مع تعهد إسرائيل بمواصلة الحرب التي دخلت يومها الـ 81 على غزة، لأشهر طويلة بعد، تتالت الغارات الجوية العنيفة على وسط وجنوب القطاع المكتظ بالسكان.
فقد أفاد مراسل العربية/الحدث، اليوم الثلاثاء، أن الجيش الإسرائيلي بدأ عمليته البرية في مخيم البريج وسط القطاع انطلاقاً من موقع مقبولة العسكري وشارع عبد الخالق.
كما قصف المخيم بالأحزمة النارية وطالت المدفعية الإسرائيلية المنازل والبنايات السكنية.
خان يونس
كذلك شنت إسرائيل غارات عنيفة على مناطق مختلفة وسط مدينة خان يونس، أكبر مدن الجنوب، والتي تعتقد أن قادة حركة حماس يختبئون في الأنفاق تحتها.
تزامنت الغارات مع اندلاع اشتباكات عنيفة بين الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلي في خان يونس.
وفي وقت مبكر من اليوم الثلاثاء، تحدث سكان فلسطينيون عن وقوع عدة غارات جوية بالقرب من مستشفى ناصر في خان يونس، أكبر منشأة طبية في جنوب قطاع غزة، وفق ما نقلت رويترز.
وكان الجيش الإسرائيلي جدد قبل أيام مطالبته سكان عدد من المناطق وسط غزة من ضمنها مخيم البريج بالإخلاء والتوجه جنوباً، في إشارة إلى عزمه توسيع اجتياحه البري لشمال القطاع، علماً أن مناطق الجنوب التي دعت إسرائيل النازحين للتوجه إليها لم تسلم أيضاً من القصف.
رقعة شطرنج بشرية
هذا ما أكدته مرارا الأمم المتحدة، وكررته أمس مسؤولة أممية تعمل في القطاع منذ أسابيع. إذ قالت جيما كونيل، التي تقود فريقا إنسانيا تابعا للأمم المتحدة إن القطاع تحول إلى "رقعة شطرنج بشرية يفر بداخلها آلاف الأشخاص الذين نزحوا عدة مرات بالفعل، فيما ليس هناك ما يضمن أن وجهتهم القادمة ستكون آمنة.
كما أضافت كونيل، التي تشغل منصب رئيس فريق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، والتي زارت حي دير البلح وسط قطاع غزة أمس الاثنين "هناك مساحة صغيرة متبقية في مدينة رفح لدرجة أن الناس لا يعرفون إلى أين سيذهبون، ويبدو الأمر وكأن الناس يتم نقلهم حول رقعة شطرنج بشرية، لأن هناك أمر إخلاء في مكان ما".
يأتي هذا فيما تضغط واشنطن منذ أسابيع على حليفتها إسرائيل لاتخاذ المزيد من الخطوات من تقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين من خلال تحديد المناطق الآمنة وفتح الطرق الإنسانية أمام الناس للفرار.
لكن عدد القتلى مستمر في الارتفاع، بينما تشتد العمليات الإسرائيلية أكثر، وسط شح في دخول المساعدات الإغاثية والطبية إلى القطاع الذي يضم نحو 2.3 مليون فلسطيني.