ترجع جذور مأساة مسلمي أراكان والتي تم تسميتها راخين بعد التحول الديمقراطي إلى عقود قديمة من الزمان حتى عام 1430 حيث تم احتلال أركان من قبل حكومة بورما آنذاك وإنهاء المملكة الإسلامية التي استمرت لمدة 354 سنة، ومنذ ذلك التاريخ يذوق المسلمون التمييز العنصري، والتطهير العرقي، على أيدي العصابات البوذية المتطرفة، والتي يقودها الراهب البوذي "ويراثو" زعيم منظمة 969 والتي ترمز إلى تعاليم بوذا، والميليشيات المتحالفة معها بدعم وتشجيع من الجيش والسطلة، والتي ترى المسلمين الروهنجيين أصولهم بنغالية ولا يتمتعون بالجنسية المينامارية، وعليه يجب أن يتم طردهم إلى بنغلادش المجاورة، ومن عام 1939 بدأت الجرائم ضد الأقلية الروهنجية، وتكررت في الأعوام 1939، وكانت المذابح الكبرى عام 1942، وعام 1963، وعام 1997، و2001، وآخرها عام 2012، والتي مازلنا نعيش فصولها الدموية كل يوم، وذهب ضحيتها الآلاف من الأبرياء وحرقت مدن بأكملها.
وللعلم إن بنغلادش يعيش بها أكثر من نصف مليون لاجئ روهنجي، منهم 30 ألفاً فقط في مخيمات تابعة للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، والبقية يعيشون في ظروف مزرية ويرثى لها حسب تعبير منظمة "أطباء بلا حدود".
وقد تجددت أعمال العنف مؤخراً بعد أن بدأت الأقلية الروهنجية في المقاومة بأسلحة بدائية وأدوات زراعة، مما جعل النظام يقوم بقصف الأهالي بالطائرات، ومحاصرة قراهم وحرق بيوتهم بوحشية وبربرية، فقد صرحت منظمة "هيومن رايتس وتش" أن قوات الحكومة حرقت 62 قرية و900 مبنى للروهنجيا، بينما قالت منظمة العفو الدولية إن حكومة ميانمار تعتمد سياسة الأرض المحروقة، ففي ظل سكوت العالم على هذه الجرائم، والاستنكار على خجل من بعض الدول والمؤسسات الإسلامية، والدفاع من قبل مستشارة الدولة أونغ سان سو تشي عن سياسة مينامار، شجعت الحكومة الميانمارية على ارتكاب هذه الإبادة والهولوكوست وأدت إلى هروب أكثر من 400 ألف مسلم إلى حدود بنغلادش.
لقد عبرت بنغلادش عشرات المرات عن عدم قدرتها على تقديم الاستجابة الإنسانية النوعية للاجئي الروهنجيا، حيث تعاني من فقر كبير وصنفتها الأمم المتحدة رقم 146 من 186 دولة في مجال صعوبة الظروف المعيشية، وطالبت بحل مشكلة مسلمي الروهنجيا وإعادتهم إلى وطنهم أسوة بمشاكل أقليات أخرى قامت الأمم المتحدة بحلها.
لا تزال بنغلادش تتحفظ على عمل المؤسسات الإنسانية بحرية في مخيمات اللاجئين للحد من تقديم الخدمات لهم، وتشجيعهم على الهجرة والاستيطان ببنغلادش، إلا أنها في الموجة الأخيرة سمحت لبعض المؤسسات بتوزيع المساعدات العاجلة لعدم قدرتها على مواجهة هذا الجيش الجرار من اللاجئين، ولا تزال ترى أن الحل يكمن في الضغط على حكومة ميانمار للسماح لمواطنيها بالعودة إلى أراكان.
إلا أن العودة الى أراكان في أحسن أحوالها ستستغرق أشهراً على أقل تقدير، مما يجعل الحاجة كبيرة لتقديم المساعدات الأساسية إلى اللاجئين الجدد، الذين يحتاجون إلى توفير السلات الغذائية، والخدمات الصحية الأساسية، والخيام للمأوى بدلاً من العيش في العراء.
* د. ناصر لوري - باحث في الشؤون الإغاثية والتنمية
{{ article.visit_count }}
وللعلم إن بنغلادش يعيش بها أكثر من نصف مليون لاجئ روهنجي، منهم 30 ألفاً فقط في مخيمات تابعة للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، والبقية يعيشون في ظروف مزرية ويرثى لها حسب تعبير منظمة "أطباء بلا حدود".
وقد تجددت أعمال العنف مؤخراً بعد أن بدأت الأقلية الروهنجية في المقاومة بأسلحة بدائية وأدوات زراعة، مما جعل النظام يقوم بقصف الأهالي بالطائرات، ومحاصرة قراهم وحرق بيوتهم بوحشية وبربرية، فقد صرحت منظمة "هيومن رايتس وتش" أن قوات الحكومة حرقت 62 قرية و900 مبنى للروهنجيا، بينما قالت منظمة العفو الدولية إن حكومة ميانمار تعتمد سياسة الأرض المحروقة، ففي ظل سكوت العالم على هذه الجرائم، والاستنكار على خجل من بعض الدول والمؤسسات الإسلامية، والدفاع من قبل مستشارة الدولة أونغ سان سو تشي عن سياسة مينامار، شجعت الحكومة الميانمارية على ارتكاب هذه الإبادة والهولوكوست وأدت إلى هروب أكثر من 400 ألف مسلم إلى حدود بنغلادش.
لقد عبرت بنغلادش عشرات المرات عن عدم قدرتها على تقديم الاستجابة الإنسانية النوعية للاجئي الروهنجيا، حيث تعاني من فقر كبير وصنفتها الأمم المتحدة رقم 146 من 186 دولة في مجال صعوبة الظروف المعيشية، وطالبت بحل مشكلة مسلمي الروهنجيا وإعادتهم إلى وطنهم أسوة بمشاكل أقليات أخرى قامت الأمم المتحدة بحلها.
لا تزال بنغلادش تتحفظ على عمل المؤسسات الإنسانية بحرية في مخيمات اللاجئين للحد من تقديم الخدمات لهم، وتشجيعهم على الهجرة والاستيطان ببنغلادش، إلا أنها في الموجة الأخيرة سمحت لبعض المؤسسات بتوزيع المساعدات العاجلة لعدم قدرتها على مواجهة هذا الجيش الجرار من اللاجئين، ولا تزال ترى أن الحل يكمن في الضغط على حكومة ميانمار للسماح لمواطنيها بالعودة إلى أراكان.
إلا أن العودة الى أراكان في أحسن أحوالها ستستغرق أشهراً على أقل تقدير، مما يجعل الحاجة كبيرة لتقديم المساعدات الأساسية إلى اللاجئين الجدد، الذين يحتاجون إلى توفير السلات الغذائية، والخدمات الصحية الأساسية، والخيام للمأوى بدلاً من العيش في العراء.
* د. ناصر لوري - باحث في الشؤون الإغاثية والتنمية