في رد غير مباشر على التصريحات التي أطلقها مساء أمس الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، أكد حلف شمال الأطلسي أن الدول الأعضاء متمسكة بمبدأ الدفاع عن بعضها البعض.

وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرج في بيان اليوم الأحد أن "أي إشارة إلى أن أعضاء الناتو لن يدافعوا عن بعضهم البعض يقوض أمن الحلف برمته ويعرض الجنود الأميركيين والأوروبيين للخطر."

كما أكد أن "أي هجوم على الدول الأعضاء في الناتو سيقابل برد موحد وقوي"، في إشارة إلى تلميح ترامب حول عدم حماية الولايات المتحدة للدول الأعضاء في الحلف الدفاعي التي لا تساهم بما يكفي في الأعباء المالية.

"متهورة"

من جهته وصف رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال اليوم تصريحات ترامب بأنها "متهورة". وقال على موقع "إكس" (تويتر سابقاً): "لقد دعم التحالف الأطلسي أمن وازدهار الأميركيين والكنديين والأوروبيين منذ 75 عاماً".

وأضاف أن "التصريحات المتهورة بشأن أمن الناتو والتضامن بموجب المادة الخامسة لا تخدم سوى مصالح (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين" و"لا تحقق المزيد من الأمن والسلام للعالم".

كما اعتبر أنها "على العكس من ذلك، تؤكد من جديد ضرورة أن يطور الاتحاد الأوروبي بشكل عاجل استقلاله الاستراتيجي وأن يستثمر في الدفاع عنه".

"أمر مروع"

بدوره دان البيت الأبيض بوقت سابق اليوم تصريحات الرئيس السابق التي شجعت على غزو روسيا للدول الأعضاء في الحلف، واصفا إياها بالمروعة والفاقدة للصواب. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض أندرو بيتس، عندما طلب منه التعليق إن "تشجيع الأنظمة القاتلة لغزو أقرب حلفائنا أمر مروع وفاقد للصواب".

كما اعتبر أنه "يعرض الأمن القومي الأميركي والاستقرار العالمي والاقتصاد الأميركي في الداخل للخطر"، وفق ما نقلت رويترز.

"سأشجع الروس"

أتى ذلك، بعدما تحدث ترامب خلال تجمع انتخابي في ساوث كارولاينا، مساء أمس، عن خبرته مع أعضاء "الأطلسي". وقال راوياً ما حدث بينه وأحد زعماء الدول الأعضاء خلال اجتماع سابق حين كان رئيساً للبلاد "وقف رئيس دولة كبيرة وقال إذا لم ندفع الالتزامات المالية المقررة للحلف وتعرضنا لهجوم من قبل روسيا فهل ستحمينا؟".

فأكد ترامب أمام ناخبيه أنه رد بكل صراحة قائلا: "إذا لم تدفعوا وتخلفتم عن السداد فلن أحميكم.. بل في الواقع سأشجع الروس على فعل ما يريدون". وأردف: "عليكم أن تدفعوا وتسددوا فواتيركم".

يشار إلى أن علاقة ترامب ببعض الحلفاء في الناتو لم تتسم بالوفاق خلال رئاسته للولايات المتحدة. إذ وجه العديد من الانتقادات العلنية لعدد من الدول الأوروبية التي أتت مشاركتها في التزامات الناتو المالية ضئيلة مقارنة مع بلاده.

ما أثار ريبة تلك الدول ومخاوفها من تنصل الولايات المتحدة من واجباتها ضمن الحلف الدفاعي، لاسيما بوجه روسيا.

ولا تزال تلك الدول تتحسب وتشعر بالقلق من إمكانية عودة الرئيس الجمهوري السابق إلى البيت الأبيض لولاية ثانية خلال الانتخابات الرئاسية المرتقبة في نوفمبر المقبل.