بحث الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي محمد علي الحسيني مع مسؤولي الأديان "الإسلاموفوبيا" في أوروبا، مؤكداً أن العلاج الجذري للظاهرة يكون بإنتاج خطاب إسلامي أوروبي معتدل، وتم ذلك خلال زيارة لوزارة الخارجية الفرنسية في إطار جولته الأوروبية، حيث التقى مسؤولين في الوزارة، خصوصاً المعنيين بالشؤون الدينية والسياسية.
واعتبر الحسيني البحث في لقائه بمسؤولي الأديان في الوزارة أن ظاهرة الإسلاموفوبيا في أوروبا، تعكس الهلع من الأعمال الإرهابية التي يتبناها مدّعو الإسلام وهو منهم براء، منبهاً أن هذا الهلع غير مبرر؛ لأن قلة قليلة جداً من المنبوذين والمشبوهين تقوم بهذه الأعمال التي ينبذها ويرفضها ويدينها ديننا الحنيف، في حين أن ملايين المسلمين يعيشون في الربوع الأوروبية بسلام هانئين آمنين ويردون الجميل للدول التي احتضنتهم بأخلاقهم الإسلامية السامية وبسلوكهم الحضاري وباندماجهم الكامل في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ولفت إلى أن مشاركته منذ أيام في باريس وبرلين وبروكسل مع أئمة مسلمين في أوروبا بمسيرة ضد الإرهاب له دلالته على أننا نرفض العنف وندين الإرهاب والإرهابيين لأي دين انتموا ونحن أصحاب رسالة سلام ومحبة وتسامح .
وشدد الحسيني على أن اعتماد الحلّ الأمني لهذه الظاهرة دون غيره لا يمكن أن يؤدي إلى النتائج المطلوبة، لافتاً إلى أن العلاج الجذري للاسلاموفوبيا يكون بإنتاج خطاب إسلامي أوروبي معتدل يتم بالتعاون والحوار بين مسؤولي الأديان في الدول المعنية وممثلي الإسلام المعتدل الذي يشكل المجلس الإسلامي العربي ركنه الأساس .
وشدد الحسيني على ضرورة عزل ما يجري من نزاعات سياسية تتخذ الطابع الديني والطائفي والمذهبي في الشرق الأوسط عن حياة المسلمين في أوروبا وهذه وصيتنا ودعوتنا الدائمة للجاليات العربية والمسلمة في كل مكان من العالم .
كما بحث الحسيني مع بعض مسؤولي ملف الشرق الأوسط في الخارجية الفرنسية الأوضاع العامة في المنطقة العربية لا سيما أوضاع لبنان وسوريا والعراق واليمن والخليج العربي، وأكد أن دولنا العربية تتعرض لهجمات خارجية تهدف إلى زعزعة الاستقرار فيها وتفكيك بنيانها، تمهيدا للهيمنة عليها، مشددا على أن الحلول للأزمات العربية لا يمكن أن يكون إلا عربيا بدعم من الأصدقاء في الغرب عموما وأوروبا خصوصاً .
وأشاد الحسيني بالسياسة الخارجية للرئيس إيمانويل ماكرون، داعياً فرنسا إلى مزيد من الانفتاح مع الدول العربية عموماً والخليجية خصوصاً، فالعلاقات بين العرب وفرنسا تاريخية ولطالما تميزت بالصداقة والمودة والاحترام المتبادل، مؤكداً ثقته بأن الدور الفرنسي في بلادنا مهم ومطلوب ونأمل منه الكثير .