قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه حزين، ويزيد حزنه أن الأزمة الإنسانية التي يمر بها السودان لا تجد الاهتمام الكافي من المجتمع الدولي، مطلقا نداء عاجلا لحشد مزيد من الموارد لمواجهة الأزمة.
وأكد غيبريسوس في مؤتمر صحفي عقده ببورتسودان، أن أكثر من نصف سكان البلاد يواجه خطر المجاعة، والكوارث الطبيعية، مما قد يؤدي إلى انهيار البنية التحتية، وانتشار أوبئة مثل الكوليرا والملاريا والحصبة وجدري القرود.
كما أشار إلى تعرض أعداد مقدرة من النساء للعنف الجنسي جراء الصراع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وقال إنه رغم التنبيه المبكر الذي أطلقته منظمة الصحة العالمية وشركاؤها بأن الأزمة في السودان ستؤدي إلى العديد من المخاطر، فإن هناك عدم انتباه، "كأنما المجتمع الدولي قد نسي أو تناسى ما تؤدي إليه هذه الأزمة من تداع للنظام الصحي في البلاد".
وأضاف أن زيارته للسودان تأتي نتيجة لتلك الاعتبارات، ومن أجل إطلاق نداء لحشد مزيد من الموارد لمواجهة هذه الأزمة.
وكان مدير منظمة الصحة العالمية قد وصل أمس السبت إلى مدينة بورتسودان (العاصمة المؤقتة للبلاد) في زيارة رسمية تستغرق يومين.
وعقب وصوله تفقد غيبريسوس مستشفى بورتسودان ومركزا لمعالجة سوء التغذية لدى الأطفال، في حين قال وزير الصحة السوداني هيثم محمد إبراهيم في تصريحات للصحفيين إن زيارة المسؤول الأممي تهدف "للوقوف على الوضع الصحي في البلاد".
ومنذ أبريل/نيسان 2023، يشهد السودان حربا مستعرة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو.
وأسفرت الحرب عن عشرات آلاف القتلى، وتشير بعض التقديرات إلى أن عدد القتلى قد يصل إلى "150 ألفا".
كما أدت المعارك إلى نزوح أكثر من 10 ملايين شخص إما داخل السودان أو إلى البلدان المجاورة، بحسب أرقام الأمم المتحدة، فضلا عن الدمار الواسع في البنية التحتية، وخروج أكثر من 75% من المرافق الصحية عن الخدمة.