يدير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب البيت الأبيض وعلاقاته مع الكونغرس وخصومه السياسيين كرجل أعمال، فهو لا يرى أعداء ولا خصوماً دائمين، بمن فيهم منتقدوه، وبدلاً من مهاجمتهم يقوم بتعيينهم في وظائف في الإدارة بل يدعوهم لمأدبة غداء أو عشاء في البيت الأبيض.
وأشاد الرئيس بسفيرته في الأمم المتحدة نيكي هيلي وأثنى عليها، قائلا "إنها تقوم بعمل رائع" وهو الذي عينها في المنصب رغم أنها كانت من مؤيدي خصمه في الانتخابات السيناتور ماركو روبيو، وكانت من أشد منتقديه.
ولم تكن حاكمة ولاية كارولينا الجنوبية السابقة وحدها التي كافأها بمنصب مهم، فقد دعا الرئيس سفراء الدول الـ15 في مجلس الأمن مع زوجاتهم إلى غداء عمل في سابقة لرئيس أمريكي، وهو الذي لم يكن يوفر الفرصة لينتقد الأمم المتحدة التي اعتبرها دوما مؤسسة عقيمة وغير فعالة، وهدد بقطع الدعم عنها في الماضي لكن ترامب أدرك لاحقا أن الدبلوماسية هي مثل الصفقات التجارية فهم بحاجة إلى تليين الشريك باستخدام أسلوب الترغيب والإبهار تارة والتخويف من فقدان الصفقة تارة أخرى.
ترامب الذي دخل أسبوعه الأخيرة في المئة يوم الأولى لحكمه، وهي علامة فارقة للرؤساء الأمريكيين وتعتبر بمثابة بطاقة تقييم، يدرك حجم وثقل أزمات السياسة الخارجية من تحدي كوريا الشمالية إلى الأزمة السورية ومواجهة إيران والحرب على داعش وباقي التنظيمات الإرهابية، لذا جاء لقاء غداء عمل مع الرئيس الصيني لضمان تليين الموقف الصيني حال فرضت واشنطن عقوبات جديدة على بيونغ يانغ.
أما في الكونغرس فقد استقبل الرئيس وزوجته ميلانيا السيناتور السابق تيد كروز وزوجته التي وصفها ترامب بالقبيحة أثناء الحملة الانتخابية وتعارك مع السيناتور كروز نفسه واتهمه بالكذب ودعا أيضا في عشاء آخر السيناتور ماركو روبيو وزوجته لزيارته في البيت الأبيض وهو الذي أيضا اشتبك مع السيناتور عندما كان مرشحاً في معارك محتدمة، أما لماذا يقوم بذلك؟ لأنه يعرف أنه بحاجة إليهما لتمرير أي من مشاريعه سواء في إعادة هيكلة الشيفرة الضرائبية أو إصلاح نظام الضمان الصحي المعروف باسم أوباما كير .
أما في السياسة الخارجية، فعليه أن يعول على دعم السيناتور الجمهوري المخضرم جون ماكين الذي لم يسلم من شره بالانتقاد الشرس، حيث قال ترامب المرشح إنه لا يكن للسيناتور ماكين الكثير من الاحترام كجندي سابق في فيتنام لأنه وقع في الأسر، لكنه يعي مدى نفوذه في لجنتي العلاقات المسلحة والخارجية في مجلس الشيوخ وهو يحتاج إلى دعمه في صياغة سياسة الإدارة تجاه النظام السوري وإيران وتحديات كوريا الشمالية، وهو أيضا على قائمه المدعوين للقاء منفرد على مأدبة عشاء في البيت الأبيض مع السيناتور لينزي جرايم أيضا من منتقدي الرئيس في السياسة الخارجية.
وعلى طريقة هيلي، عين ترامب أيضا خصمه في الانتخابات حاكم ولاية تكساس السابق ريك بيري في منصب وزير الطاقة.
ويرى المؤرخون أن السابقة تعود للرئيس إبراهام لينكولن، وهو من أعظم الرؤساء الأمريكيين الذي أنهى الحرب الأهلية والعبودية، حيث عين معظم وزراء حكومته من منافسيه وعلى رأسهم وزير الخارجية هنري سيورد، لكن ترامب يختلف في أنه يتقرب من مشرعين وسفراء ومؤسسات وخصوم رغم الانتقادات والازدراء المشترك بينهما في السابق، حيث يقلب الصفحة ويتعامل بود ويسدي عليهم الثناء من أجل تمرير مشاريعه ومعالجة أزمات السياسة الخارجية، لكن من منطلق تفكير رجل الأعمال الناجح الذي يريد ضمان الصفقة.
{{ article.visit_count }}
وأشاد الرئيس بسفيرته في الأمم المتحدة نيكي هيلي وأثنى عليها، قائلا "إنها تقوم بعمل رائع" وهو الذي عينها في المنصب رغم أنها كانت من مؤيدي خصمه في الانتخابات السيناتور ماركو روبيو، وكانت من أشد منتقديه.
ولم تكن حاكمة ولاية كارولينا الجنوبية السابقة وحدها التي كافأها بمنصب مهم، فقد دعا الرئيس سفراء الدول الـ15 في مجلس الأمن مع زوجاتهم إلى غداء عمل في سابقة لرئيس أمريكي، وهو الذي لم يكن يوفر الفرصة لينتقد الأمم المتحدة التي اعتبرها دوما مؤسسة عقيمة وغير فعالة، وهدد بقطع الدعم عنها في الماضي لكن ترامب أدرك لاحقا أن الدبلوماسية هي مثل الصفقات التجارية فهم بحاجة إلى تليين الشريك باستخدام أسلوب الترغيب والإبهار تارة والتخويف من فقدان الصفقة تارة أخرى.
ترامب الذي دخل أسبوعه الأخيرة في المئة يوم الأولى لحكمه، وهي علامة فارقة للرؤساء الأمريكيين وتعتبر بمثابة بطاقة تقييم، يدرك حجم وثقل أزمات السياسة الخارجية من تحدي كوريا الشمالية إلى الأزمة السورية ومواجهة إيران والحرب على داعش وباقي التنظيمات الإرهابية، لذا جاء لقاء غداء عمل مع الرئيس الصيني لضمان تليين الموقف الصيني حال فرضت واشنطن عقوبات جديدة على بيونغ يانغ.
أما في الكونغرس فقد استقبل الرئيس وزوجته ميلانيا السيناتور السابق تيد كروز وزوجته التي وصفها ترامب بالقبيحة أثناء الحملة الانتخابية وتعارك مع السيناتور كروز نفسه واتهمه بالكذب ودعا أيضا في عشاء آخر السيناتور ماركو روبيو وزوجته لزيارته في البيت الأبيض وهو الذي أيضا اشتبك مع السيناتور عندما كان مرشحاً في معارك محتدمة، أما لماذا يقوم بذلك؟ لأنه يعرف أنه بحاجة إليهما لتمرير أي من مشاريعه سواء في إعادة هيكلة الشيفرة الضرائبية أو إصلاح نظام الضمان الصحي المعروف باسم أوباما كير .
أما في السياسة الخارجية، فعليه أن يعول على دعم السيناتور الجمهوري المخضرم جون ماكين الذي لم يسلم من شره بالانتقاد الشرس، حيث قال ترامب المرشح إنه لا يكن للسيناتور ماكين الكثير من الاحترام كجندي سابق في فيتنام لأنه وقع في الأسر، لكنه يعي مدى نفوذه في لجنتي العلاقات المسلحة والخارجية في مجلس الشيوخ وهو يحتاج إلى دعمه في صياغة سياسة الإدارة تجاه النظام السوري وإيران وتحديات كوريا الشمالية، وهو أيضا على قائمه المدعوين للقاء منفرد على مأدبة عشاء في البيت الأبيض مع السيناتور لينزي جرايم أيضا من منتقدي الرئيس في السياسة الخارجية.
وعلى طريقة هيلي، عين ترامب أيضا خصمه في الانتخابات حاكم ولاية تكساس السابق ريك بيري في منصب وزير الطاقة.
ويرى المؤرخون أن السابقة تعود للرئيس إبراهام لينكولن، وهو من أعظم الرؤساء الأمريكيين الذي أنهى الحرب الأهلية والعبودية، حيث عين معظم وزراء حكومته من منافسيه وعلى رأسهم وزير الخارجية هنري سيورد، لكن ترامب يختلف في أنه يتقرب من مشرعين وسفراء ومؤسسات وخصوم رغم الانتقادات والازدراء المشترك بينهما في السابق، حيث يقلب الصفحة ويتعامل بود ويسدي عليهم الثناء من أجل تمرير مشاريعه ومعالجة أزمات السياسة الخارجية، لكن من منطلق تفكير رجل الأعمال الناجح الذي يريد ضمان الصفقة.