بعدما نبشت القوات الإسرائيلية قبوراً في قطاع غزة، وقامت باستخراج الجثث ونقلها، في محاولة منها لإيجاد أثر لأسرى احتجزتهم حركة حماس يوم السابع من أكتوبر، من دون فائدة، لجأ الجيش إلى حيلة قديمة.
مناشير بحثاً عن الأسرى
فقد أفاد سكان من القطاع بأن إسرائيل قصفت أهدافا في أنحاء غزة، اليوم السبت، بينما أسقطت طائراتها منشورات على منطقة رفح جنوب القطاع تحث الفلسطينيين النازحين هناك على المساعدة في تحديد أماكن الأسرى.
وذكر سكان أن مقاتلين فلسطينيين تصدوا لدبابات تحاول التقدم مجددا إلى الضواحي الشرقية لمنطقة جباليا في شمال غزة، حيث بدأت إسرائيل سحب القوات والانتقال إلى عمليات أضيق نطاقا.
في حين أعلنت وزارة الصحة في غزة أن الضربات الإسرائيلية أسفرت عن استشهاد 165 شخصا وإصابة 280 آخرين خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، في واحد من أكبر أعداد القتلى في يوم واحد في عام 2024.
كما أكدت الصحة أن معظم الفلسطينيين الذين قتلوا منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر تشرين الأول، والذين وصل عددهم إلى 24927 من المدنيين.
تأتي هذه التطورات بينما أعلنت عائلات المحتجزين فقدان ثقتهم بحكومة بنيامين نتنياهو، وفق إعلام عبري رسمي.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عنهم قولهم إنهم "فقدوا الثقة بنتنياهو وحكومته، وأنهم سيجرون تحركاتهم الخاصة"، من دون أن يشيروا إلى ماهيتها.
وأضافت عن إحدى أقارب المختفين قولها "أي تأخير في المفاوضات يعرض حياتهم للخطر".
كما لفتوا إلى أن العشرات من عائلات المحتجزين توجهوا إلى مدينة قيسارية شمال إسرائيل للاعتصام أمام منزل نتنياهو هناك، حيث سيبيتون طوال الليل.
وكشفت الهيئة أن أهالي المحتجزين تواصلوا الأسبوع الماضي مع مسؤولين بالمخابرات المصرية، سعيا للتوسط للإفراج عن ذويهم.
وقالت نقلا عنهم: "نبادر للقيام بتحركاتنا الخاصة".
وأشار التقرير إلى أن الخطوة جاءت بمعرفة مسؤولي الجهاز الأمني الإسرائيلي المعنيين بقضية المحتجزين والمفقودين.
جاء هذا بعدما رأى فيه رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد" الأسبق تامير باردو، في تصريح للهيئة، أنه في حال قرر نتنياهو التنازل عن الأسرى، فليقلها علنا أمام الجمهور، في إشارة منهم إلى أن هذا الملف ليس أولوية عند الحكومة الإسرائيلية، في تطابق مع تصريحات غربية.
وأضاف "إذا أنهينا الحرب بـ136 نعشا، ستخسر إسرائيل للمرة الأولى، يجب الحرص على تصحيح تخلي الدولة عن مواطنيها وخيانتها".
عشرات الأسرى
يذكر أنه في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، شنت حركة حماس هجوما على نقاط عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في غلاف قطاع غزة قتلت خلاله نحو 1200 إسرائيلي، وأصابت حوالي 5431، وأسرت 239 على الأقل، بادلت عشرات منهم مع إسرائيل خلال هدنة إنسانية مؤقتة استمرت 7 أيام، وانتهت مطلع ديسمبر/كانون الماضي.
وأسفرت الهدنة المؤقتة عن إطلاق سراح 105 مدنيين من المحتجزين لدى حماس بينهم 81 إسرائيليا، و23 مواطنا تايلانديا، وفلبيني واحد.
في حين ذكرت مؤسسات الأسرى الفلسطينيين أن إسرائيل أطلقت بموجب الهدنة المؤقتة سراح 240 أسيرا فلسطينيا من سجونها، و71 أسيرة و169 طفلا.
وتقدر إسرائيل وجود حوالي 136 أسيرا ما زالوا محتجزين في قطاع غزة، وفق تقارير إعلامية متطابقة، وتصريحات مسؤولين إسرائيليين.