زيلينسكي يقول إن الجيش الأوكراني يخوض معارك حدودية "ضارية" وسط هجوم روسي
نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله، اليوم الاثنين، إنه إذا كان الغرب يريد القتال لصالح أوكرانيا في ساحة المعركة فإن روسيا مستعدة لذلك.
وأضافت الوكالة أن لافروف قال "هذا حقهم. إذا أرادوا (أن تكون المواجهة) في ساحة المعركة، فستكون في ساحة المعركة".
وكثفت روسيا تحذيراتها من مخاطر المواجهة المباشرة مع حلف شمال الأطلسي منذ أن رفض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون استبعاد احتمال إرسال قوات غربية لأوكرانيا في مرحلة ما.
وقال الكرملين، الأسبوع الماضي، إن إرسال قوات من حلف شمال الأطلسي إلى أوكرانيا قد يكون خطيرا للغاية. ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأمر بأنه قد يؤدي إلى نشوب الحرب العالمية الثالثة.
وأدلى لافروف، الذي شغل منصب وزير الخارجية لمدة 20 عاما، بهذه التصريحات في جلسة برلمانية عن إعادة ترشيحه للمنصب في حكومة جديدة يجري تشكيلها بعد أن بدأ بوتين هذا الشهر فترة رئاسية جديدة مدتها ست سنوات.
وذكرت وكالة الإعلام الروسية أن لافروف انتقد محادثات ستجرى الشهر المقبل في سويسرا بشأن السلام في أوكرانيا دون مشاركة روسيا.
وقالت الوكالة إن لافروف شبه الموقف "بتوبيخ تلميذ" يقرر مصيره المعلمون وهو خارج الغرفة. وقال لافروف "لا يمكنكم التحدث مع أي أحد بهذه الطريقة، وخاصة معنا". وتابع قائلاً: "المؤتمر.. يتلخص هدفه في تكرار توجيه إنذار لروسيا".
يأتي هذا بينما تبنت كييف اليوم الاثنين استهداف منشأة للنفط ومحطة للتحويل الكهربائي في منطقتي بيلغورود وليبتسك بغرب روسيا على مقربة من الحدود، على ما أفاد مصدر دفاعي أوكراني وكالة "فرانس برس".
وأوضح المصدر قائلاً: "وقعت انفجارات في ميناء أوسكولنبفتسناب النفطي قرب بلدة ستاري أوسكول، إضافة الى محطة التحويل الكهربائية في إيليتسكايا"، مشيراً إلى أن العملية نفّذها جهاز الاستخبارات (أس بي يو) باستخدام طائرات مسيّرة.
من جهته قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن قوات بلاده تخوض "معارك ضارية" مع الجيش الروسي المتقدم في منطقتين حدوديتين.
وقال زيلينسكي: "هناك معارك ضارية حالياً بالقرب من الحدود شرقي وشمال شرقي أوكرانيا. يحاول الجنود الأوكرانيون المتفوقون في العدد صد هجوم بري روسي عنيف".
وأضاف زيلينسكي في خطابه المسائي المتلفز الأحد: "المعارك الدفاعية مستمرة، هناك معارك شرسة في جزء كبير من منطقتنا الحدودية".
وتهدف القوات الروسية إلى استغلال نقاط الضعف الأوكرانية قبل وصول دفعة كبيرة من المساعدات العسكرية الجديدة من الولايات المتحدة وشركاء أوروبيين إلى ساحة المعركة بأوكرانيا في الأسابيع والأشهر المقبلة، وفقاً لمحللين أضافوا أن ذلك يجعل هذه الفترة "فرصة لموسكو"، وواحدة من أخطر الفترات بالنسبة لكييف في الحرب المستمرة منذ عامين.
يأتي التقدم الروسي الجديد في منطقة خاركيف شمال شرقي البلاد إلى جانب تقدمه كذلك منطقة دونيتسك شرقاً.
في هذه الأثناء، استخدم كلا الجانبين ضربات بعيدة المدى فيما تحول إلى ما يشبه حرب الاستنزاف.
قد يكون التوغل في خاركيف محاولة لإنشاء "منطقة عازلة" لحماية بيلغورود، وهي مدينة حدودية روسية مجاورة تعرضت لهجمات أوكرانية.
انتهت أجهزة الطوارئ الروسية، يوم الاثنين، من إزالة أنقاض بناية سكنية في بيلغورود، عاصمة المنطقة التي تحمل نفس الاسم، حيث انهار جزء من بناية سكنية بعد قول السلطات إنه ناجم عن قصف أوكراني. وأعلن فياتشيسلاف غلادكوف، حاكم بيلغورود، انتشال 15 جثة من بين الأنقاض، كما قال إن 27 شخصاً آخرين أصيبوا. وذكر أن ثلاثة أشخاص آخرين قتلوا في بيلغورود جراء القصف مساء الأحد.
وأضاف: "الكرملين يهدف إلى تشتيت قواتنا من خلال فتح جبهة نشطة ثانية في خاركيف".
ووصف زيلينسكي القتال في محيط منطقة بوكروفسك، الواقعة داخل الحدود الأوكرانية في دونيتسك، بأنه "الأصعب".
وكان عدد سكان بوكروفسك نحو 60 ألف نسمة قبل الحرب، وكانت المنطقة على بعد ساعتين بالسيارة من خط المواجهة حتى وقت قريب. لكن هذه المسافة أصبحت أقل من النصف الآن.
وفتحت السيطرة على مدينة أفدييفكا في دونيتسك في فبراير الماضي الباب أمام قوات الكرملين للتقدم غرباً وإلى عمق دونيتسك. وتعد السيطرة على دونيتسك بأكملها أحد أهداف روسيا الرئيسية في الحرب.