو أن بعض المسؤولين قد اهتموا فعلا بالمعلومات الاستخبارية، إلا أن ضابط استخبارات كبيرا قام بمراجعة المواد في يوليو/تموز كان أكثر تشككاً واقترح أنه من الضروري التمييز بين ما كانت تفعله حماس من أجل "الاستعراض" وما كان "واقعياً".
وعلى الرغم من التحذيرات، حتى عشية 7 أكتوبر/تشرين الأول، عندما ناقش كبار الضباط احتمال وقوع هجوم وشيك لحماس، وصف كبار الضباط في جيش الدفاع الإسرائيلي الأدلة بأنها "ضعيفة".
الجيش يتعهد بالمحاسبة
يشار إلى أن إسرائيل كانت صبّت مؤخراً اهتماما كبيراً في التدقيق بشأن الفشل الاستخباراتي قبل هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وركز التحقيق على المعلومات التي كانت متاحة لشخصيات سياسية وعسكرية رفيعة المستوى، بما في ذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأشارت التسريبات والإحاطات الجديدة إلى إخفاقات خطيرة داخل إسرائيل، خصوصا في نظام الإبلاغ والتوزيع الاستخباري لقوات الدفاع أيضا.
بناء على ذلك، أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي، أمس الثلاثاء، أن الجيش سيتعرض للمساءلة والتحقيق لو ثبت أن أحداث 7 أكتوبر كانت نتيجة فشله. وقال في مؤتمر صحافي مسجل، إن فشل جيش الدفاع الإسرائيلي، بما في ذلك شعبة الاستخبارات، في أحداث 7 أكتوبر، سيترتب عليه تحقيقات حاسمة وعميقة، بعد انتهاء القتال.
وكانت إسرائيل قد شنت حملة عسكرية غير مسبوقة على قطاع غزة قتلت فيها أكثر من 15000 فلسطيني معظمهم نساء وأطفال، رداً على هجوم حركة حماس المباغت في السابع من أكتوبر، والذي قتل 1200 في إسرائيل، كما احتجزت الحركة 240 شخصاً.