هل سيكون الرئيس السنغالي المنتخب باسيرو ديوماي فاي برفقة زوجتيه الاثنتين في الحفل الفخم الذي سيحضره عدد من زعماء وقادة الدول الإفريقية مع زوجاتهم؟، هل سيقدم إحداهما على الأخرى؟، هل سيكون للأولى أم أبنائه الأسبقية على الزوجة الثانية، أيهما ستكون على يمينه؟ كيف سيتصرف الرئيس أمام الحشد وكيف ستكون الإجراءات البروتوكولية في حفل التنصيب؟، أي من السيدتين ستسبق الأخرى في ترتيب الأسماء وصعود منصة الحفل واستقبال كبار الضيوف؟.
كلها هذه الأسئلة تشغل الشارع السنغالي والصحافة ومواقع التواصل الاجتماعي قبيل حفل التنصيب المرتقب.
فمن المقرر أن يتسلم الرئيس المنتخب باسيرو ديوماي فاي منصبه كخامس رئيس يحكم السنغال منذ استقلالها عام 1960، بعد كل من ليوبولد سيدار سنغور (1960-1980)، وعبده ضيوف (1981-2000)، وعبدولاي واد (2000-2012)، وماكي سال (2012-2024).
ورغم كل المفارقات والصدف التي رافقت ترشح وفوز باسيرو بالرئاسة، إلا أن زواجه من سيدتين بقي نقطة جدال في أوساط المتابعين، خاصة أنها المرة الأولى التي يجد فيها السنغاليون أنفسهم مع رئيس بزوجتين.
فقد ظهر باسيرو الذي - لم يكن معروفا لدى الشارع السنغالي وتم ترشيحه في آخر اللحظات بديلا عن زعيم المعارضة عثمان سونكو الذي رفض المجلس الدستوري ملفه- في إحدى أنشطة الحملة الانتخابية مرفقاً بامرأتين ترتديان الملابس التقليدية البسيطة.
ولم يعرف حينها غالبية السنغاليين هل هما فعلا زوجتاه، إلى أن ظهرت السيدتان مجددا برفقة باسيرو واحدة عن اليمين والثانية عن اليسار، قبل أيام من التصويت.
أولى وثانية
يرتبط الرئيس المنتخب حديثا باسيرو ديوماي فاي (44 عاما) بزوجتين، الأولى هي ماري خون فاي، أم أطفاله الأربعة "ثلاثة ذكور وفتاة" وهي ابنة قريته بمنطقة سانت لويس، وتدين ماري بالدين المسيحي، وهي حاصلة على ماجستير في الاقتصاد وإدارة الأعمال، تزوجت بباسيرو قبل 15 عاما.
أما الزوجة الثانية، فهي عبسة فاي، مسلمة، تزوجها باسيرو قبل عام ونصف ولم تنجب أطفالا بعد.
في حين لا يزال تعدد الزوجات جزءا من التقاليد والثقافة السنغالية، فبحسب الأرقام، ارتفعت نسبة تعدد الزوجات في فئة الرجال المتزوجين من 32% إلى 40%.
كما يدين نحو 94% من السنغاليين بالإسلام، أما المسيحيون الذين يشكلون 5٪، إضافة إلى نسبة قليلة من الديانات والمعتقدات الإفريقية التقليدية الأخرى.
ورغم أن تعدد الزوجات سائد في التقاليد الإفريقية إلا أن الكثير من الرؤساء السابقين لم يكونوا يكشفون عن جميع زوجاتهم ولا عن عددهن.
ومن الرؤساء الأفارقة الذين لم يخشوا تقديم زوجاتهم للعلن، جاكوب زوما رئيس جنوب إفريقيا الذي كان متزوجا من أربع نساء، أنجب منهن 21 طفلا، ورئيس التوغو إتيان إياديما غناسينغبي، الذي كان متزوجا من عدة زوجات لكنه لم يكشف عن عددهن، والملك مسواتي الثالث ملك إستواتيني (سواتزيلاند) الذي كان متزوجا من 14 امرأة، وتعرض لانتقادات عدة بسبب أسلوب حياته المترف في بلد يعيش ثلثا سكانه البالغ عددهم 1.3 مليون نسمة تحت خط الفقر.
كما كان رئيس تشاد الراحل إدريس ديبي إتنو، زوجا لثماني نساء.
ومن بين الرؤساء الأفارقة الذين اكتفوا بزوجتين ولم يترددوا في إعلان ذلك، رئيس النيجر السابق مامادو تانجا، وخلفه محمد يوسفو، ورئيس غامبيا أداما بارو الذي اضطر إلى أن يعلن رسميا أن لقب "السيدة الأولى" سيبقى حكرا على زوجته الأولى بعد اللغط الذي أثارته الصحافة حول أنشطة السيدة الأولى.
تعدد الزوجات بغرب إفريقيا
يشار إلى أنه وبحسب مركز بيو الأميركي للأبحاث، فإن الارتباط بأكثر من زوجة منتشر بشكل كبير في دول غرب ووسط إفريقيا، حيث يسمح القانون المدني في غالبية دول غرب إفريقيا، للرجل بزواج التعدد في ظل ظروف معينة، بما في ذلك القدرة المالية على إعالة عدة زوجات.
وفي بعض الدول يُحظر تعدد الزوجات على المستوى الفيدرالي، لكنه يُمارس في الولايات التي تطبق الشريعة الإسلامية، حيث قدّر المركز نسبته في بوركينا فاسو بـ36% من مجموع الزيجات، وفي مالي بـ34%، وغامبيا بـ30%، وفي النيجر بـ29%، وفي نيجيريا قدّر المركز نسبة زواج التعدد بـ28% وفي غينيا 26%، أما غينيا بيساو فتقدر نسبته بـ 23%، وفي السنغال 23%، وتوغو 17%، وفي تشاد قدّر المركز نسبته بـ15%، وفي الكاميرون 13%، فيما انخفضت نسبته في ساحل العاج إلى 12%، وفي بنين بلغت 9%، وفي جمهورية إفريقيا الوسطى 8%، وفي الكونغو لم تتجاوز 2%.