قناة الحرة
أثار إعلان الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، عن مشاركة مجموعة القتال التابعة لـ"لواء كفير" في العمليات البرية بعمق قطاع غزة، التساؤلات عن ماهية هذا اللواء، وقدراته القتالية، بينما يكشف مختصون لموقع "الحرة" السبب وراء توقيت الدفع بجنود هذا اللواء بالمعارك.

ويخوض مقاتلو "لواء كفير" المعارك وجها لوجه في مواجهة عناصر حركة حماس المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى، ويعملون على العثور على الأنفاق التابعة للحركة حيث عثروا على أكثر من 30 فتحة نفق ودمروها، وفق ما نشره الموقع الرسمي للجيش الإسرائيلي.



ووجه المقاتلون بلواء كفير عشرات الغارات الجوية وحوالي 100 غارة بالمدفعيات ودمروا العديد من الأهداف التابعة لحماس، حسبما ذكر موقع "الجيش الإسرائيلي".

ما هو لواء كفير؟

في عام 2005، تم تأسيس لواء كفير الذي يعرفا أيضا باسم اللواء (900)، بحسب "الموقع الرسمي للجيش الإسرائيلي".

ويعد "كفير" أكبر وأحدث لواء مشاة في الجيش الإسرائيلي، ويرتدي جنوده قبعات مموهة وأحذية حمراء، ويتم وصفه بـ"مشاة النخبة".

ويتكون لواء كفير من عدة كتائب، وهي كتيبة نحشون (90)، كتيبة شمشون (92)، كتيبة حاروف (93)، كتيبة دوشيفات (94)، كتيبة نتساح يهودا (97).

ويتكون الفريق القتالي للواء في غزة من "وحدة استطلاع حاروف وكتيبة دوشيفات 94، إلى جانب قوات الدبابات الاحتياطية من لواء كرياتي، والمهندسين القتاليين، وقوات المدفعية"، وفق موقع "تايمز أوف إسرائيل".

تدريبات لواء كفير؟

يتدرب لواء كفير على حروب" المدن والعصابات"، ويتخصص في المناطق المعقدة، وفق موقع "الجيش الإسرائيلي".

ويعد لواء كفير عنصرا رئيسيا في الحفاظ على أمن إسرائيل، لأنه متخصص في "مكافحة الإرهاب والقتال داخل المناطق الحضرية المزدحمة"، حسب موقع "المكتبة اليهودية الافتراضية".

ويشير الموقع إلى أن جنود لواء كفير "قادرون على العمل تحت أي ظروف جوية أو ميدانية، ليلا أو نهارا، ويجمعون بين الحركة السريعة والقوة النارية".

ويتم تدريب كتائب كفير على القتال بمفردها، على الرغم من إمكانية ضمها إلى قوات وخدمات أخرى في قتال متكامل.

وخلال أربعة أشهر ونصف من التدريب الأساسي، يتعلم الجنود أساسيات الانضباط العسكري واللياقة البدنية بينما يتقنون استخدام الأسلحة المختلفة مثل بنادق "M-16 وM-4 وتافور الهجومية".

وبعد التدريب الأساسي، يخضع الجنود لثلاثة أشهر من التدريب المتقدم الذي يركز على القتال في المناطق الحضرية والقتال كمجموعة متكاملة.

ويتم أيضا إخضاع جنود كفير لدورات "اللغة العربية" التي تمكنهم من التحدث بشكل أفضل مع الفلسطينيين لأن جزءا كبيرا من أنشطتهم العملياتية سيتضمن الاتصال المباشر مع السكان المحليين، حسبما يوضح موقع "المكتبة اليهودية الافتراضية".



ذكرت هيئة البث الإسرائيلية "مكان"، الثلاثاء، أن مجموعة القتال التابعة لـ"لواء كفير" تشارك في العمليات البرية بعمق قطاع غزة، وذلك لأول مرة منذ تأسيس المجموعة عام 2005.

ويمكن نقل كتائب لواء كفير بطائرات الهليكوبتر، ويمكنها القتال على مركبات مدرعة أو دبابات أو ناقلات جنود مدرعة ويمكن أن تعمل ضد المدرعات وطائرات الهليكوبتر الهجومية ومشاة العدو.

في نوفمبر، سيطرت إسرائيل بشكل كبير على النصف الشمالي من قطاع غزة، ومنذ انهيار هدنة استمرت أسبوعا، توغلت القوات الإسرائيلية بسرعة في النصف الجنوبي.

فر ما يصل إلى 80 بالمئة من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من منازلهم خلال الحرب المستمرة منذ ثمانية أسابيع والتي حولت مساحات شاسعة من القطاع إلى أرض مقفرة، وفق وكالة "رويترز".

ومع توسع العمليات في جميع أنحاء غزة، قام الجيش الإسرائيلي بنشر "لواء كفير"، لكونه أكبر وحدة مشاة تابعة له متخصصة في حرب المدن وحرب العصابات، حسبما ذكرت "تايمز أوف إسرائيل".

وتواصل موقع "الحرة" مع المتحدثين بالجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، والضابطة إيلا، لتوضيح السبب وراء الدفع بلواء كفير بمعارك غزة والأهداف العسكرية، لكن لم نحصل على تعليق حتى تاريخ نشر هذه المادة.

ويرى المحلل السياسي الإسرائيلي، إيلي نيسان، أن هناك هدفان للدفع بمقاتلي لواء كفير في معارك غزة بهذا التوقيت.

والهدف الأول هو "إحكام السيطرة على جباليا وحي الشجاعية" في شمال قطاع غزة، بينما يتعلق الهدف الثاني بـ"الدخول البري لخان يونس ورفح" لاحتلالهما والعثور على قيادات حماس، وعلى رأسها يحيي السنوار، ومحمد ضيف، وفق حديث نيسان لموقع "الحرة".

ويعتبر السنوار الشخصية الأبرز التي حملتها إسرائيل مسؤولية هجوم السابع من أكتوبر، ووصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بأنه "رجل ميت يمشي"، قاصدا الهدف المتعلق بقتله، بينما يتم وصف، محمد الضيف بـ"العقل المدبر للهجوم".

ومحمد الضيف، هو القائد العام لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس والمدرج على القائمة الأميركية لـ"الإرهابيين الدوليين" المطلوبين، منذ عام 2015.

ويتحدث نيسان عن "اعتقاد إسرائيلي بأن العديد من المختطفين بحوزة السنوار ويشكلون دروعا بشرية له".

وتسعى إسرائيل للسيطرة على "خان يونس ورفح" بهدف "كسر القوة العسكرية لحماس، القضاء على كافة الأنفاق بالمدينتين، في ظل وجود اعتقاد باختباء السنوار بأنفاق

هناك"، وفق المحلل السياسي الإسرائيلي.

ويشير إلى أن إسرائيل دفعت بلواء كفير بهدف القبض على السنوار وضيف "حيان أو ميتان".

ومن جانبه يؤكد المحلل السياسي الفلسطيني، أيمن الرقب، أن الجيش الإسرائيلي يدفع بكافة قدراته في مواجهة عناصر حماس الذين يقدر عددهم بأكثر من 40 ألف مقاتل.

وفي حديثه لموقع "الحرة" يربط الرقب الدفع بلواء كفير في غزة، بما تناولته تقارير حول إقامة إسرائيل نظاما كبيرا من المضخات قد يستخدم لغمر الأنفاق التي تستخدمها حماس أسفل القطاع في محاولة لإخراج مقاتليها.

والإثنين، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أميركيين قولهم إن إسرائيل أقامت نظاما كبيرا من المضخات قد يستخدم لغمر الأنفاق التي تستخدمها حركة حماس أسفل قطاع غزة في محاولة لإخراج مقاتليها.

وذكرت "وول ستريت جورنال"، أنه في منتصف نوفمبر تقريبا، أكمل الجيش الإسرائيلي وضع ما لا يقل عن خمس مضخات على بعد ميل تقريبا إلى الشمال من مخيم الشاطئ للاجئين، يمكنها نقل آلاف الأمتار المكعبة من المياه في الساعة وإغراق الأنفاق في غضون أسابيع.

وتشير الصحيفة إلى أنه لم يتضح ما إذا كانت إسرائيل ستفكر في استخدام المضخات قبل إطلاق سراح جميع المختطفين، حيث قالت حماس في وقت سابق إنها أخفت بعضهم في "أماكن وأنفاق آمنة".

ونقلت الصحيفة عن المسؤولين قولهم إن إسرائيل لم تتخذ قرارا نهائيا بالمضي قدما في الخطة أو استبعادها.

ويرى الرقب أن مهمة لواء كفير هي "الوصول لأنفاق حماس وضربها، والمغامرة بحياة مختطفين موجودين لدى الحركة وبعضهم بتلك الأنفاق".

ويتحدث المحلل السياسي الفلسطيني عن "صعوبة قتل السنوار والضيف"، مرجعا ذلك إلى "عدم علم أحد بخريطة الأنفاق سوى مقاتلي حماس".

في المقابل، قالت وحدة المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي، لموقع "الحرة"، إنه "في الوقت الحالي لا يوجد أي تعليق بشأن التقارير التي تحدثت عن مضخات لتدمير أنفاق حماس".

واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس بعد هجوم مباغت شنته الحركة على مواقع عسكرية ومناطق سكنية محاذية لقطاع غزة، أدى إلى مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، وتم اختطاف 239 شخصا، وفق السلطات الإسرائيلية.

وردت إسرائيل بقصف جوي وبحري وبري مكثف على القطاع المحاصر، أتبعته بعملية برية، توقفت مؤقتا مع بدء الهدنة، قبل انهيارها.

وبلغت حصيلة القتلى في غزة 15899 شخصا، 70 في المئة منهم من النساء والأطفال، فضلا عن إصابة نحو 42 ألف شخص، فيما بلغ عدد المفقودين قرابة 7 آلاف مفقود، بحسب السلطات التابعة لحماس.

وأطلق سراح عشرات المختطفين والسجناء خلال هدنة استمرت سبعة أيام الشهر الماضي، وتقول السلطات الإسرائيلية إن 15 مختطفا وهم "11 مدنيا وأربعة جنود بينهم ضابط برتبة لواء" قتلوا أثناء اختطافهم لدى حماس.

وتقول حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007 إن "القصف الإسرائيلي تسبب بمقتل عدد من المختطفين في القطاع".

ومنذ بداية العملية البرية بشمال قطاع غزة في 27 أكتوبر وحتى الثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 78 ضابطا وجنديا.

وبحسب الجيش الإسرائيلي، ما زال 137 رهينة مختطفين في قطاع غزة بينهم 17 من النساء والأطفال، بعد إطلاق سراح 105 رهائن، لقاء الإفراج عن 240 سجينا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية خلال الهدنة.