الجيش الإسرائيلي يطالب بوصول الصليب الأحمر للأسرى لدى حماس.. ويؤكد أنه بحاجة لشهر من العمليات البرية في القطاع قبل عملية تبادل جديدة مع حماس
أشار المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إيلون ليفي، الأربعاء، إلى أن الجيش الإسرائيلي قتل منذ بداية العملية العسكرية في قطاع غزة، ما لا يقل عن نصف قادة كتائب حركة حماس في القطاع.
وقال ليفي، خلال مؤتمر صحافي عقده للصحافيين الأجانب: "قتل جيش الدفاع الإسرائيلي حتى الآن نصف قادة كتائب حماس، وتواصل القوات (الإسرائيلية) التقدم داخل قطاع غزة بدعم جوي كبير، وقد أدت هذه الحملة بالفعل إلى خفض القدرات العسكرية لحماس بشكل كبير".
هذا وكان الجيش الإسرائيلي وجه، في وقت سابق الأربعاء، "دعوة عاجلة" طالب من خلالها الصليب الأحمر بالتدخل "للوصول إلى الأسرى المحتجزين لدى حماس" منذ السابع من أكتوبر، فيما قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك إن هناك خطرا كبيرا من ارتكاب جرائم وحشية في غزة، وحث الجانبين على الامتناع عن ارتكاب مثل هذه الانتهاكات.
وأضاف للصحافيين في جنيف "رفاقي في حقوق الإنسان يصفون الوضع بأنه كارثي. في هذه الظروف ثمة خطر كبير من وقوع أعمال وحشية".
وتابع "هناك حاجة لاتخاذ إجراءات على نحو عاجل من جانب الطرفين المعنيين وكافة الدول خاصة التي لديها التأثير للحيلولة دون ارتكاب مثل هذه الجرائم".
وقال المتحدث باسم الجيش، دانيال هغاري، في بيان "بينما يوسع الجيش الإسرائيلي عملياته لتفكيك حماس في غزة، لم نتخل... عن مهمتنا المتمثلة في إعادة الرهائن إلى الوطن".
وأضاف "يجب على المجتمع الدولي أن يتحرك، يجب أن يتمكن الصليب الأحمر من الوصول إلى الأسرى، الذين هم في أيدي حماس، 138 أسيرا من الأطفال والنساء والمسنين ما زالوا في الأسر لدى حماس منذ أكثر من 60 يومًا".
وكانت حركة حماس أخذت 240 أسيرا إلى قطاع غزة إبان الهجوم المباغت الذي شنته على البلدات الحدودية الجنوبية في إسرائيل في السابع من أكتوبر والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص معظمهم من المدنيين وفقا للسلطات الإسرائيلية.
وردت إسرائيل على الهجوم بقصف مكثف على قطاع غزة أدى إلى مقتل أكثر من 16200 شخص بينهم أكثر من 7100 طفل وفق بيانات المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحركة حماس.
وفي 24 من نوفمبر توصل الجانبان إلى اتفاق هدنة امتد لأسبوع أفرج بموجبه عن 105 من الرهائن لدى حماس بينهم 80 إسرائيليا، كما أطلقت إسرائيل سراح 240 فلسطينيا كانوا معتقلين في سجونها.
وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن سلاح الجو هاجم 250 هدفا لحركتي حماس والجهاد في قطاع غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وأضاف هغاري في بيان أن الهجمات أدت إلى مقتل عدد من عناصر الحركتين، مشيرا إلى أن القوات البرية تواصل "تحديد وتدمير الأسلحة والأنفاق تحت الأرض والعبوات الناسفة وغيرها من البنى التحتية لحركة حماس".
وفي السياق، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، إن التقديرات في المؤسسة العسكرية تشير إلى أن الجيش بحاجة لشهر من العمليات البرية في قطاع غزة، قبل إتاحة الفرصة لعملية تبادل جديدة مع حركة حماس يتم بموجبها إطلاق سراح محتجزين إسرائيليين.
ونقلت إذاعة الجيش عن مصدر رسمي قوله: "مدة الشهر من المناورة البرية هي الفترة الزمنية اللازمة لتوليد الضغط العسكري الذي سيدفع حماس إلى استئناف المفاوضات في ظروف أفضل".
وكثف الجيش الإسرائيلي منذ أمس الثلاثاء عملياته البرية في قطاع غزة وشملت العمليات أجزاء واسعة من القطاع.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قال مساء الثلاثاء إن قطاع غزة يجب أن يظل منزوعاً من السلاح بعد انتهاء العملية العسكرية الإسرائيلية، مؤكداً أن الجيش الإسرائيلي وحده هو الذي يمكنه ضمان ذلك، وأي تدخل دولي غير مقبول.
من جهته قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن "حماس تفقد السيطرة على القطاع وتتكبد خسائر فادحة، ويتحقق ذلك من خلال الإجراءات الحاسمة والقوية لمقاتلي الجيش الإسرائيلي الذين يعملون من الجو والبحر والبر بالتنسيق مع المخابرات".
وأطلقت إسرائيل حملتها على قطاع غزة المكتظ بالسكان ردا على هجوم شنه مقاتلو حماس في السابع من أكتوبر على بلدات إسرائيلية، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 رهينة، وفقا للإحصاء الإسرائيلي.
وقال السلطات الصحية في غزة إن عدد القتلى الفلسطينيين جراء الهجمات الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر تجاوز 16250، منهم 7112 قاصرا و4885 امرأة، مع وجود آلاف آخرين في عداد المفقودين ويخشى أن يكونوا مدفونين تحت الأنقاض.
ومنذ انهيار الهدنة، تنشر إسرائيل خريطة على الإنترنت لإعلام سكان غزة بالأجزاء التي يجب إخلاؤها من القطاع. وتم وضع علامة على الحي الشرقي لمدينة خان يونس يوم الاثنين، وهو موطن لمئات الآلاف من الأشخاص، الذين هرب كثيرون منهم سيرا على الأقدام.