قال الجنرال جون نيكلسون قائد القوات الأمريكية في أفغانستان الجمعة إن قرار استخدام واحدة من أكبر القنابل التقليدية في قتال كان قرارا تكتيكيا محضا واتخذ في إطار الحملة ضد المقاتلين المرتبطين بتنظيم الدولة الإسلامية.
وقالت وزارة الدفاع الأفغانية اليوم إن ما يصل إلى 36 شخصا يشتبه أنهم أعضاء في تنظيم الدولة الإسلامية قتلوا عندما ألقت الولايات المتحدة "أم القنابل" على إقليم ننكرهار بشرق أفغانستان.
ونشرت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية بيانا نقل عن مصدر لم تكشف عنه نفيه تكبد الجماعة أي خسائر بشرية في الهجوم.
ولم يتسن التحقق من التصريحات. ومنعت قوات أفغانية وقوات أجنبية بالقرب من الموقع الصحفيين والسكان من الاقتراب من مكان انفجار القنبلة.
وقال نيكلسون للصحفيين في مؤتمر صحفي في كابول "كان هذا هو السلاح الصحيح للهدف الصحيح."
وأضاف مشيرا إلى عملية أفغانية أمريكية مشتركة تستهدف تنظيم الدولة الإسلامية منذ مارس آذار "كانت تلك المرة الأولى التي نواجه فيها عائقا طويل الأمد في سبيل تقدمنا."
وأسقطت طائرة من طراز (إم.سي-130) القنبلة (جي.بي.يو-43) التي تزن 9797 كيلوجراما على منطقة أتشين بإقليم ننكرهار المحاذي لباكستان لتستهدف شبكة من الأنفاق يقول مسؤولون أفغان وأمريكيون إن مسلحين مرتبطين بتنظيم الدولة الإسلامية يستخدمونها. جاء الهجوم في حين أرسل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفدا رفيع المستوى إلى كابول وسط حالة تشكك بشأن خططه إزاء نحو تسعة آلاف جندي أمريكي مرابطين في أفغانستان.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية دولت وزيري إن الانفجار الهائل لم يسفر عن سقوط خسائر في صفوف المدنيين.
وتابع وزيري في بيان "لم يصب أي مدني ولم يلحق الدمار سوى بالقاعدة التي كانت تستخدمها داعش لشن هجمات في مناطق أخرى من الإقليم."
وأقامت الدولة الإسلامية معقلا في شرق أفغانستان وشنت هجمات فتاكة على العاصمة كابول.
والقنبلة المعروفة باسم "أم القنابل" يتم توجيهها بواسطة نظام تحديد المواقع العالمي (جي.بي.إس) وجرى اختبارها أول مرة في مارس آذار 2003 وحينها تسببت في سحابة أمكن رؤيتها على بعد 32 كيلومترا.
وأدان الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي استخدام القنبلة على الأراضي الأفغانية.
وقال كرزاي على تويتر "هذه ليست الحرب على الإرهاب لكنها إساءة الاستغلال غير الإنسانية والأكثر وحشية لبلادنا كأرض تجارب لأسلحة جديدة وخطيرة."
وقال شاهد من رويترز في قرية على بعد خمسة كيلومترات من المنطقة الجبلية النائية التي أسقطت عليها القنبلة إن الأرض اهتزت بفعل التفجير لكن المنازل والمتاجر لم تتضرر فيما يبدو.
وذكر سكان أنهم شاهدوا مسلحين يصعدون الجبل وينزلون منه كل يوم لزيارة القرية.
وقال أحد السكان ويدعى راز محمد "كانوا من العرب والباكستانيين والصينيين والمتمردين المحليين الذين يأتون للشراء من المتاجر في السوق."
واليوم الجمعة كانت القرية تعج بالقوات الأفغانية والدولية بينما حلقت طائرات هليكوبتر وطائرات أخرى في سماء المنطقة.
وقال مكتب الرئيس الأفغاني أشرف عبد الغني في بيان إن الهجوم كان في إطار عملية مشتركة بين القوات الأفغانية والدولية.
وأضاف "نسقت القوات الأفغانية والأجنبية عن كثب هذه العملية وكانت أكثر حذرا لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين."
وقال مسؤولون أمريكيون إن القنبلة وضعت للاستخدام المحتمل في أفغانستان لبعض الوقت منذ إدارة الرئيس السابق باراك أوباما.
وكثفت الولايات المتحدة حملتها الجوية على الدولة الإسلامية ومقاتلي حركة طالبان في أفغانستان ونشر سلاح الجو نحو 500 سلاح في الأشهر الثلاثة الأولى لعام 2017 صعودا من 300 في نفس الفترة عام 2016.