دبي – (العربية نت): وجه قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري، هجوما عنيفا على الرئيس الإيراني، حسن روحاني، رداً على انتقادات وجها الأخير لسيطرة هذه القوة على اقتصاد البلاد بشكل كامل، واعتبر جعفري أن "تدخل الحرس الثوري في الاقتصاد جاء بهدف حماية الثورة".

واعتبر جعفري نشاطات الحرس الثوري الاقتصادية أنها تأتي في إطار "الإعمار والبناء وإنهاء التبعية الاقتصادية لإيران وتعزيز القوة العسكرية في مواجهة أطماع القوى المتغطرسة"، على حد تعبيره.

ووفقاً لوكالة أنباء "فارس" فقد هاجم جعفري على هامش اجتماع مجلس استراتيجية البناء والإعمار التابع للحرس الثوري، منتقدي تدخل هذه القوات في الاقتصاد الإيراني، قائلا "نعتبر أنفسنا مكلفين بحماية الثورة الإيرانية".

واعتبر أن الحرس الثوري "لا يمارس نشاطات اقتصادية وربحية، بل إن نشاطاته ترتكز على إزالة الحرمان، والقيام بفعاليات عمرانية، وإجهاض استراتيجية العدو لفرض الضغوط الاقتصادية على البلاد"، على حد زعمه.

وأكد القائد العام للحرس الثوري بالمضي بزيادة الإنفاق العسكري وتطوير البرنامج الصاروخي المثير للجدل، مشيرا إلى أن "أي دولة لا تمتلك السلاح سوف يتم إذلالها من قبل الأعداء وبالتالي استسلامها"، على حد قوله.

هذا بينما قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، في معرض انتقاده تدخل الحرس الثوري في اقتصاد إيران، خلال كلمة له الخميس الماضي، إن "الاقتصاد أصبح تحت رحمة دولة العسكر".

وأكد روحاني أن "الاقتصاد والسلاح والإعلام بيد العسكر ولا يستطيع أحد على منافستهم"، وذلك امتدادا لانتقاداته التي وجهها للحرس الثوري خلال حملته الانتخابية الشهر الماضي، عندما طالب هذه القوات بالاهتمام بالشؤون العسكرية والأمنية على الحدود، متهماً إياه بإرهاب المستثمرين، محملاً سلوك الحرس الثوري الأمني مسؤولية تردي الاقتصاد في إيران.

وتصطدم مشاريع روحاني لتطوير الاقتصاد الوطني والتخلص من الأزمات الاقتصادية التي تعاني منها البلاد، من خلال سياسة فتح باب الاستثمار الأجنبي وخصخصة جزء من القطاعات، بمشاريع الحرس الثوري الذي يريد تطبيق شعارات المرشد علي خامنئي حول تحقيق الاكتفاء الذاتي وتطوير الاقتصاد بالاعتماد على الموارد المحلية من دون الاستعانة بالدول الأجنبية. يذكر أن الحرس الثوري الإيراني بات يسيطر بشكل شبه كامل على الاقتصاد الإيراني عبر جناحه الاقتصادي المعروف باسم "مقر خاتم الأنبياء" والمؤسسات المالية والاقتصادية التابعة له.